بعد الجدل الذى أثاره يوسف زيدان..

كتاب "اللاهوت العربى"يكشف.."الهرطقة" تهمة تطارد المفكرين العرب

الثلاثاء، 08 ديسمبر 2015 07:11 م
كتاب "اللاهوت العربى"يكشف.."الهرطقة" تهمة تطارد المفكرين العرب غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لا تأتمنوا صاحباً، ولا تثقوا بصديق، احفظ أبواب فمك عن المضجعة فى حضنك، لأن الابن مستهين بالأب، والبنت قائمة على أمها، وأعداء الإنسان أهل بيته"، هكذا وصف النبى "ميخا"، أحد أنبياء بنى إسرائيل الإثنى عشر الذين اختتم بأسفارهم العهد القديم، ووصف الزمن الذى كان يعيش فيه كى يوضح حاجة المجتمع لنبى جديد ليعيد الثقة للعالم، فجاء المسيح لكن اليهود عادوه وشنعوا به، ومن بعده جاء النبى محمد فاتهمه العرب بالجنون والسحر .

فى كتابه "اللاهوت العربى" الصادر عن دار الشروق، يكشف الدكتور يوسف زيدان العقل العربى ويبين طريقة تعامله مع الغيبيات ومع الواقع المعيش ويصدر لنا جملة "أن الإنسان العربى عقلية "برجماتية" لذا فرقت بين الإنسانى والإلهى، فالواقع والتاريخ يؤكدان أنها "عقلية" تعنى بالعقل ولا تنزع للتفلسف النظرى العميق، ولا تفهم مسألة التداخل بين البشر والآلهة كما فى مصر واليونان، فـ"لم تُعنَ الثقافة العربية بتلك الفروق الواسعة الفاصلة بين البشر والآلهة وحسب، ولكنها فرقت وبشكل حاسم بين ثلاثة معان محددة هى (النبوة، والربوبية، والإلوهية)، موضحة أنه لا يجوز الجمع بينها.

ويوضح يوسف زيدان، فى كتابه كيف توافق الإسلام مع هذه العقلية البراجماتية العربية فمدهم القرآن فى آياته المدنية بنظام لحياتهم وزاد الأمر فتحول الدين على يدهم إلى راية يحاربون تحتها من أجل تأسيس الدولة، وتوسعة حدودها ومن هنا جاء الأمر القرآنى "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم".

ويؤكد يوسف زيدان، أن فرقتى المعتزلة والأشاعرة قادتا ما يمكن أن نطلق عليه "اللاهوت العربى" لكنه لم ينكر أن بدايات علم الكلام فى نفس المنطقة التى ظهر فيها اللاهوت العربى المسيحى كانت من قبل تأسيس هاتين الفرقتين، وأن آباء الكلام سابقان على واصل بن عطاء وأبى الحسن الأشعرى.

وذكر "زيدان" من آباء الكلام الأوائل: "معبد الجهنى" الذى عاش بالبصرة وتوفى سنة 80 هجرية، وكان من الرواة الثقاة للحديث النبوى، وشارك فى الأحداث السياسية والثورات التى هاجت فى عصره، وقد دارت "هرطقته" حول نقطة واحدة هى نفى القول بالقدر، ورغم ذلك سمى مذهبه بالقدرية على عكس دلالته.

ويرى يوسف زيدان أن "معبد" يخالف المذهب الجبرى الذى عمل الأمويون على تعميمه بين الناس ليبدو حكمهم من الله وأن الإنسان ليس بيده شىء.

ولذا قال الجهنى: «لا قدر والأمر أُنف»، أى أن السلطان مفروض بسطوة الحكام ولا شأن لذلك بالقضاء والقدر الإلهيين، فالمفروض على الناس فرضه آخرون.

بعد ذلك يعرض يوسف زيدان لـ"غيلان الدمشقى" الذى عاش فى القرن الأول بدمشق واشتهر بصلاحه وورعه وتقواه فعهد له الخليفة عمر بن عبد العزيز بتصفية أموال الظالمين من أقاربه، وقال الدمشقى إن الإنسان مخير وأنه سيحاسب على اختياره وهو الأمر الذى توسع فيه المعتزلة فيما بعد وتحول لنظرية الحرية الإنسانية التى ناقضت تماماً مبدأ الجبرية، وقد خالف عمر بن عبد العزيز آراء صديقه، وزاد الأمر فقتله الخليفة هشام بن عبد الملك.

وثالث الذين وقف معهم "زيدان" الجعد بن درهم الذى عاش بالشام وعمل مؤدباً لأبناء الخلفاء، وكان فكره أن الله منزه عن صفات الحدوث، كما كان ينكر بعض الصفات الإلهية ومنها الكلام، فرفض القول القرآنى أن الله اتخذ إبراهيم خليلا، وأنه كلم موسى لأن ذلك لا يجوز على الله.

ورابعهم كان الجهم بن صفوان الذى توفى فى عام 128 هجرية ويعتبر مؤسس حركة الاعتزال وكان يؤمن بخلق القرآن لا نزوله على مراحل، وينزه الله من الصفات ويقول إن الله فى كل الأمكنة.


موضوعات متعلقة..


- تأكيدا لما نشره "اليوم السابع" عن كارثة ترميم "جبلاية حديقة الأسماك".. تقرير لجنة الفحص: لم ترمم عن طريق الآثار.. وتعانى من هبوط وتدهور بشبكة صرف المياه.. وتؤكد: خاطبنا "الخدمات البيطرية" ولم ترد






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة