رصد دان فورث أستاذ التاريخ بجامعة جورج تاون الأمريكية قول الكثيرين أن محاولات داعش الوحشية لمحو حدود الشرق الأوسط بعد مئة عام من العنف المكبوت والغليان، كان يمكن تفاديها لو أن شعوب المنطقة حققوا استقلالية غداة أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها.
وعاد دان فورث –فى مقال نشرته مجلة الـ (أتلانتك) الأمريكية- بالأذهان إلى عام 1919 وتشكيل لجنة "كينج-كرين" التى كلف الرئيس الأمريكى آنذاك وودرو ويلسون مبعوثيها هنرى كينج وتشارلز كرين بمهمة رسم حدود الشرق الأوسط فى ضوء تطلعات سكان المنطقة إلى أى نوع من الحكم يريدون أن يتبعوا، تصديقا لحق تقرير المصير أحد مبادئ ويلسون الشهيرة.
وقال دان فورث إن لجنة "كينج-كرين" كشفت عن أن الجماعات العرقية والدينية فى منطقة الشرق الأوسط لم تقسم نفسها فى يوم من الأيام إلى وحدات منفصلة، كما أن الأعضاء داخل كل جماعة لم يتفقوا أبدا على رؤية محددة لنظام الحكم الذى يرغبون فيه.
ورأى أن تقرير لجنة "كينج- كرين" لا يزال وثيقة مهمة نظرا لما يكشفه من معضلات أساسية فيما يتعلق بالشرق الأوسط من حيث رسم الحدود، وإرغام أخلاط متباينة من الناس على التعايش معا فى ظل ترتيبات أمنية معقدة.
ونوه الكاتب عن أن النتيجة التى توصلت إليها اللجنة على صعيد الشئون الإنسانية فى منطقة الشرق الأوسط جاءت متعارضة مع حق تقرير المصير الذى أقره مبدأ ويلسون؛ إذ أن تقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة مستقلة إنما من شأنه تعميق الخلاف وزيادة التضاد وهو ينطوى على مشاكل بالغة الصعوبة وقد يأتى بنتائج عكسية.
ورأى دان فورث أن الإدارة الفيدرالية للأقاليم دون تفتيتها هى طريق لإحلال السلام بين الفئات المتصارعة أسرع من طريق النصر التام لإحداها على الأخرى.
أكاديمى أمريكى: الشرق الأوسط يحتاج إلى الفيدرالية وليس التفتيت
الأحد، 15 فبراير 2015 05:27 ص
اعلام الدول العربية
واشنطن (أ ش أ)
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة