الجماعات الإرهابية توغلت بسبب محدودية قدراتنا العسكرية.. ونطالب المجتمع الدولى رفع حظر التسليح عن الجيش الليبى
قال عبد الله الثنى رئيس الوزراء الليبى إن الأمن القومى المصرى هو أمن لليبيا، مشيرا إلى أن انتشار الجماعات الإرهابية بالأراضى الليبية سببه محدودية القدرات العسكرية الليبية مقارنة بمصر، مؤكدا أن المجتمع الدولى تخاذل فى دعم الجيش الليبى فى مكافحة الإرهاب، مشيرا لوجود تنسيق كامل بين القيادة العسكرية الليبية والقيادة المصرية، لتوجيه ضربات عسكرية جوية ضد أهداف قوى الظلام الموجودة داخل الاراضى الليبية.
وأكد (الثنى) فى حوار خاص مع "اليوم السابع" فى الذكرى الرابعة للثورة الليبية، أن أى تدخل عسكرى فى ليبيا لابد أن تكون الدولة طرفا أساسيا فيه، مشيرا إلى تشكيل تحالف لقوى عسكرية لتوجيه ضربات جوية للتنظيمات الإرهابية، موضحا أن دول العراق وسوريا تحظى بدعم من المجتمع الدولى لتتمكن من القضاء على تلك الجماعات، لافتا النظر إلى أن هناك تواصلا دائما مع جميع الدول العربية، خاصة دول الجوار الليبى التى تتأثر تأثرا مباشرا بما يحدث فى البلاد.
وطالب الثنى مجلس الأمن الدولى بإصدار قرار رفع حظر التسليح عن الجيش الليبى كى يتمكن من القضاء على التنظيمات الإرهابية التى باتت تشكل خطرا داهما على مؤسسات الدولة الليبية، منتقدا دور تركيا الداعم للميليشات المسلحة بالبلاد، وإلى نص الحوار..
إلى أى مدى وصل التنسيق المصرى الليبى لمكافحة الإرهاب؟
بكل تأكيد مصر دولة شقيقة ومن دول الجوار، فالأمن القومى المصرى هو أمننا نحن، والحقيقة أن تنامى الإرهاب هو ظاهرة، وانتشار هذه الجماعات يرجع لسبب محدودية قدراتنا العسكرية بالمقارنة بقدرات جمهورية مصر العربية، فالمجتمع الدولى تخاذل فى دعم الجيش الليبى، وفى مكافحة الإرهاب، ولذلك فهناك تنسيق كامل مع القيادة المصرية لتوجيه ضربات بالتنسيق مع القيادة العسكرية الليبية، وهذه الضربات الجوية موجهة ضد أهداف قوى الظلام الموجودة داخل الأراضى الليبية التى تهدد بكل تأكيد أمننا القومى وأمن مصر أيضا.
ما رأيك فى دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى للمجتمع الدولى لتشكيل تحالف دولى لمحاربة الإرهاب؟
بكل تأكيد نحن مع هذه الدعوة شريطة أن تكون ليبيا هى الطرف الأساسى، وأن تكون على علم بكل ما يحدث، لأن ذلك طبعا داخل أراضيها، وكل ما نطلبه هو الدعم الجوى، فإذا كان هناك تحالف لقوى عسكرية لتوجيه ضربات جوية بالأخص فسنرحب بكل تأكيد بذلك، لأن إمكانياتنا وقدراتنا لا تمكنا من القضاء على هذه الجماعات الإرهابية، وحتى الدول التى تفوقنا قدرة عسكريا مثل العراق وسوريا، وتحظى بدعم من المجتمع الدولى لم تتمكن من القضاء على تلك الجماعات وحدها، فنحن على تواصل دائم مع جميع الدول العربية، خاصة دول الجوار الليبى التى تتأثر تأثرا مباشرا بما يحدث فى ليبيا، وننسق المواقف معها للعمل بتعاون وثيق.
ما رأيك فى حديث إيطاليا وفرنسا عن إمكانية توجيه ضربات للإرهابيين بليبيا؟ هل تقبلون بذلك دون تنسيق؟
أى عمل يكون داخل أراضينا دون تنسيق معنا سيكون مرفوضا بكل تأكيد، لأن أمننا القومى وواجبنا ومسئوليتنا الوطنية يحتم علينا أن أى تحرك عسكرى يكون داخل أى دولة لابد أن يكون ذلك بعلم الدولة، وإلا يعتبر ذلك انتهاكا لسيادة الدولة.
ما هو رأيكم فى موقف قطر وتركيا من دعم بعض الميليشات بالبلاد؟
هذا عمل مستهجن بكل تأكيد من تلك الدول، فنحن نعرف موقف تركيا بالذات التى لا تريد استقرار العالم العربى، وتريد زعامة لنفسها على حسابنا، فهل يعقل أن دولة علمانية تدعم مسلمين؟، هذا شىء مرفوض، لكن للأسف استقطاب بعض العقول الضعيفة ذات النظرة المحدودة وجدنا تركيا داعمة لهم، لكن فى النهاية ستفشل كل مصالحها واستثمارتها فى ليبيا.
ما الذى تحتاجه المؤسسات الليبية الشرعية من حكومة وبرلمان لمكافحة الإرهاب؟
كل ما نحتاجه من لجنة العقوبات الدولية رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبى والشرطة، لكى نستطيع أن ندير كوادرنا ونستطيع مواجهة هذه المجموعات ومقارعتهم كى نقضى عليهم ، ونريد دعم وتسليح الجيش الليبى بإمكانيات قوية حتى يستطيع ان يواجه هذا المجموعات التى يتم دعمها من قبل الدول المتطرفة، فالجيش الليبى يحتاج إلى دعم بالسلاح والعتاد لمواجهة الإرهاب والتطرف بالبلاد.
حدثنا عن المباحثات التى تجرى مع مصر لتأهيل الجيش والشرطة الليبية؟
سيكون لنا اجتماع مع القيادة المصرية ولدينا وفد الآن متواجد فى جمهورية مصر العربية، برئاسة نائب رئيس الوزراء، ووزير الدفاع المكلف، ووكيل وزارة الخارجية، لتقديم واجب العزاء فى الضحايا المصريين الذين سقطوا وتم ذبحهم على يد الجماعات الإرهابية، وعقب ذلك سيكون هناك تنسيق وتشاور مع القيادة المصرية لبحث مواجهة تلك التنظيمات، ويوم الاثنين كان لى اتصال هاتفى مع المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء المصرى فى هذا الخصوص.
الثلاثاء كانت الذكرى الرابعة لثورة 17 فبراير.. ما رأيكم فيما وصلت إليه ليبيا الآن؟ وماذا الذى تحتاجه ليبيا لإنجاح ثورتها بشكل واضح؟
نحن وبكل أسف نتمنى أن تصبح بلادنا بعد الأربع سنوات أن تكون واقفة على أقدامها وتحقق طموحات المواطن الليبى الذى عاش أكثر من أربع عقود فى حكم ظلامى ودكتاتورى فردى، لكن للأسف تغول الإسلام السياسى المنحرف، وتمكنه من مفاصل الدولة وكان نهجه غير سليم وخبيث الذى عرقل قيام الدولة وبناء مؤسساتها.
وما رأيكم فى الموقف الأمريكى مما يحدث بالبلاد؟
الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوربى والدول الغربية شاركوا معنا فى القضاء على نظام القذافى، لكن للأسف تناسوا أن يقدموا لنا الدعم اللازم فى بناء مؤسسات الدولة حتى وصلت الأمور لما وصلت إليه، وكنا نأمل بعد انتهاء نظام القذافى أن يتم تفجير كل الأسلحة الثقيلة التى تحصلت عليها هذه الميلشيات التى أصبحت تهدد وحدة التراب الليبى وسيادة ليبيا، وتدفع البلاد لمشاحنات ونزاعات كان يمكن ألا تحدث لو تم التخلص من هذه الأسلحة الثقيلة التى تتستر خلفها الميليشات.
فى وجهة نظركم كم تبلغ المدة الزمنية التى يمكن أن تستغرقها الحرب على ليبيا؟
الحرب على الإرهاب من الصعب أن تحدد لها مدة زمنية، لأن أسوأ أنواع الحروب هى حروب العصابات، فأمريكا فشلت فى الحرب على أفغانستان، وفشلت فى كثير من الدول، لأن هذه المجموعات خفافيش من الصعب تحديد أماكنها، فمن الصعب تحديد السقف الزمنى للقضاء عليها، ولو تكاتفت الدول المجاورة لنا وتم السيطرة على الحدود المشتركة سنقضى على الإرهاب، ولو تم تنسيق كامل للسيطرة على كافل الحدود البرية والبحرية بحيث يتم انحسارها ووضعها فى وضع حرج مما يسهل مهمة القضاء عليها، فهناك مجموعات فى مدينة سرت ومجموعات منتشرة فى السدرة، درنة، صبراتة التى أصبحت بؤرا للإرهاب تنتشر داخل الدولة الليبية.
ما تقييمك للدور الذى تقوم به الجامعة العربية فى ليبيا؟
الجامعة العربية ماضية فى دورها الداعم لنا، أنت تعلم أن العرب لا يتفقون على شىء، ونحن نطالبهم بدعم الجيش الليبى ومساعدته فى رفع حظر التسليح عنه حتى نتمكن من دحر الإرهاب، ونحن نتمنى من الدول العربية الشقيقة أن يدعموا ليبيا ويساندوها بقوة فى حربها ضد الإرهاب الذى بات يشكل تهديدا على الأمن القومى العربى، وأن يقوموا بخطوات جادة لدعم مؤسسات الدولة الليبية وتسليح عناصر الجيش الليبى لتطهير البلاد من بؤر التطرف والإرهاب.
هل وقعتم مع مصر مؤخرا اتفاقيات خاصة بدعمكم؟
لقد وقعنا مع الدولة المصرية العديد من الاتفاقيات المشتركة للتعاون مع وزارات مصرية، مثل وزارة الداخلية فى تدريب عناصر الشرطة الليبية، والتعاون مع وزارات العدل والتربية والتعليم.
مجلس الأمن سيعقد جلسة طارئة لمناقشة الأوضاع فى ليبيا.. ما هو القرار الذى يتمنى السيد عبد الثنى سماعه من مجلس الأمن؟
أتمنى من مجلس الأمن الدولى أن يتخذ قرارا عاجلا برفع حظر التسليح عن الجيش الليبى، حتى نتمكن من محاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة التى باتت تشكل خطرا داهما على الدولة الليبية.
موضوعات متعلقة ..
رئيس الوزراء الليبى: قصف الطيران المصرى لداعش لا يعد انتهاكا لأراضينا
رئيس الوزراء الليبى لـ"اليوم السابع": الغرب "ينسانا" ومصر تدعمنا ضد الإرهاب.. عبد الله الثنى: ننسق بشكل كامل مع القاهرة لضرب قوى التطرف الموجودة بالأراضى الليبية.. وتركيا تريد زعامة لنفسها على حسابنا
الأربعاء، 18 فبراير 2015 11:08 ص
عبد الله الثنى رئيس الوزراء الليبى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف المصرى
ليبيا تأن من وجود الجماعات المتطرفة بها فهل من مجيب