السعودية تستعد لانطلاق مؤتمر الرياض للمعارضة السورية.. المدعوون يواصلون التوافد على المملكة.. القائمة تضم مستقلين وثوريين وفصائل عسكرية غير إرهابية.. ومصادر: الرياض عازمة على توحيد الصفوف

الثلاثاء، 08 ديسمبر 2015 09:45 م
السعودية تستعد لانطلاق مؤتمر الرياض للمعارضة السورية.. المدعوون يواصلون التوافد على المملكة.. القائمة تضم مستقلين وثوريين وفصائل عسكرية غير إرهابية.. ومصادر: الرياض عازمة على توحيد الصفوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى خضم المعارك اليومية التى تشهدها سوريا بين الفصائل المسلحة والمتنازعة فيما بينها، وإصرار روسيا على مواصلة غاراتها على الأراضى السورية لتطهيرها من الإرهاب، تبدأ الاستعدادات لانطلاق مؤتمر الرياض الذى دعت إليه السعودية لتوحيد صفوف هذه المعارضة بمختلف مكوناتها السياسية والعسكرية، تمهيدا لمفاوضات محتملة مع النظام، فى مهمة غير محسومة النتائج.

ويتابع المدعوون من أطياف المعارضة السورية التوافد إلى الرياض، ومعظمهم من المستقلين، فضلا عن بعض المدعوين من كيانات ثورية وفصائل عسكرية ليست مصنفة "إرهابية"، حيث تسعى المملكة العربية السعودية من خلال هذا المؤتمر التوصل إلى توافق بين المعارضة السورية حول حل سياسى يضمن إنهاء الأزمة بالشكل الذى يختاره السوريون أنفسهم.

وقالت تقارير صحفية: إن بعض المدعوين أعلنوا امتناعهم عن الحضور، إضافة إلى احتجاج أبرز حزب سياسى ممثل للأكراد عن عدم دعوته، وتنظيمه مؤتمرا موازيا بدءا من اليوم فى شمال سوريا، بمشاركة أطراف من المعارضة بينها مجموعات مقبولة من النظام.

وقد يكون سبب عدم دعوة المملكة السعودية للأكراد فى هذا المؤتمر هو أن صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى، فلا ينسجم وجوده إطلاقا مع تشكيل وفد معارض، إذ كيف يمكن لفصيل يقاتل الجيش السورى الحر ويحظى بدعم نظام الأسد ودعم روسيا ويرتكب جرائم حرب وإبادة وتطهير عرقى أن يكون شريكا للمعارضة فى الوقت نفسه؟".

إلا أن محللين سياسيين أكدوا ضرورة تمثيل الأكراد فى المؤتمر، فهم طرف أساسى وليس هامشيا، داعين إلى عدم اختزال الأكراد فى شخص صالح مسلم.

ويأتى مؤتمر الرياض بعد اتفاق دول كبرى معنية بالملف السورى الشهر الماضى فى فيينا على خطوات لإنهاء النزاع الذى أودى بأكثر من 250 ألف شخص، تشمل تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج.

ويشمل الاتفاق الذى شاركت فيه دول عدة بينها الولايات المتحدة والسعودية الداعمة للمعارضة، وروسيا وإيران المؤيدتان للنظام، السعى إلى عقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين بحلول الأول من يناير القادم.

وسيكون الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية صاحب الحصة الاكبر من الدعوات لمؤتمر الرياض، مع قرابة 20 شخصا من أصل إجمالى المدعوين الذى يقارب المئة.

وأوضح محللون أن اجتماع الرياض لم يكن مجرد رغبة سعودية، بل هو ضرورة وتوافق، ووثيقة الرياض إن لم تتضمن مصير الأسد فلا فائدة منها، ولا بد أن تحدد إضافة لذاك رؤية المعارضة لجميع المراحل الانتقالية ومكوناتها.

وقالت مصادر بالعاصمة السعودية الرياض: إنه مرجحا أن يعقد المدعوون لقاء تمهيديا غير رسمى مساء اليوم، عشية بدء أعمال المؤتمر الذى يستمر يومين.

وتوقع عضو الائتلاف السورى سمير نشار أن يواجه المؤتمر "مهمة صعبة" فى التوصل لرؤية موحدة، خصوصا لجهة الاتفاق على دور الرئيس بشار الأسد فى أى مرحلة انتقالية. موضحا أن النقاش "ليس بالسهولة بأن يحل فى يومين".

وأعلن مصدر مسؤول فى وزارة الخارجية السعودية السبت الماضى أن المملكة وجهت الدعوة "لكافة شرائح المعارضة السورية المعتدلة بمختلف فئاتها وتياراتها وأطيافها العرقية والمذهبية والسياسية داخل سوريا وخارجها"، لمؤتمر هدفه "حشد أكبر شريحة من المعارضة السورية لتوحيد صفوفها واختيار ممثليها فى المفاوضات وتحديد مواقفها التفاوضية".

وبحسب مصادر معارضة وصحف سعودية، شملت الدعوة، إضافة إلى الائتلاف، هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطى المقبولة من النظام، وشخصيات من "مؤتمر القاهرة" الذى يضم معارضين من الداخل والخارج. كما دعى ممثلو فصائل مسلحة غير مصنفة "إرهابية"، كالجبهة الجنوبية و"جيش الإسلام" وحركة أحرار الشام الإسلامية.

وأكد "جيش الإسلام" تلقيه دعوة، فى حين لم تعلق "أحرار الشام" على تداول اسمها.

واستثنت الدعوات حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى ووحدات حماية الشعب التابعة له، إحدى أبرز المجموعات المسلحة فى الشمال السورى والتى خاضت مواجهات على جبهات عدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

ويعقد الاكراد مؤتمرا اليوم وغدا فى مدينة المالكية بمحافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية فى شمال شرق سوريا، وقال عضو اللجنة التحضيرية سيهانوك ديبو: إن أحزابا كردية وعربية ستشارك فى المؤتمر، مؤكدا أن الأكراد لم يقصدوا تزامن موعده مع مؤتمر الرياض.

ورغم التباينات، تبدو الرياض عازمة على توحيد صفوف معارضة تجاذبتها لأعوام خلافاتها الداخلية، وصراعات نفوذ الأطراف الداعمين لها، لا سيما أنقرة والدوحة.

وأكد مصدر فى الخارجية السعودية أن المملكة "ستوفر كل التسهيلات الممكنة لتتمكن المعارضة السورية من إجراء المفاوضات فى ما بينها وبشكل مستقل والخروج بموقف موحد".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة