التايم تتوج أنجيلا ميركل كشخصية العام لـ2015.. دور"المرأة الحديدية" الفعال بأزمة لاجئى سوريا رغم معارضة الداخل من أهم أسباب فوزها.. المستشارة الألمانية تحولت لمفتاح حل أزمات أوروبا وعلى رأسها اليونان

الأربعاء، 09 ديسمبر 2015 07:12 م
التايم تتوج أنجيلا ميركل كشخصية العام لـ2015.. دور"المرأة الحديدية" الفعال بأزمة لاجئى سوريا رغم معارضة الداخل من أهم أسباب فوزها.. المستشارة الألمانية تحولت لمفتاح حل أزمات أوروبا وعلى رأسها اليونان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أهم شخصية لعام 2015
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثبتت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها المرأة الأقوى ليس فى ألمانيا فقط وإنما فى القارة العجوز بأكملها باستمرار، وبعد أن لقبت بـ"المرأة الحديدية" وإمبراطورة أوروبا، وأقوى قيادة نسائية، يتم تلقيبها الآن بالشخصية الأهم فى العالم، بعد أن اختارتها مجلة التايم الأمريكية للشخصية الأهم فى عام 2015.

أسباب اختيار ميركل لأهم شخصية فى العالم


حصلت ميركل على لقب الشخصية الأهم فى العالم لعام 2015 نتيجة لدورها الفعال والأخلاقى فى أزمة اللاجئين السوريين فى أوروبا، وموقفها الحازم ضد الانتهازية السياسية ولتبنيها قيادة أخلاقية، كما أنها تعتبر نقطة ارتكاز لسياسة أوروبا وحولت برلين إلى ما يشبه بالعاصمة السياسية والاقتصادية للقارة.

فباسم القيم الأخلاقية للاتحاد الأوروبى قررت ميركل استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين فى ألمانيا بعد أن ساعدت فى الحفاظ على تماسك منطقة "اليورو" فى خضم الأزمة اليونانية، وكانت من منسقى الرد الأوروبى على النزاع الأوكرانى، كما أنها تعتبر امبراطورة أوروبا بفضل تفوق ألمانيا الاقتصادى مقابل الضعف النسبى لشركائها الأوروبيين، وبات ينظر إلى ميركل بوصفها "امبراطورة أوروبا" حتى وإن أحرق متظاهرون دمية تمثلها فى اليونان واعتبرتها دول شرق أوروبا مسئولة عن تدفق المهاجرين.

وبسبب أزمة الهجرة، ترنحت شعبيتها فى ألمانيا فى وقت الاتحاد الأوروبى هو أحوج لقيادة قوية، وبما أن الاتحاد الأوروبى كان عاجزا عن استباق الأزمات أصبح من واجب ميركل أن "تتجنب انهيار الاتحاد"، وفق جودى دمبسى، عضو مؤسسة "كارنيجى أوروبا" ومؤلفة أطروحة عن المستشارة الألماية التى تضيف "أنها مهمة لا تحسد عليها، محفوفة بالمخاطر".

ميركل أهم شخصية فى العالم والثانية فى فوربس بعام واحد


احتلت ميركل المركز ثانية فى ترتيب مجلة "فوربس" للشخصيات الأكثر تأثيرا فى العالم بعد فلاديمير بوتين منتزعة الموقع من باراك أوباما، كما وصفتها مجلة "ذى ايكونوميست" الاقتصادية حديثا على صفحتها الأولى بأنها "الأوروبية التى لا غنى عنها"، ويقول يانيس إيمانوليدس من مركز السياسة الأوروبية، "إنها اضطلعت خلال السنوات الماضية بدور حاسم فى حل الأزمات والحالات الصعبة".

وتمتلك ميركل السلطة لاتخاذ العديد من القرارات التى تتخذ على المستوى الأوروبى والتى منها المهاجرون من البحر المتوسط، والعقوبات على روسيا، واستقرار منطقة اليورو، فضلا عن العديد من الأمور والقضايا الساخنة الأخرى التى تكون هى نقطة الحسم الوحيدة فيها، يجعلها تتصدر قائمة فوربس للعام الجارى لأقوى الشخصيات النسائية، قبل أن تختارها التايم الأمريكية لأهم شخصية هذا العام.

تسلمت ألمانيا 2005


تسلمت ألمانيا عام 2005 لكن هذه المرأة التى تمتد جذورها إلى ألمانيا الشرقية السابقة تسلمت قيادة ألمانيا فى 2005، حيث حرصت على العمل بتكتم وتدريجيا لإعادة العلاقات مع واشنطن بعد معارضة برلين وباريس للغزو الأمريكى للعراق فى 2003، وتحمل ميركل دكتوراه فى الفيزياء وتميل إلى اتباع نهج علمى فى حل المشكلات لذلك أظهرت فى البدء ترددا حول أزمة الديون السيادية فى منطقة اليورو، وساهمت السياسة المتشددة التى تمثلها ألمانيا الداعية إلى التقشف فى البلدان التى تجتاحها الأزمات فى جعلها شخصا غير محبوب خصوصا فى اليونان حيث لا تزال ذكرى الاحتلال النازى حية.

وتدخلت ميركل لحسم وإبقاء اليونان فى منطقة اليورو الصيف الماضى، ويعتقد أن ميركل هى المسئول الأوروبى الوحيد الذى يحظى باحترام الرئيس بوتين، وكانت أزمة الهجرة مناسبة جديدة لها لتأكيد زعامتها الأوروبية عندما فاجأت العالم بإعلان فتح أبواب ألمانيا أمام اللاجئين السوريين فى حين كان عدد كبير من القادة الأوربيين يبدون قلقا من تصاعد قوة الأحزاب الشعبوية المعارضة للهجرة، لكن هذا الموقف أربك قليلا مكانتها فى أوروبا واتهمتها دول أوروبا الوسطى والشرقية بتشجيع المهاجرين على التدفق إليها للتوجه إلى ألمانيا.

ميركل بدأت حياتها نادلة فى حانة


وتعتبر قصة صعود ميركل مثيرة وشيقة، فهى بدأت حياتها نادلة فى حانة، بينما كانت تدرس الفيزياء فى ألمانيا الشرقية، ولكنها انتقلت فيما بعد لبرلين، ولم يتوقع أحد وصولها إلى قمة الهرم السياسى.

ووفقا لكتاب كتبته الصحفية الألمانية باتريشيا ليسنير كراوس، وهو يتحدث عن السيرة الذاتية لأول مستشارة ألمانية وحمل عنوان: "ميركل.. السلطة.. السياسة"، فإن أول مستشارة فى تاريخ ألمانيا عملت أثناء دراستها الفيزياء كنادلة فى إحدى الحانات، وكانت ميركل خلال مرحلة المراهقة الطالبة الأولى على مدرستها وكانت ترغب فى أن تصبح معلمة، لكن هذا الحلم تبدد بعدما اعتبرت الحكومة الشيوعية أسرتها مشتبها بها، لذلك درست الفيزياء ومارست عملا لبعض الوقت فى حانة.

وقالت أنجيلا ميركل عندما كانت وزيرة البيئة عام 1995 "نعم عملت نادلة فى حانة.. وكنت أحصل على أجر يتراوح بين 20 و30 فيينج عن كل مشروب أبيعه"، وأضافت ميركل التى درست فى لايبزيج من عام 1973 وحتى عام 1978 "مع الأخذ بعين الاعتبار أن أجرى كان 250 ماركا قرابة 15 دولارا فى الشهر، فقد كان هذا الدخل الإضافى هاما للغاية".

وحصلت ميركل على درجة الدكتوراه عام 1986 تحت إشراف البروفيسور يواكيم زاور الذى أصبح فيما بعد زوجها الثانى، وتحتفظ ميركل بكثير من التفاصيل الغامضة حول حياتها الخاصة حتى بعد صعودها المفاجئ من متحدثة باسم آخر حكومة فى ألمانيا الشرقية عام 1990 إلى زعيمة الحزب المحافظ فى عام 2000 وصولا إلى المستشارية، وتم بشكل جيد توثيق التفاصيل الأساسية لسيرة ميركل الذاتية منذ تركها الحياة الأكاديمية فى برلين الشرقية وانخراطها فى العمل السياسى خلال الأيام المثيرة، التى شهدت توحيد ألمانيا فى عام 1990، لكن لم يتكشف سوى القليل عن حياتها قبل ذلك.

ميركل ضمن التصفينات النسائية بأنها المرأة الأكثر نفوذا وقوة فى العالم


وأختيرت ميركل ضمن التصفيات النسائية بأنها المرأة الأكثر نفوذا وقوة فى العالم، وكانت بعض الصحف على رأسها صحيفة بيلد الألمانية قالت: إنها تفكر مثل الكمبيوتر وعندما تجلس إلى جوارها لا يتوقف هاتفها المحمول عن الاهتزاز، حيث إنها تبعث 50 رسالة قصيرة عبر المحمول فى اليوم، كما أنها لا ترتدى خاتم زواج، رغم أنها متزوجة من أستاذ الكيمياء يواخيم زاور، وليس لديهما أطفال، وتعيش ميركل مع زوجها فى الطابق الرابع من أحد المبانى، ويسكن تحتها حراسها، كما أنها من عشاق موسيقى ريتشارد فاجنر، وتتناول المستشارة ستة أكواب من القهوة فى اليوم، كما أنها تحب التنزه والنوم لساعات طويلة.. وتتسوق ميركل بنفسها، ويصل راتبها إلى نحو 240 ألف يورو سنويا.

ومن المثير للجدل الخلافات القائمة بينها وبين بعض السياسيين على رأسهم رئيس الحكومة الإيطالية الأسبق سيلفيو برلسكونى، والرئيس الروسى بوتين، ففى أعقاب التنصت على المكالمات الهاتفية فى إيطاليا كشفت إهانة برلسكونى لميركل عن طريق إهانة مظهرها معترفا أنه لا يوجد أى طريقة يجعله ينشئ علاقة جنسية معها"، ونظرا لوقاحة برلسكونى جاء رد ميركل له "من قال لبرلسكونى إنه مقياس للقدرة الجنسية للمرأة الأوروبية".

ونشرت عدة مواقع على الإنترنت مقطع فيديو يجمع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وميركل خلال أحد اللقاءات الإعلامية حول أزمة أوكرانيا، التى تسببت فى توتر العلاقة بين موسكو والغرب، وفى سياق إجابة لسؤال طرحه المحاور على الرئيس الروسى بشأن ثباته فى أزمة أوكرانيا، وتحديه للغرب ولأمريكا فى هذا الشأن ومساندة المواطنين المؤيدين للانفصال، ورفضه الانصياع إلى المطالبات الألمانية، التى حملته له المستشارة ميركل للانسحاب من الأزمة، أجاب بوتين على المحاور برد سبب صدمة للمستشارة الألمانية، حيث استشهد فى سياق تعليقه بمثل شعبى روسى يقول "فى ليلة الدخلة مهما فعلتِ سوف يتم نكاحك".

موقف ميركل من الاعتراف بالدولة الفلسطينية


أما موقف ميركل من الاعتراف بالدولة الفلسطينية فقد أعربت عن رفضها لفكرة اعتراف ألمانيا من جانب واحد بفلسطين كدولة قائلة: "إن الفلسطينيين والإسرائيليين يمكنهم فقط حل الصراع المستمر منذ فترة طويلة من خلال المفاوضات"، وقالت ميركل فى مؤتمر صحفى فى برلين بعد اجتماع مع رئيس الوزراء البلجيكى، شارل ميشيل، إن الهدف ينبغى أن يكون اتفاق الجانبين على حل الدولتين – إسرائيل وفلسطين فى المستقبل – تتعايشان جنبا إلى جنب، وأضافت، "بالتالى من وجهة نظرنا فإن اعترافا أحادى الجانب بالدولة الفلسطينية لا يدفعنا قدما على طريق حل الدولتين".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة