وزير الثقافة: آن الآوان لعودة العروبة الثقافية للتصدى للتطرف والتشرذم

السبت، 05 ديسمبر 2015 12:05 م
وزير الثقافة: آن الآوان لعودة العروبة الثقافية للتصدى للتطرف والتشرذم حلمى النمنم وزير الثقافة
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد وزير الثقافة حلمى النمنم، أنه آن الأوان لعودة العروبة وبالأخص العروبة الثقافية المتحضرة بقيادة مصر ولبنان للتصدى لظاهرتى التشرذم والتطرف اللتين تعصفان بالمنطقة العربية.

وقال النمنم، فى كلمة له فى افتتاح الأسبوع الثقافى المصرى فى لبنان الليلة الماضية، نحن فى لحظة فارقة من تاريخ أمتنا العربية التى تتدهور يوما بعد يوم حتى وصلنا إلى القاع الذى لا يوجد بعده قاع ، وجدنا سوريا تتفكك، وليبيا لم يعد لها وجود رسمى والصومال ضاع منا قبل عقدين، والعراق فيه مافيه، ويتكالب علينا الجميع من الداخل والخارج.

وأضاف "حين ضعفت العروبة الثقافية ظهر من يتصور أن يكون بديلا لها، ظهرت الطائفية وظهرت المذهبية، والعمالة والخيانة فى أوقح وأحط صورها، وكان المستفيد الوحيد فى المنطقة هو إسرائيل التى تتضخم يوما بعد يوم على حساب حقوقنا وكرامتنا.

وقال "لن نسمح بعد اليوم أن تمس كرامتنا والبداية من هنا من الفعل الثقافى ،وحين نقول الفعل الثقافى، فهو يعنى أولا الحرية، التسامح وقبول الآخر، وحق الاختلاف، والمواطنة وأن نرفض العنف والتشدد، ليحل محله التجديد والاستنارة، دينيا وفكريا وإنسانيا، مشيرا إلى أن التخلف فى الأصل ظاهرة ثقافية، وأردف قائلا "فلنقاوم التخلف".
ولفت إلى أن العروبة بدأت كحركة ثقافية وكفعل ثقافى، وقال إنه وفى هذا الصدد تبرز العلاقة القوية بين مصر ولبنان، فحين كان رفاعة الطهطاوى يترجم رواية ويصعب عليه أن ينشرها فى مصر نظرا لوضعه الرسمى فى مصر كان ينشرها فى بيروت، وحين كتب الدكتور طه حسين كتابه المهم "المعذبون فى الأرض" ويغضب منه الملك فاروق ويصعب عليه نشره فى مصر، ترحب به بيروت فينشر فيها.

وأضاف "النمنم" حين يكتب نجيب محفوظ أولاد حارتنا ويقف الأوغاد ضدها من الإرهابيين ويصعب عليها أن ينشرها فى كتابه فى مصر فإنه كان ينشرها فى بيروت وحين كان يتعب أحمد شوقى أو يئن فإنه يجد المستراح هنا فى جارة الوادى (مدينة زحلة بالبقاع اللبنانى).

وتابع وزير الثقافة قائلا، حين كان يتعب محمد عبد الوهاب أو أم كلثوم أو غيرهم من الفنانين المصريين الكبار فإنهم كانوا يجيئون إلى لبنان لأن لبنان كان هو الحياة هو الجنة العربية، إلى أن حدث ما حدث وكله الآن فى ذمة التاريخ ولسنا فى مرحلة الحساب أو المحاسبة بل فى مرحلة المراجعة.
وقال الوزير ،آن الآوان أن تعود العروبة الثقافية المتحضرة، مضيفا، حين نتحدث عن العروبة الثقافية لابد أن نتحدث عن القاهرة أو بيروت، وعن جمهورية مصر العربية، وعن كل لبنان وعن كل مصر وليست القاهرة فقط، ولأن لبنان ليست بيروت فقط، مصر هى الشعب المصرى والجغرافيا المصرية، ولبنان هى الشعب اللبنانى العريق من أقصى البلاد إلى أدناها.
وختم وزير الثقافة كلمته بالقول "تحيا مصر وعاشت لبنان" وسط تصفيق حار من الحضور.
وكان الوزير قد استهل كلمته بالدعوة إلى الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الإرهاب فى سيناء ولبنان وباريس وسوريا وكل الأماكن.
من جانبه ، قال وزير الثقافة اللبنانى رونى عريجى، إنها ليلة مضيئة ليلة انطلاق الأسبوع الثقافى المصرى اللبنانى، مشيرا إلى أن العلاقات الثقافية بين البلدين قديمة وعميقة فى التاريخ.
وأشار وزير الثقافة اللبنانى إلى أن علاقة مصر بلبنان تعود إلى زمن الفراعنة وخشب الأرز ومراكب الأشرعة وتبادل السلع ، وعلى صخور نهر الكلب فى لبنان كتابات مسمارية ونقوش لفراعنة مصر ولا تزال وشما فى الذاكرة ، فى المدونات مظاهر التعاون فى السياسية والفكر.

وقال تابع الوزير "نستعيد لمحات من تاريخ مشترك مضىء ، نستلهم نضالات رجال النهضة العربية التى صنعها مفكرون لبنانيون ومصريون على أرض الكنانة زمن محمد على والخديوى إسماعيل ، نتذكر النشر والمجلات والكتب والجمعيات والمنابر ، ونتذكر جورجى زيدان والأخوين سليم وبشارة تقلا ويعقوب صروف ورفاعة الطهطاوى والأفغانى ومحمد عبده.
وأضاف قائلا "نتطلع اليوم إلى تلك النصوص التأسيسية والخطاب التنويرى التى أشعلت قبل قرن من الزمان صحوة وطنية امتدت حداثة إلى أرجاء المنطقة العربية ، حينما كان الشرق تحت نير القبضة التركية ومشانق جمال باشا تفتك بأحرار لبنان وسوريا وقمع الحريات والتتريك وقمع اللغة العربية.

وقال إن مصر شكلت يومها فضاء الحرية للتطوير الحداثى خاصة فى مجال الصحافة والأدب والفنون والأفكار التنويرية التى أشعلتها النخبة اللبنانية بالتناغم مع إصلاحيى مصر المستنيرين فكان عصر نهضوى بهى أفادت منه عواصم العرب فانتجت فكرا تحريرا.

وأضاف "تلك النهضة العربية تدين بأبوتها للشيخ الأزهرى رفاعة رافع الطهطاوى وبطرس البستانى اللذين دعيا إلى ضرورة اقتباس العلوم وصولا لصحوة عربية عقلانية لتخطى العصر الظلامى ، وفى الأزمنة الحديثة تلازم التعاون بين البلدين فى السياسة والثقافة والفنون.
وأعرب عن سعادته لحضور وزير الثقافة حلمى النمنم لافتتاح الأسبوع المصرى الثقافى فى لبنان ، مشيرا إلى أنه النمنم قامة فى الفكر والثقافة ، منوها بمؤلفاته المتعددة عن سيد قطب ، والفكر العربى ، وفلسطين ، وكذلك بمسيرته فى مجلة المصور ، وفى المجلس الأعلى للثقافة وصولا اليوم إلى وزارة الثقافة.
ووصف مسيرة النمنم بأنها تناغم فكرى حول ضرورة الاعتدال الدينى والتنوير ، والتصدى لمشاريع العنف الدينى.
وقال" نحن نحتاج إلى نظم مدنية تنقذنا من براثن الغرائز المتطرفة إلى مجتمعات حضارية تمارس الحوار وقبول اختلاف الآخر ، بعيدا عن صراع الحضارات والأديان.
ووجه التحية لجهود السفارة المصرية فى لبنان والمديرية العامة للثقافة فى لبنان على جهودها لإنجاح الاسبوع المصرى الثقافى فى لبنان.
واختتم كلمته بالقول "عاشت الصداقة المصرية اللبنانية عاشت مصر عاش لبنان".
من جانبه، قال السفير المصرى فى لبنان الدكتور محمد بدر زايد إن من بين مصر وكل الدول العربية الكثير من الروابط السياسية والاقتصادية والمصاهرة والعلاقات الاجتماعية، ولكنه لفت إلى أن بين مصر ولبنان نشأت حالة فريدة من نوعها فى العلاقات بين البلدين.
وأشار إلى أنه منذ عدة أيام تم الاحتفال بالطبعة العربية للأهرام التى سوف تطبع فى بيروت ، لافتا إلى أن الأهرام أسسها سليم وبشارة تقلا اللبنانيين المارونيين فى مصر.
ونوه بالزخم الفريد فى العلاقات بين البلدين منذ القران التاسع عشر ، مؤكدا أن مصر ترتبط بكل الطوائف اللبنانية وهذا الارتباط لا يقتصر على الثقافة بل أيضا يمتد للمصاهرة الاجتماعية.
وقال إن البلدين يمكن أن يقدما النموذج الذى يستطيع التصدى للتحديات الراهنة التى تقوم على إلغاء الآخر، وإلغاء الهوية العربية، من خلال الذخيرة الكبيرة التى نملكها وبالترابط الكبير بين الشعبين وبمشروع الخطاب السياسى عربى وبما تمثله مصر بمسلميها ومسيحيها ، وما تمثله لبنان من تنوع طائفى كبير.
وأضاف " يجب أن تلعب الدولتان والشعبان دورا فى الوضع العربى الحالى مثلما فعلت فى السابق.
وأردف قائلا "يجب أن نتمسك بالأمل من خلال دعم النشاط الثقافى والعلاقات الثقافية بين البلدين نحقق ذلك.



موضوعات متعلقة..


وزير الثقافة يفتتح الأسبوع الثقافى المصرى فى لبنان اليوم








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة