بالصور.. بعد حملة اليونسيف.. نرصد حكايات أطفال تركوا مدارسهم بسبب العمل.. "إمام" ترك مدرسته لمساعدة أسرته بعد هروب والده.. و"عبدالمعطى": يعمل منجد حتى لا يطرد من البيت.. ومحمد: لازم أبقى كسيب

الثلاثاء، 08 ديسمبر 2015 03:28 م
بالصور.. بعد حملة اليونسيف.. نرصد حكايات أطفال تركوا مدارسهم بسبب العمل.. "إمام" ترك مدرسته لمساعدة أسرته بعد هروب والده.. و"عبدالمعطى": يعمل منجد حتى لا يطرد من البيت.. ومحمد: لازم أبقى كسيب أحد الأطفال ترك التعليم من أجل العمل
كتبت شيماء يحيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" العديد من الحملات مؤخرا من أجل الدعوة لمساندة الأطفال المقهورين حول العالم، منها حملة "مناصرة العدل" فى محاولة لتحريك الشعوب وإيقاظ ضمائرهم للالتفات نحو الأطفال الواقعين فى براثن الفقر والحرمان ويؤدى لضياع فرص التعليم والحياة الكريمة مثل أقرانهم، وهى الحملة التى شارك فيها عدد كبير من المشاهير حول العالم.

أرقام مفزعة أعلنتها اليونيسيف فى إطار حملتها، حيث قالت إن 21 مليون طفل فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا معرضون لخسارة التعليم، وأن الأطفال الأكثر فقراً فى مصر تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 17 عاما منخرطون فى عمالة الأطفال، وهو ما دفع "اليوم السابع" لرصد المعاناة التى يتعرض لها الأطفال الفقراء فى مصر.

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

فى منطقة سوق "بولاق الدكرور"، يقف عدد من الأطفال الذين ضاعت فرصهم فى التعليم يشاهدون من فى مثل عمرهم ذاهبون إلى مدارسهم، بينما هم يعملون كبائعين فى السوق للحصول على بعض الجنيهات.

بدأ الطفل إسماعيل محمد 9 سنوات، الذى يعمل فكهانى لمساعدة والده، حديثه بضرب المثل: "إيه اللى رماك على المر، أكيد اللى أمر منه" متابعا: أبويا فكهانى وهو اللى جابلى العربية دى عشان أبيع عليها، فى الأول كنت ببيع فاكهة لكن الزباين كانوا بيستصغرونى ويقعدوا يقلبوا فى الفاكهة، فقالى لأ كده الفاكهة مش هتجيب همها معاك إحنا نجبلك شوية توك شعر ودبابيس طُرح، لحد ما تكبر شوية وتشتغل معانا أنا وعمامك فى الفاكهة تانى، وأنا مقدرش أعارضه ولا حد من أخواتى".

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

وأضاف أن عمله يبدأ كل يوم مع صلاة الظهر وحتى المغرب ويحصل فى المقابل على مصروفه من والده على قدر ما يبيعه يوميا"، قائلا: "دا اللى بيخلينى اصبر على الوقفة طول اليوم على رجلى"، مشيراً إلى أنه يشعر بآلام فى قدمه بعد التجول بالعربة طوال النهار وعندما يشكو تلومه والدته قائلة "خليك راجل مش خيخا".

أما الطفل إمام محمد 8 سنوات، والذى كان وجهه ملطخا بالدقيق، يحمل قفصاً مسطحاً فوق رأسه مصفوفاً به الخبز البلدى، قال والدى تركنى أنا وأخواتى البنات وهرب ولم يعد أمامى أى طريق سوى ترك المدرسة والعمل لكى أساعد والدتى على تربيتنا، قائلا: "أمى ست غلبانة بتقف بشوية خضار فى السوق فكان لازم أطلع من سنة تانية ابتدائى عشان أروح فرن المعلم جارنا، اللى كتر خيره رضى يشغلنى معاه، بعد ما أمى اتحايلت عليه .. ولو عليا أنا نفسى أبقى زى بقية العيال، أروح المدرسة وألعب لكن هاعمل ايه نصيبى كدا".

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

وجاء رد الطفل محمد النجار 11 عاما، مخالفا لكل التوقعات، فمحمد الذى يعمل بائع جبنة يرى أن التعليم ليس بالأمر المهم بالنسبة له قائلا: "تعليم إيه وكلام فارغ إيه الراجل لازم يبقى كسيب، وجيبه عمران عشان يقدر يساعد عيلته فى المصاريف.. والعيشة بقت غالية"، متسائلا: "بعد ما أروح المدرسة يعنى هعمل ايه؟ هاروح الجامعة؟ وبعدين هقف أبيع شاى ولا اشتغل على ميكروباص زى ناس كتير اعرفهم".
محمد يحلم بأن يصبح تاجر شاطر على حد قوله وأن يصبح مالك محل بقالة يبيع فيها الجبن بدلا من الوقوف بها فى الشارع لبيعها كما يفعل حاليا.

بينما أكد الطفل محمد رزق 12 عاما بائع شنط بلاستيكية، أنه ترك المدرسة برغبته الخاصة بسبب المدرسين الذين وصفهم بـ"االمفتريين" قائلا "كانوا بيدخلوا علينا بعصاية أطول منهم يقولولنا لو مدخلتوش دروس هتسقطوا، ولا بيشرحوا أى حاجة، وأصلا أخويا بعد ما خلص تجارة عمل ايه فرش على الكوبرى جمب ابويا فقلت يبقى التعليم مالوش لزمة".

مؤكدا أن والده لم يرغمه على ترك المدرسة حيث قال "أبويا وقف جمب أخويا الكبير لحد ما خد شهادته، لما قلت لأبويا على المدرسين واللى بيعملوه وإنى عايز اقعد.. قالى براحتك".

وبمحاذاة السوق وجدنا عبد المعطى محمد 15 عاما، يعمل منجد بسبب رغبة والده فى الاعتماد عليه فى مهنة العائلة التى يتوارثها جيل بعد جيل، محمد لم يستطع تحقيق حلمه فى الالتحاق بكلية الهندسة لأن والده رفض، قائلا: "أبويا قالى مينفعش يبقى عندى راجل ملو هدومه، واجيب صبيان من برا يقاسمونى فى قرشك إنت وإخواتك، ولما قلتله لا أنا عايز أطلع مهندس، قالى وانا هجبلك منين؟، ولما قلتله طب اساعدك بعد المدرسة قالى وأنا هافضل واقف لوحدى لحد ما تجيلى زى الباشا وهددنى لو مسمعتش كلامه هيطردنى من البيت، عشان يوفر لقمتى لإخواتى".

عبد المعطى واحد من بين ثمانية أشقاء منهم خمس بنات ونظرا لضيق الحال لم يكن أمامه سوى مساعدة والده على كسب الرزق، قائلا: "إحنا اللى جاى على أد اللى رايح بسبب عددنا الكبير يدوبك بس مكسبنا بيقضى اكل وشرب، خصوصا أن الحياة كل يوم بتغلى عن اليوم اللى قبله".


اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة