عبورك من "بوابة الفتوح" فى مصر القديمة لا يعنى فقط أنك تنتقل من الطريق المزدحم بالسيارات ذى الملامح المطموسة تقريبًا والعشوائية، إلى شارع المعز التاريخى بملامحه الفاطمية وآثاره الرائعة، بل ستشعر أنك انتقلت إلى منطقة زمنية أخرى، وكأن الزمن تجمد هاهنا ولا تزال روح القاهرة الفاطمية القديمة ترفرف بالمكان، وتنعكس على المارة بخطواتهم الهادئة.
استكمالاً لروح المدينة الفاضلة التى تشعر بها سترى على بعد سنتيمترات من البوابة ضريحًا ملاصقًا لها يحمل اسم "ضريح سيدى الذوق" تدقق فى الاسم جيدًا فتتأكد هو بالفعل كما قرأته.
تتضارب الحكايات فى المنطقة حول السر وراء هذا الاسم والضريح، ففيما تقول الحاجة "فريال" إحدى سكان المنطقة: "إن الضريح يخص رجلاً من الصالحين، الغرباء عن مصر، كان (الذوق) اسمه فعلاً وليس صفة أطلقت عليه"، وتضيف "هنا فى أضرحة كتير مانعرفش مين أصحابها.. ولا حكاياتهم، أهالينا زمان جابوا راسه وحطوها هنا وبنوا الضريح وبس".
بينما يقول الحاج "عبد الفتاح محمد" الذى يعيش ويعمل بالمنطقة: "سيدى الذوق كان غريبًا عن مصر، جه هنا من المغرب وكانت له هيبة، واتعرف بأنه بيصلح بين أى اتنين متخانقين أو أى حد عنده مشكلة كان يلجأ له، فالناس حبته وعشان كده لما مات قدام البوابة دفنوه مكانه وبقوا يقولوا (الذوق ما خرجش من مصر) وكان هو السر ورا المثل دا".
أما حكاية "حسن الذوق" "زى ما الكتاب بيقول" يرويها المرشد السياحى "محمد عبده" ويكشف لقبًا آخر اكتسبه "حسن الذوق" حيث أطلق عليه الناس "محب القاهرة"، مشيرًا إلى أنه مغربى الأصل وفد إلى القاهرة الفاطمية منذ طفولته وعاش فيها حتى مات، وتختلف الحكايات حول موته فتارة تسجل الكتب أنه مات حين أراد أولاده إخراجه من القاهرة للعودة إلى بلده الأم، فمات على بوابة الفتوح، وتارة يقولون إنه هم بالخروج كسير الخاطر حين أهين فى إحدى المشاجرات التى كان يحاول فضها فشعر أن هيبته ضاعت وقرر الخروج من مصر ولكنه مات من شدة الحزن قبل مغادرة البوابة.
إحنا اللى لما "الذوق" مات عملنا له مقام.. الفاتحة على روحه
الأحد، 15 فبراير 2015 11:05 م
بوابة الفتوح