هدهد: الدواعش من البغاة .. وحدهم فى الإسلام تطبيق حد الحرابة
رد على سؤال وفد الكنيسة، الدكتور إبراهيم الهدهد، نائب رئيس جامعة الأزهر قائلا: إنه ليس بالضرورة أن أكفر من يكفرنى، فهؤلاء نعدهم من البغاة، ويطبق عليهم حد الحرابة، وهناك قواعد للدخول فى الإسلام، ولا أستطيع إخراجه من الإسلام، إلا بخرق تلك القواعد، والنبى صلى الله عليه وسلم، عرف الإسلام تعريفا واضحا، وهى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وغيرها من بقية أركان الإسلام، فلا يمكن أن يخرج من الإسلام إلا بإنكاره أحد أركان الإسلام.
من جانبه، رد الدكتور محمود حمدي زقزوق، رئيس مركز حوار الأديان، على سؤال ممثلى الكنيسة، إن القضية ليست التكفير، المهم ماذا يفعل هؤلاء، وتطبق على أفعالهم حد الحرابة وهى القتل، وقضية هل هو كافر أم لا فهى قضية لفظية فقط، ولكن حكم هؤلاء فى الإسلام هو الإعدام.
ممثل الكنيسة يؤكد على أهمية الحوار مع الأزهر لمواجهة الإرهابيين
وأكد القس توبى هاورث، ممثل كنيسة كانتر بيرى البريطانية، على أهمية الحوار مع الأزهر الشريف لمواجهة التنظيمات الإرهابية التى تنشر العنف والتطرف.
ووجه القس توبى هاوث، سؤالا خلال جلسة الحوار الثانية عشرة بين الأزهر الشريف ووفد كنيسة كانتر بيرى البريطانية، اليوم الأربعاء بمشيخة الأزهر، وذلك فى إطار الحوار المتواصل بين الأزهر وكنيسة كانتر بيرى؛ طبقًا للاتفاق الموقع بين الطرفين عام 2002، عن وضع المسيحية فى المناهج التعليمية فى مصر، وهو ما أجاب عنه الدكتور محمود حمدى زقزوق، رئيس مركز حوار الأديان، أن رئيس لجنة إصلاح التعليم فى بيت العائلة المصرية مسيحى، لافتا إلى أن خبراء المناهج فى مصر مسيحيون، مما أثار إعجاب وفد الكنيسة.
وقال الدكتور محمود حمدى زقزوق، رئيس مركز حوار الأديان، إن قضية الحوار تمثل أهمية خاصة فى عصرنا الحاضر، لأننا من خلاله سنصل إلى قضايا مشتركة تخدم المجتمع.
وتابع زقزوق: نحن فى مصر لنا وضع خاص عن باقي الدول، لأن مصر لها تاريخ كبير وآثارها شاهدة علي ذلك، مؤكدا أن المصريين اهتموا بالدين قبل أن تأتى الأديان السماوية، فهم أول من بحث عن الإلوهية وهذا مذكور في كتب التاريخ، فالإنسان حينما يطالع بعض البرديات من القدماء المصريين، يلمس مدى اهتمامهم بالعقائد الدينية.
وأضاف زقزوق، أن الشعب المصري يضم مسلمين ومسيحيين، ولدينا جالية يهودية، والجميع يعيش فى سلام، لافتا إلى أن بعض ندوات حوار الأديان فى أوروبا كانوا يسألوننى: "هل تجرون حوار أديان مع المسيحيين فى مصر، فكنت أقول لهم أننا لا نحتاجه فى مصر لأننا واحد".
زقزوق: نحتاج لفتح حوار مع الغرب لضبط مصطلحات الإرهابيين المنسوبة للإسلام
وتابع: مصر فى السنوات الأخيرة، شهدت تأسيس "بيت العائلة المصرية"، لافتا إلى أن العصر الحالى.. نحن فى حاجة إلى حوار مع الغرب، لضبط المصطلحات التى يستخدمها الإرهابيين، فى عملياتهم الإرهابية وينسبونها للإسلام، ومن أجل هذا الغرض الأزهر، باعتبار أنه أقدم جامعة إسلامية فى العالم فيقوم بتوضيح تلك الأخطاء، وطرح الأفكار التى من شأنها أن تزيل أى توتر بين المسيحيين والمسلمين.
قال الدكتور منير حنا، رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال إفريقيا، إن العالم يعانى من العنف والإرهاب، لافتا إلى ضرورة تعاون المسلمين والمسيحيين للمواجهة الإرهاب.
وأكد الدكتور إبراهيم هدهد، نائب رئيس جامعة الأزهر، إن المسلمين لديهم ضوابط لفهم النص القرآنى، كما أن علماء الإسلام لم يفهموا القرآن إلا بجانب السنة النبوية الشريفة، مشيرا إلى أن هناك جماعات نشأت انتزعت تلك النصوص من سياقها، وفسرتها تفسير خاطئ، وكانت بداية ظهور تلك الجماعات، منذ أكثر من 1400 عام، وكل علماء المسلمين لم يقبلوا منهجهم.
وأضاف هدهد، أن الجماعات تكفر المجتمعات، بما فيها المجتمعات المسلمة، الذين يخالفونهم الرأى، ويفسرون النصوص تفسيرات خاطئة تخدم أفكارهم الإرهابية، ومنذ التاريخ، وبداية نشأة تلك الجماعات ومنهجم التكفير، فقد كفروا الإمام على رضى الله عنه، وكفروا أتباع على ومعاوية، ثم رفعوا السيف فى وجه هؤلاء بعد تكفيرهم.
ولفت نائب رئيس جامعة الأزهر، إلى أن العلماء الذين فهموا القرآن بضوابط النص، قالوا إنه يكفر الحاكم الذى يقول إنه لا توجد شريعة تحكم، وحكام المسلمين الذين يحكمون الآن لم يدعى أحدا منهم أنه جاء بشريعة أخرى، بل إنهم يقولون إنهم يحكمون بقانون وضعى من وضع البشر، وبهذا لا يمكن تكفير أحد على الإطلاق.
نائب رئيس جامعة الأزهر: هناك فرق بين وصف الإنسان بالمعصية ورميه بالكفر
وتابع: هناك فرق بين وصف الإنسان بالمعصية ورميه بالكفر، كذلك من فهم تلك الجماعات الخاطئ لنصوص القرآن، التفسير الخاطئ لآيات القتال، لافتا إلى أن العلماء ردوا عليهم، بأن فهمهم مغلوط، وأن تلك الآيات للدفع عن النفس، والقتال والحرب دفاعا عن النفس مشروعا فى الإنسانية كلها، والقتال فى الإسلام لاسترداد الحقوق والدفاع عن النفس، ولم يكن القتال فى الإسلام يوما لإزالة الكفر، وإنما كان للدفاع عن النفس، لافتا إلى أن الانضمام إلى داعش يكون بناء على ذلك الفهم الخاطئ.
وأضاف أن العمليات الإرهابية والانتحارية، هى تحريف للنص عن موضعه، لأن السائح الذى يحصل على تأشيرة دخول للبلاد، تكون بالنسبة له عهد أمان ويكون معاهد.
من جانبه، قال الدكتور محيى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الإسلام يرفض كافة أشكال العنف والقتل وترويع الآمنين الأبرياء، ويكفل الحريات والحقوق، مشيرًا إلى أن الأزهر يعتبر أن التحريض على الفتن الطائفية جريمة فى حق الوطن، وعمل الأزهر على تطبيق ذلك من خلال المناهج العلمية، مثل مقرر الثقافة الإسلامية فى المرحلتين الإعدادية والثانوية، لافتا إلى أن الأزهر يعتبر المواطنة أساس التعايش لغير المسلمين فى بلاد الإسلام.
وأضاف فى كلمته: "الأزهر يعمل على مواجهة الأفكار المتطرفة، وتحذير الشباب من الأفكار الضالة من خلال العمل الدعوى والعلمى".
زقزوق: الجهاد أو القتال فى الإسلام لرد العدوان فقط
ومن جانبه، قال الدكتور محمود حمدى زقزوق رئيس مركز حوار الأديان، إن الجهاد أو القتال فى الإسلام لرد العدوان فقط والدليل من القرآن "من اعتدى عليكم فاعتدوا بمثل ما اعتدى عليكم"، وقوله تعالى "ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"، مشيرا إلى وجود آيات كثيرة فى القرآن يتغاضى عنها هؤلاء المتطرفون عن علاقة المسلمين بالمسيحيين، لافتا إلى أن الله يحكم بين الناس يوم القيامة وليس لأحد حكم على أحد.
حضر من جانب الأزهر، الدكتور محمود حمدى زقزوق، رئيس مركز الحوار، والدكتور محى الدين عفيفى، والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور إبراهيم الهدهد، نائب رئيس جامعة الأزهر، الدكتور محمد جميعة، والدكتور كمال بريك، والسفير عبدالرحمن موسى، مستشار شيخ الأزهر.
وعن وفد كنيسة كانتر بيرى، الدكتور منير حنا، والدكتور جونسن فروست، والدكتور توبى هورث، والدكتور مارك بولسن، وتم توزيع كتاب مقالات فى التجديد للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على المشاركين.