استنفرت قوات الشرطة الدنماركية بعد هجوم إرهابى من قبل أشخاص مجهولين على مركز ثقافى بالعاصمة "كوبنهاجن"، عصر أمس السبت، ومعبد يهودى فى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، ترتب عليه مقتل شخصان وإصابة 5 رجال من قوات الشرطة.
وأطلقت عشرات الأعيرة النارية بعد ظهر أمس السبت، فى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن باتجاه مبنى كان يستضيف جلسة نقاش حول التيارات الإسلامية وحرية التعبير، يشارك فيها السويدى "لارس فيلكس" صاحب الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم، والسفير الفرنسى، ما إدى إلى سقوط قتيل وإصابة ثلاثة شرطيين بجروح.
وسارعت باريس إلى إدانة هذا "الهجوم الإرهابى" الذى وقع، وصدر بيان عن قصر الإليزيه عبر فيه الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند عن "تضامن فرنسا الكامل مع الدنمارك فى هذه المحنة خلال اتصال هاتفى مع رئيسة حكومة الدنمارك "هيلى ثورنينغ شميدت".
وأضاف بيان الإليزيه، أن وزير الداخلية برنار كازنوف سيتوجه "فى أسرع وقت" إلى كوبنهاجن.
من جهته أدان وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس بأشد العبارات "الهجوم الإرهابى" الذى استهدف اجتماعاً عاماً فى كوبنهاجن كان السفير الفرنسى فى الدنمارك يشارك فيه.
وأكدت الشرطة الدنماركية، مساء أمس السبت، أن شخصاً واحداً فقط يقف وراء إطلاق النار باتجاه المبنى المستهدف فى كوبنهاجن، ونشرت صورة لهذا الرجل الذى قتل شخصًا.
والصورة التى نشرتها الشرطة بواسطة بيان على الإنترنت، تشير إلى رجل ملثم يرتدى معطفًا داكن اللون ويحمل كيسًا أسود.
وأعلنت الشرطة الدنماركية، فى بيان لها أن شخصًا "لم تحدد هويته" قُتل خلال إطلاق النار، كما أصيب ثلاثة شرطيين بجروح، وهم يحاولون حماية مكان اللقاء.
وكانت أعلنت فى وقت سابق، أن شخصين نفذا الهجوم، وتمكنا من الفرار من المكان على متن سيارة.
وأعلن السفير الفرنسى فرنسوا زيمراى، عندما كان لا يزال فى المكان بعد ساعة على الاعتداء، "أطلقت النار علينا من الخارج، أنه العمل نفسه ضد شارلى إبدو باستثناء أنهم لم ينجحوا فى الدخول".
وروى فرنسوا زيمراى "يمكننى القول إنه أطلقت نحو خمسين طلقة، والشرطيون هنا يقولون لنا 200، وعبرت بعض الطلقات الأبواب وارتمى الجميع على الأرض".
وأصيب ثلاثة شرطيون بجروح فى الشارع أثناء محاولتهم حماية المكان، كما ذكرت وسائل الإعلام الدنماركية نقلاً عن شهود عيان.
وفى فجر السبت صباح اليوم الأحد، أعلنت الشرطة الدنماركية أن إطلاق نار وقع ليل السبت - الأحد قرب الكنيس اليهودى الرئيسى فى العاصمة كوبنهاجن أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص، أحدهم أصيب برصاصة فى رأسه والآخران "وهما شرطيان" أصيبا فى الذراع والساق على التوالى.
ولم يتأكد فى الحال ما إذا كان الحادث مرتبطًا بالاعتداء "الإرهابى" الذى وقع ظهر أمس السبت، فى العاصمة الدنماركية، واستهدف مركزًا ثقافيًا كان يستضيف جلسة نقاش حول التيارات الإسلامية وحرية التعبير.
وقالت الشرطة الدنماركية فى بيان، إن "مطلق النار لاذ بالفرار على قدميه"، مؤكدة أن الهجوم أسفر عن إصابة شخص فى رأسه وشرطى فى ساقه وآخر فى ذراعه.
وأضافت "لا يمكننا الإدلاء بأى تعليق فيما خص حالة الجرحى فى الوقت الراهن".
وعلى الفور نشرت الشرطة الدنماركية، قوة كبيرة للعثور على منفذ الهجوم الأول، والذى أطلق عشرات الأعيرة النارية على المركز الثقافى، ثم لاذ بالفرار.
وفى أعقاب إطلاق النار قرب الكنيس قالت الشرطة، فى تغريدة على حسابها على موقع تويتر مخاطبة المواطنين، "هناك انتشار كبير لعناصر الشرطة فى كوبنهاجن.. التزموا بتعليماتهم وكونوا حذرين".
وبحسب وكالة الأنباء الدنماركية "ريتزو"، فقد أخلت السلطات محطة القطارات القريبة من الكنيس فى وسط المدينة، ولم تعد القطارات تتوقف فيها.
ودانت الولايات المتحدة الأمريكية، الهجوم واصفة إياه بأنه "اعتداء يرثى له"، وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومى، برناديت ميهان فى بيان، إن "الولايات المتحدة تدين الاعتداء الذى وقع فى كوبنهاجن والذى يرثى له"، مضيفة أن واشنطن مستعدة لمساعدة الدنمارك فى التحقيق.
ومن جانبها قررت الشرطة الاتحادية الألمانية، تشديد الرقابة على الحدود مع الدنمارك بعد الهجوم الذى وقع.
وقال متحدث باسم الشرطة الألمانية، إن الإجراءات تتضمن تشديد الرقابة على المركبات عند المنافذ الثلاثة على الحدود بين البلدين بمدينة فلينسبورج الألمانية، مشيرًا إلى أن الممرات ما تزال مفتوحة هناك.
وأشارت بعض المصادر، إلى أن الشرطة الاتحادية بدأت نشر قواتها داخل المنطقة الحدودية مع الدنمارك، مع إمكانية إنشاء مناطق مراقبة حصينة فيها.
"الإرهاب يصل الدنمارك".. هجومان مسلحان على معبد يهودى ومركز ثقافى حضره رسام كاريكاتير مسيئ للرسول.. مقتل شخصين وإصابة 5 من رجال الشرطة.. فرنسا وأمريكا تدينان.. وألمانيا تشدد إجراءات مراقبة حدودها
الأحد، 15 فبراير 2015 04:34 ص
الهجوم المسلح على معبد يهودى بالدنمارك