وأضاف :"أن الشركة تتواجد بنجاح فى 79 مطار فى 29 دولة حول العالم، وللشركة العديد من الأنشطة الأخرى فى مجال مبيعات الجملة والتجزئة، كما أن لها أسواق حرة على حدود الدول وعلى المراكب وعلى متن الطائرات خاصة شركة لوفتهانزا الألمانية، وتتبنى الشركة أحدث التكنولوجيا فى أعمالها حيث تستخدم نظام الروبوتات فى المخازن فى نقل ومناولة البضائع وهى الشركة الوحيدة فى العالم التى تعمل فى مجال الأسواق الحرة بنظام الإنسان الآلى منذ عام 1965.
وكشف فى حوار معه لليوم السابع عن وجود قرارات إدارية تم اتخاذها قد تعمل على تطفيش الاستثمارات التى تتجاوز عدة مليارات من الجنيهات.
س: ما هى أنشطة الشركة وما تقوم به فى مصر؟
- نحن مجموعة من المستثمرين المتخصصين فى مجال الأسواق الحرة، وهو قطاع كبير وهام ولا يقتصر على المطارات والطائرات، فهو موجود أيضاً فى الموانئ وعلى المراكب والمدن والمعابر التى تقع على الحدود الدولية، خد أمثلة من المطارات حولنا مثل مطار دبى ومطار عمّان، الجو العام فى هذين المطارين جاهز ومعد لاستقبال المتسوقين من الركاب والمسافرين.
الديكور وأسلوب العرض والاستقبال وطريقة تقديم المنتجات والأصناف المقدمة تبعاً لطبيعة الركاب أصبحت صناعة راسخة تتطور وتتغير كل يوم، حيث لا يقتصر الأمر على البيع والشراء وتحقيق المكاسب فقط، وقد عملت فى الخارج لفترات طويلة من حياتى فى مجال الأسواق الحرة، وأخيراً فضلت الاستقرار فى مصر لأسباب عائلية، وتأسيس شركة فى نفس المجال.
بدأنا بالنظر لتجارب الآخرين، تعرفنا على كبرى الشركات العالمية المتخصصة فى تلك الصناعة، أو ما يمكن أن نطلق عليه "أباطرة" صناعة الأسواق الحرة فى العالم، وهم من يتصفون بممارساتهم الراسخة فى هذا المجال وخبرتهم الكبيرة فى الأسواق الحرة.
حاولت بحكم اتصالاتى وخبرتى استقدام إحدى هذه الشركات إلى مصر وهى Gebr. Heinemann، لأن السوق المصرى من الأسواق التى لديها إمكانيات كبيرة فى هذا المجال، وشجعنا على الدخول فى هذا المجال انفتاح السوق المصرى وفتح مجال المزايدات الخاصة بالأسواق الحرة فى كافة صالات الوصول والسفر فى المطارات المصرية، لإتاحة الفرصة للمنافسة الدولية ولذلك اتخذنا قرارنا بتأسيس شركة Heinemann Egypt.
س: ما أهمية هذا القطاع للإقتصاد المصرى؟ وماذا ينقصنا فى مصر من وجهة نظرك لتنمية هذا القطاع؟
- نحن نتحدث عن قطاع اقتصادى هام، فالبيع يتم بالعملة الصعبة، وهناك العديد من فرص العمل التى توفرها الأسواق الحرة للشباب، هذا بالإضافة للديكورات والتجهيزات والشحن والنقل، وهو ما يمثل دائماً استثمارات وفرص توظيف جديدة، السوق المصرى سوق واعد فى مجال الأسواق الحرة بكل المقاييس ولكن تنقصنا المنافسة والإدارة الجيدة لهذا النوع من المشروعات المربحة، إن مساهمة قطاع السياحة وجميع الأنشطة المتعلقة بها مثل الطيران والفنادق ومشتريات المطارات يمثل 10% من الاقتصاد العالمى وهذا رقم كبير جداً يجب أن نلتفت إليه ونولى هذه الأنشطة والخدمات الاهتمام والعناية المطلوبين.
إننى أتحدث هنا عن المفهوم بشكل عام، دون النظر للتطبيق الفعلى أو القوانين أو أية عوامل أخرى يمكن أخذها فى الاعتبار عند تنفيذ مثل هذا النوع من المشروعات، وعندما تقرر الشركة المصرية للمطارت الإعلان عن مزايدة خاصة بالأسواق الحرة، لابد أن تتضمن المزايدة التفاصيل الخاصة بعدد الركاب وجنسياتهم، لأننى كمستثمر أبنى حساباتى على عدد الركاب والإنفاق المتوقع لكل راكب، وهى حسابات اقتصادية هامة جداً يعتمد عليها المشروع بصورة رئيسية، فالسائح الإنجليزى يختلف عن الإيطالى ويختلف عن السائح الروسى أو العربى أو الأمريكى، فكل جنسية من السائحين لها حساباتها وتقديراتها المختلفة عن باقى الجنسيات، وكل سائح له تفضيلات مختلفة عن السائحين الآخرين، وكل سائح وجنسية لها قوتها الشرائية التى تختلف عن القوة الشرائية للسائحين الآخرين، وهكذا فالموضوع ليس مقامرة أو مغامرة ولكنها صناعة تعتمد على قواعد محددة وأصول يجب مراعاتها حتى نضمن النجاح.
س: من هى شركة Heinemann؟ وما هى خطة أعمال الشركة وحجم استثماراتها؟
- الشركة التى قمنا باستقدامها هى شركة عائلية مثلنا، وتُعد الأفضل من نوعها والأعرق على مستوى العالم، الشركات المدرجة فى البورصة لها فلسفة مغايرة تماماً للشركات العائلية، لكن الشركة الاستثمارية العائلية التى قمنا بجذبها للاستثمار فى مصر Gebr. Heinemann تُعد الأفضل والأكثر احترافية فى مجال الأسواق الحرة فى العالم، الشركة تتواجد بنجاح فى 79 مطار فى 29 دولة حول العالم، وللشركة العديد من الأنشطة الأخرى فى مجال مبيعات الجملة والتجزئة، كما أن لها أسواق حرة على حدود الدول وعلى المراكب وعلى متن الطائرات خاصة شركة لوفتهانزا الألمانية.
وتتينى الشركة أحدث التكنولوجيا فى أعمالها حيث تعمل تستخدم بنظام الروبوتات فى المخازن فى نقل ومناولة البضائع وهى الشركة الوحيدة فى العالم التى تعمل فى مجال الأسواق الحرة بنظام الإنسان الآلى منذ عام 1965م.
كما تستخدم نظام ساب للتحكم فى كل شىء مثل المستودعات والخزينة والمخازن والحسابات وغيرها، إنها خبرات راقية وجديدة تمكنا من استقدامها للسوق المصرى، لذا لا نريد أن نفقد تلك الخبرات والممارسات فى السوق المصرى وهو فى أشد الحاجة لمثل هذه الشركات لنقل التكنولوجيا والخبرات وخلق وظائف جديدة فى السوق المحلى.
وكان تركيزنا فى مصر كبداية هو إقامة أسواق حرة فى المطارات المصرية، أجرينا دراساتنا وبدأ السوق المصرى يطبق نظام المزايدات فى مجال إقامة الأسواق الحرة، وكان الوضع مشجعاً للغاية كى ننطلق فى السوق المصرية.
وطبقاً للدراسات التى قمنا بها، قررنا تخصيص 500 مليون دولار لإقامة استثمارات ومشروعات جديدة فى مجال الأسواق الحرة فى السوق المصرى خلال 5 سنوات، دخلنا المزايدة الأولى التى تمت على صالة 2 فى مطار شرم الشيخ الدولى وفزنا بها، ودفعنا 3 أضعاف العرض الذى كان تدفعه الشركة السويسرية التى كانت تدير السوق الحرة سابقاً، وشارك فى المزايدة أكثر من 7 شركات عالمية متخصصة فى هذا المجال، كنا نركز أيضاً على عدد من المزايدات الأخرى فى عدد من المطارات المصرية مثل صالة 1 و2 فى مطار الغردقة، لأن صالة 2 فى مطار شرم الشيخ كانت تمثل نقطة انطلاق لنا فى السوق المصرى، ولهذا قدمنا أفضل الأسعار عن الآخرين حتى يكون لنا تواجد فى هذا السوق الهام ولننطلق من صالة 2 فى شرم الشيخ إلى فرص استثمارية أخرى مثل صالة 1 بمطار شرم الشيخ.
لقد استثمرنا بشكل مكثف فى صالة 2 بمطار شرم الشيخ، فقمنا بتجهيزها طبقاً لأرقى وأحدث وأعلى المعايير العالمية المطبقة فى هذا المجال، بل يتفوق على الأسواق الحرة فى دبى وحتى فى مطار فرانكفورت التابع للمجموعة، من حيث نظم الكمبيوتر والبيع وغيرها.
وقد قمنا حتى الآن بإنفاق حوالى 15 مليون دولار على التجهيزات والديكورات وغيرها من النفقات الاستثمارية الأخرى المرتبطة بالمشروع مع التزامنا بكافة الضمانات الاستثمارية والقانونية تجاه الشركة المصرية للمطارات.
س: ما هى التحديات التى تواجه شركة Heinemann Egypt؟
- الكل كان راض تماماً عن هذا المراحل السابقة، ومستوى الإنجاز الذى تحقق إلى أن وقع حادث من حوادث القوة القاهرة والمتمثل فى سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، ولدينا التزامات سنوية متمثلة فى الحد الأدنى للضمانات المالية الشهرية، والتى يجب أن نقوم بدفعها كل شهر عندما وقعت الحادثة، خاطبنا الشركة المصرية للمطارات وطالبناها باعتبار حادثة الطائرة قوة قاهرة لأنها منعت جميع الجنسيات التى كان مفترض قدومها إلى صالة الركاب 2 من القدوم إلى شرم الشيخ، وهو ما يؤثر تماماً على مبيعاتنا.
إن كراسة الشروط الخاصة بالمزايدة ذكرت عدد الركاب وجنسياتهم، كما حصلت الشركة المصرية للمطارات على كافة الضمانات المنصوص عليها فى العقد، ولكن بعد الحادث أصبح لا يوجد ركاب فى صالة 2، نظراً لتحويل جميع الرحلات إلى صالة الركاب 1، وإيجار المحلات شهرياً 800 ألف دولار، وذلك دون أن نتطرق إلى الديكورات والبضائع وغيرها من عنصر التكاليف والمصروفات الأخرى، وهى مصروفات قد تصل إلى 3 مليون دولار.
ولتوضيح الالتزامات المالية التى ندفعها للشركة المصرية للمطارت، فهى تتضمن ضمانات مدفوعة مقدماً تبلغ حوالى 3 مليون دولار بالإضافة إلى الاتفاق على منح الشركة إما نسبة مئوية من المبيعات تبلغ 37.5% إذا تجاوزت المبيعات حد معين متفق عليه أو القيمة الإيجارية الشهرية أيهما أفضل.
لكن فى ظل الوضع الحالى من عدم وجود ركاب فى صالة 2 ولا زال علينا التزامات شهرية ثابتة ومتغيرة رغم أننى لا أبيع مطلقاً، قدمنا طلباً للشركة المصرية للمطارات مرفقاً بالمستندات منذ شهرين وكان من المفترض عرض موضوعنا على مجلس الإدارة فى الاجتماع الذى يقام فى الأربعاء الأخير من كل شهر، ومر شهران ولم يصلنا أى رد، وأتمنى عرضه كما وعدونى خلال أسبوعين من الآن وأتمنى أن يكون هناك رد قاطع فلابد أن نتعاون جميعاً لحل هذه المشكلة. ومن جانبنا قمنا بدفع مبلغ تحت الحساب من التزاماتنا لحين التسوية.
س: وما موقف الستثمر الأحنبى؟
- أن المستثمر الأجنبى ينتظر حالياً قرارات الهيئات المختصة والتى يتوقع أن تكون إيجابية ومتوافقة مع توجيهات الدولة بالعمل على تشجيع الإستثمارات المحلية والأجنبية القادمة إلى البلاد.
إننا ندعو الحكومة للمحافظة على المستثمرين الأجانب الجادين وبقائهم فى السوق المصرى من خلال العديد من الاجراءات التحفيزية التى يجب اتخاذها قبل فوات الأوان، إن الاستثمار الصحيح يحتاج لدراسات اقتصادية وافية وحوافز استثمارية ومناخ يساعد على ضخ المزيد من الاستثمارات، ونحن كمستثمرين نعرف أننا التزمنا بجميع الشروط والضمانات ونحن على حق، وننتظر القرار الذى سيصدر عن شركة المطارات المصرية لتصحيح الأوضاع.
س: ولكن هل تأكدتم من عرض الموضوع على مجلس إدارة الشركة المصرية للمطارات؟
- المفروض أن عرض الموضوع الخاص بنا كان يتم يوم 28 أكتوبر الماضى، وتم تأجيله إلى 25 نوفمبر، ولم يصلنا أى رد ونحن فى انتظار الرد خلال أيام، وهناك لجنة داخلية ستعرض الموضوع خلال 10-15 يوم من الآن، ما هو القرار؟ لا أعرف.
إن تفسير القوة القاهرة طبقاً للعقد قد يختلف من شخص لآخر ولكن النتيجة الفعلية أنه لا توجد حركة فى صالة 2 فى مطار شرم الشيخ ولا يوجد ركاب طبقاً لما ورد فى العقد المبرم بيننا وبين الحكومة المصرية، وهو ما يمثل كارثة بكل المقاييس لنا.
لذا نأمل أن يكون القرار المنتظر فى مصلحتنا كلنا، يهمنا مصلحة مصر ومصلحتنا كمستثمر، وبالطبع سمعة مصر، لا تنظر فقط للبنود التعاقدية التى قمنا بالتوقيع عليها، ولكن أنظر أيضاً لعلاقتنا وجسور الثقة بيننا كحكومة ومستثمر، وهى فى الحقيقة أهم من العلاقات التعاقدية وهى التى تضمن استمرار العلاقة بيننا.
- إن الموضوع أكبر بكثير من خسارة ملايين الدولارات دولار من الاستثمارات التى كان من المقرر لشركة Heinemann أن تضخها للسوق المصرى، وهى بالطبع من كبرى الشركات المتخصصة فى مجال الأسواق الحرة على المستوى العالمى.
المشكلة تتمثل فى سمعة مصر على المستوى العالمى إذا ما تم تصعيد الموضوع للتحكيم الدولى، وكل المستثمرين الذين ستصلهم أخبار عن تجربة الشركة الألمانية سيحجمون عن الاستثمار فى مصر نتيجة لذلك نتكلم أيضاً عن كبرى المصانع والشركات العالمية التى تقوم بتوريد أكثر من 16000 صنف يتم بيعها فى الأسواق الحرة، ما هو موقفهم إذا عرفوا بموقف المستثمرين الأجانب بعد هذه التجربة، كوارث الطيران والسفر تحدث فى كل مكان والعديد من المطارات تغلق أبوابها ثم تفتح مرة أخرى، هذا أمر طبيعى من الأمور التى تحدث فى مجال الطيران فى جميع أنحاء العالم، ولكن النقطة التى نتحدث عنها هنا هى ضرورة تشجيع المستثمرين وسرعة اتخاذ القرارات والالتزام بالعقود وكراسة الشروط وما تنص عليه حتى لا يضطرون الى إعادة النظر فى استثماراتهم فى مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة