«إيلان» أيقونة هجرة السوريين غير الشرعية
فى سبتمبر الماضى، أثارت صورة الطفل السورى الغريق إيلان كردى ردود فعل غاضبة بشأن ما يحدث فى سوريا، ودفع آلاف المواطنين للنزوح والمخاطرة بحياتهم فى عرض البحر والبحث عن كل السبل الشرعية وغير الشرعية للفرار من جحيم الحرب.
صور الطفل الذى فشلت محاولاته للنجاة برفقة أمه وأخيه وألقته مياه البحر على الشاطئ استطاعت أن تحرك مشاعر الرأى العام العالمى وسارعت وسائل الإعلام لتوثيق تلك اللحظات من والده الذى خرج عن صمته مرارا وتكرارا وحكى المشهد كاملا، وقال: إنه لم يترك أطفاله وحدهم يواجهون الموت أثناء محاولتهم الهجرة إلى اليونان، مؤكدا أنه كان برفقة أسرته لكنه تعرض للغرق مع أطفاله وزوجته أثناء رحلتهم القاتلة، موضحا أنه قام بدفع مبلغ مالى للمهرب التركى كى يتم تهريبهم لأوروبا هو و13 راكبا كانوا معه فى رحلة الموت، وأنهم كانوا على بعد 4 أو 5 دقائق من الشاطئ الذى كان على مرمى البصر لكن موجة عاتية ضربت القارب، مما دفع السائق التركى للهروب وتركهم يواجهون الموت.
وسط هذا الكم من المعلومات وتفاصيل الساعات الأخيرة أشعلت صوره الطفل إيلان غضبا عارما وعكست معاناة آلاف اللاجئين على نطاق العالم الذين يواجهون شبح الموت كل يوم بعدما فشلوا فى الوصول إلى أروبا وبناء عليه كثرت المطالبات التى تحث الحكومات الأوروبية لزيادة جهودها وتوفير مساكن لهؤلاء اللاجئين وبالفعل استجاب رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون معلنا عن أن بلاده ستستقبل آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين وذلك استجابة لموجة الغضب والإلحاح العالميين.
نادية مراد.. سيدة تحدّت داعش
«افتحوا أبواب بلادكم لمجتمعى فنحن ضحايا، ومن حقنا البحث عن بلد آمن يحفظ كرامتنا» هكذا وجهت الفتاه الإزيدية نادية مراد، نداءها لكل دول العالم خلال جلستها بمجلس الأمن الدولى، وتسببت كلماتها فى بكاء كل الحاضرين بعدما سمعوها تقص تفاصيل اتجار داعش بالبشر، نادية التى تحولت إلى رمز للنساء الإزيديات فى مواجهة عنف داعش طالبت فى جلسة مجلس الأمن الدولى بتحرير أكثر من 3 آلاف امرأة وطفل أسرى لدى الجماعة الإرهابية، خاصة أن الأخيرة جعلت من المرأة الإيزيدية وقودا للاتجار بالبشر، وتحدثت عن معاناة آلاف الإيزيديين فى المناطق الخاضعة لسيطرة هذه الجماعة الإرهابية ونادت نادية التى تمكنت من الهروب من قبضة التنظيم بعدما تعرضت لحوادث اغتصاب عدة على أيديهم، بتحرير أكثر من 3 آلاف و400 امرأة وطفل ما زالوا يعيشون المعاناة تحت رحمة من لا رحمة لهم والتعريف بما حدث من قتل واستعباد جماعى واتجار بالبشر على أنها إبادة جماعية. وفتح ملف جرائم الجماعة الإرهابية أمام المحكمة الدولية، إضافة لـ«تحرير جميع مناطقنا، تحرير قريتى كوجو حتى نستطيع دفن موتانا، إضافة إلى ضرورة توفير حماية دولية للمناطق الإيزيدية والأقليات المهددة ليتمكن الإيزيديون من العودة إلى مناطقهم والعيش فيها بسلام» قائلة فى كلمتها بالمجلس: «كل يوم يخاطر المئات من الناس بحياتهم، نلتمس منكم اليوم أن تعطوا خيارا لإعادة التوطين للإيزيدية والأقليات الأخرى المهددة وخاصة ضحايا الاتجار بالبشر لذا نطلب القضاء على «داعش» بشكل أبدى، وتقديم جميع مرتكبى جرائم الاتجار بالبشر والإبادة إلى العدالة حتى يعيش الطفل والمرأة بسلام فى العراق وسوريا ونيجيريا والصومال وكل مكان فى العالم.
ومؤخرا جاءت نادية لمصر فى زيارة للرئيس عبد الفتاح السيسى استجابة لطلبها الذى نادت به خلال حوارها مع «اليوم السابع» لتكون النافذة التى تمكنها من عكس معاناة شعبها على يد هذا التنظيم الإرهابى وتوصله للعالم العربى والإسلامى.
وقالت الشابة الإيزيدية إنها جاءت إلى مصر لتشتكى لها موقف العالم العربى والإسلامى الذى التزم الصمت حيال ما حدث للإيزيديين من إبادة على يد تنظيم يزعم انتسابه للإسلام، فلم تخرج مظاهرة واحدة تندد بما حدث لنسائهم وأطفالهم من خطف واغتصاب ورجالهم من ذبح بأيادى «داعش».
مارد سيناء.. مجند الصاعقة رمز البطولة والفداء
أصبح مجند الصاعقة المصرية محمد أيمن شويقة والملقب بمارد سيناء، رمزا للبطولة والفداء، بعدما قدم نموذجا مشرفا لأبناء جيله وضحى بحياته فى واقعة سيظل الجميع يتحاكى عنها عقودا قادمة، مارد سيناء ابن محافظة دمياط ذو الاثنين والعشرين عاما، استطاع أن ينقذ حياة زملائه المرافقين له فى إحدى المهام التى كانوا مكلفين بها بعدما احتضن إرهابيا قام بتفجير نفسه بـ«حزام ناسف» خلال حملة أمنية غربى العريش لإبعادها عن زملائه وبالفعل تمكن من إنقاذ أرواح ثمانية من زملائه.
مارد سيناء هو الشقيق الأكبر لأسرة متوسطة، عرف عنه منذ الصغر الشجاعة وكان ودودا ومعاونا لأصدقائه فى أزماتهم، أثارت قصة وفاته ردود فعل واسعة جعلت كثيرين يطالبون بسرعة القصاص له من الجماعات الإرهابية تخليدا لذكراه، خاصة أن الشاب كان مستعدا للتضحية بروحه من أجل الدفاع عن مصر، وفقا لشهادة والده الذى قال إنه قدم ابنه فداء لوطنه وعلى استعداد لتقديم ابنيه الآخرين أيضًا فداء لمصر، التى تستحق أن يرتدى هو الآخر البذلة العسكرية للدفاع عنها رغم بلوغه سن الـ50.
شيماء الصباغ.. والموت صمودا
شيماء ماتت؟ بهذا السؤال استقبل أصدقاؤها وأهلها نبأ وفاتها فى حالة من الصدمة والاندهاش، الجميع يأبى تصديق الخبر، ففتاة خرجت لتعبر عن رأيها فى وقفة سلمية صامتة كان عقابها طلقة خرطوش أطلقت على مقربة منها فأودعتها جثة هامدة.
شيماء ابنة محافظة الإسكندرية ذات الثمانية والعشرين عاما والتى تحولت صورتها وهى تنزف واقفة لرمز وأصبحت من أكثر الصور تأثيرا فى مصر خلال عام 2015، كانت أول شهيدة فى الذكرى الرابعة لثورة الخامس والعشرين من يناير، بدأت واقعة شيماء بعدما قررت برفقة مجموعة من زملائها إحياء ذكرى الثورة فى وقفة صامتة بميدان طلعت حرب، وحملوا جميعا أكاليل من الزهور للدلالة على سلمية وقفتهم، الكل جاء ليعبر عن حلم ثورته الذى لم يكتمل بعد، ولكن رصاص أحد ضباط الداخلية كان كفيلا بالقضاء على حلمهم إلى الأبد بعدما أطلقوه ليفضوا الوقفة ويصيبوا صاحبة الدعوة إليها.
آخر كلمات شيماء أو أم بلال كما يعرف عنها على صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» كانت: «البلد دى بقت بتوجع ومفيهاش دفا.. يارب يكون ترابها براح وحضن أرضها أوسع من السماء»، كلمات قليلة وبسيطة ودعت بها الصباغ واقعها هاتفة «عيش حرية عدالة اجتماعية».
شيماء قاسم يخشاها الإرهاب لجمالها:
«سأثبت أن للمرأة العراقية دورا فى مجتمعها، فأنا لا أهاب التحديات، وكلى ثقة أننى لا أرتكب أى خطأ» بهذه الكلمات بدأت شيماء قاسم، ملكة جمال العراق 2015 حديثها فور إعلان اسمها كفائزة فى المسابقة التى طال توقفها لمدة 42 عاما، اللقب الذى أحرزته قاسم فى وقت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام جعلها محط أنظار العالم بجرأتها وشجاعتها فى مواجهة التنظيم الذى يقاتل كل من عارض أفكاره ونهجه، وفى سبيل حصولها على حريتها المفقودة، اعتبرت قاسم فوزها تحدياً من الشعب العراقى فى وجه الإرهاب والعنف السائد منذ أعوام ورسالة إنسانية للعالم بأن هناك مفاهيم إنسانية فى العراق، على الرغم من الصراعات التى تشهدها بلادها. والمسابقة التى نظمتها مؤسسة المدى للإعلام والثقافة فى بغداد، لاقت تفاعلا كبيرا من قبل الفتيات العراقيات اللائى شاركن من مختلف المحافظات العراقية.وجاءت مشاركة «قاسم» ابنة العشرين عاما فى المسابقة على الرغم من التهديدات التى طالت كل المشاركات من قبل تنظيم الدولة الإسلامية وتوعدهن بالقتل والسبى واستجابة لهذا انسحب عدد من المشاركات، وأصبح العدد الرسمى 10 مشتركات بدلا من 200 ورغم ذلك رفضت قاسم الانسحاب واستمرت للنهاية حتى وصلها تهديد من قبل أحد أفراد التنظيم يتوعدها بالسبى إذا لم تتنازل عن تاج الجمال أجلاً أو عاجلاً.