نقلا عن العدد اليومى...
نحتاج أحيانا لوقفة مع النفس وتنحية الهوى السياسى جانبا، حتى نرى الأمور من زاوية أفضل وبشكل أكثر إنصافا وأكثر احتراما لما يقدمه الغير لهذا الوطن، ولكن بعضهم يغلبه هواه السياسى، ويتحول من مواطن أو ناشط سياسى هدفه تحسين أحوال المعيشة وخلق مستقبل أفضل للمصريين إلى آلة تعمل بقوة لهدم هذا الوطن، إما بنشر الإحباط أو الترويج لأفكار هدامة.
لذا عزيزى المواطن الواعى، لا تدفعهم لأن يجعلوك من هؤلاء الذين لعنهم الله بالنظر أسفل أقدامهم، وعدم القدرة على مشاهدة ما هو فى المستقبل، لا تدع واحدا من شلة المحبطين أو المشككين يدفعك للنظر وتقييم الأمور من هذا الشباك الضيق الذى لا يرى منه أحد سوى المكاسب السريعة والمسكنات الجالبة للرضا المؤقت، كن أكثر رحابة وانظر للصورة من جوانبها كلها، واختر منظارا أكثر اتساعا لترى حقيقة ما يجرى على الأرض المصرية الآن، وفى الشهور القليلة الماضية انظر إلى مشروع قناة السويس الجديدة، الجزء الأول أو حجر الأساس المهم فى المشروع الأضخم، محور التنمية، وتأمل مشروع شرق التفريعة وحالة التنمية التى تنتظرها المنطقة التى كانت يوما ما صحراء جرداء تتلقى وعود التنمية، وظلت على حالها لعشرات السنوات حتى جاء الرئيس السيسى، وأحيا المنطقة من عدم بإرادة الإنجاز، وبدأت ملامح العمل فى تلك المشروعات تظهر للجميع.
هذه المشروعات الكبرى هى حجر أساس لثقة الناس فى الدولة، وثقة العالم فى مصر، قبل أن تكون بابًا لتوريد المال، وثقة العالم فى الدولة المصرية وثقة المصريين فى السلطة التى تدير شؤون الوطن، من الأشياء التى لا تقدر بثمن، وأرض ثابتة ضرورى وجودها لكى تنطلق من فوقها الأوطان حيث رحابة النهضة والنمو الاقتصادى.
قناة السويس والطرق الجديدة وهضبة الجلالة وأرض الفرافرة واستصلاح الأراضى الزراعية، وغيرها من المشروعات، وحالة التحسن التدريجى فى النواحى الأمنية، والسيطرة على الوضع فى سيناء، وإعادة رسم دور مصر القوى فى المنطقة العربية، كلها أمور يجب النظر إليها بشكل شامل، ويجب الاعتراف بأنها إنجازات قوية، ليس فقط لأنها تحققت على أرض الواقع، ولكن لأنها أيضا تحققت فى ظروف مريرة.
السيسى تسلم الحكم فى وطن ممزق ومشتت نفسيا وسياسيا، وليس به كتلة سياسية واحدة مجتمعة، والإخوان يخططون لهدم مصر بالتفجيرات والإرهاب، وخلايا الإخوان النائمة فى المؤسسات والمصالح والوزارات كانت تحديا كبيرا آخر، بسبب تعمدها إفساد خطط التنمية والإصلاح، والملف الخارجى كان تحديا صعبا أيضا، فالرئيس تسلم ملف إدارة وطن أفسد الإخوان نصف علاقاته الخارجية، وأسسوا للنصف الآخر بناء على لعب دور الأجير لأنظمة أخرى، مثل قطر وتركيا والولايات المتحدة، والإرهاب على الحدود الليبية كان تحديا صعبا نجح السيسى فى وأده مبكرا، والوضع فى العراق وسوريا وتطوراته كان من الملفات الصعبة التى تعامل معها السيسى بهدوء، والتحدى الأصعب تمثل فى الكيفية التى سنعيد من خلالها مصر إلى أحضان أفريقيا، والملف الاقتصادى هو أخطر التحديات التى تعامل معها السيسى، فقد تسلم وطنا تكاد خزائنه تئن من الفراغ بعد 4 سنوات من الثورة، وتوقف العمل، وانهيار منظومة الاستثمار، وقد نجح فى استعادة ثقة العالم فى الاقتصاد المصرى.
بعد كل ما سبق، أو فى ظل كل ما سبق، نرى إنجازات فى مشروعات كبرى تتحقق على الأرض، وهذا أمر يدفعك لإعادة تقييم الأمور بشكل مختلف، وأول شكل يجب قبول السيسى للتحدى الذى يهرب منه الرؤساء الجدد عادة، الكل يلجأ إلى المسكنات، المشروعات الشكلية والتحركات الشكلية التى تحقق مكاسب على المدى السريع تشعر الناس بها، وتزيد من شعبية الرئيس، وتلك هى الطريقة السهلة، طريقة الرؤساء الذين يريدون «شو إعلامى»، أما المسؤول الباحث عن مصلحة الوطن فهو ينفق ويتعب ويخطط للمشروعات التى تسهم فى تقوية عظام هذا البلد، أساس هذا البلد من أجل المستقبل.
موضوعات متعلقة:
- ابن الدولة يكتب: مصر تقود العالم ضد الإرهاب.. اختيار مجلس الأمن القاهرة لرئاسة مكافحة الإرهاب تم على ضوء ثقلها وخبراتها العريضة.. عملية الاختيار جاءت بإجماع الآراء ودون اعتراض من أى دولة
- ابن الدولة يكتب: رسائل الرئيس للشرطة.. الأمن فى مواجهة الجريمة.. ولا تهاون مع المتجاوزين.. الداخلية مثل باقى الأجهزة بها المجتهدون والمخالفون.. وهناك إجراءات تمثل تحولًا فى التعامل الأمنى مع المواطنين
- ابن الدولة يكتب: فضائح فضائيات الإخوان بتركيا وقطر.. صراع بين قيادات الجماعة ومذيعيها على كعكة التمويل.. بدأ الممول يوقف الضخ للفشلة.. وبدأت بعض قنوات المرتزقة بطلب تمويلات لإخفاء الأموال المنهوبة
- ابن الدولة يكتب: عصابة الاصطفاف مع الإخوان.. الإخوان لم ولن يكونوا بوضعهم الحالى سوى جماعة إرهابية تهدد الشعب المصرى وكيان الدولة.. وأرادوا انتشارا للدم تغطية على فشلهم