محمد حمادى يكتب: نحن فى حالة حرب

الأربعاء، 18 فبراير 2015 08:05 م
محمد حمادى يكتب: نحن فى حالة حرب جانب من مواقع داعش المهدومة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم.. نحن فى حالة حرب بكل ما تعنيه الكلمة، لقد تداعت على الأمة العربية منذ بداية ظهور ثورات الربيع العربى فى المنطقة العربية برعاية أمريكية خالصة، ومشاركة تركية قطرية لا أحد ينكر ذلك، لتقسيم المقسم وتجزىء المجزأ، وهو ما دعت إليه أمريكا تحت مسمى (الشرق الأوسط الكبير).

بعد أن أطاح الشعب المصرى بمشاركة قواته المسلحة المصرية بحكم الجماعة الإرهابية (جماعة الإخوان) فى 30 من يونيو 2013، وبدأت مصر صراعها مع قوى الشر والإرهاب فى الداخل والخارج، رغم الضغوط الدولية والإقليمية الكبيرة التى تواجهها مصر من بعض الدول التى تتحالف مع التنظيم الدولى للجماعة فى الخارج .
ورغم كل ما يحدث من قتل وترويع يظل الشعب المصرى صامدا قويا، لا يتزعزع ولا يتراجع عن موقفه وعن إرادته القوية، فى التخلص من الإرهاب وأعوانه مهما كان الثمن .

فيديو ذبح واحد وعشرين مصريًا فى ليبيا وهو الرقم الأعلى فى عدد المجازر الجماعية التى ارتكبها تنظيم (داعش) منذ نشأته ـــ المهم أن الفيديو الذى شاهدناه كان تصويره على أعلى تقنية فى التصوير والمونتاج ـــــــ وفى هذا الإطار ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فى تقرير نشرته، أن وصف مقطع الفيديو، أنه عالى الجودة ويحمل شعار "الحياة " وهى الذراع الإعلامية لداعش، وهو يناقض بشكل قوى جميع المقاطع المصورة والفيديوهات التى بثتها الجماعة الإرهابية من قبل والتى كانت تتميز بأنها لقطات هشة ومشوشة، مما يدل على أن من أنتجتها سابقا مجموعة من الهواة، ولكن هذا المقطع أنتج على يد خبراء ويتميز بالتطور والجودة السينيمائية ولكنه صنع بنفس نمط تصوير المقاطع السابقة مثل مقطع الذبح الجماعى للجنود السوريين .

ويسعى الجيل الرابع من الحروب إلى هزيمة الإرادة المجتمعية وتقويض مؤسسات الدولة وتقسيمها من خلال وسائل تخريبية عديدة ومنها العمليات الإرهابية ولا يستخدم الجيوش والأسلحة النظامية بصورة كاملة أو مباشرة. أما الجيل الخامس فيسعى لتفكيك المجتمع ذاته ومؤسسات الدولة والمجتمع من خلال إشعال فتن ونزاعات وإحداث استقطاب مجتمعى حاد وحروب أهلية دينية وعرقية وثقافية. وتتوجه وتضرب هذه الحروب على أكثر من جبهة لتحقيق مجموعة مركبة من الأهداف التى تستهدف إنهاك وشل وتعجيز القدرة فى مجالات حيوية متعددة وفى نفس الوقت؛ بعضها سياسى واقتصادى ومؤسسى، وبعضها مادى وعسكرى، وبعضها اجتماعى ومعنوى. وهى تستغل جوانب الضعف والفجوات الموجودة فى هذه المجالات. وتخوض مصر وتعانى منذ 25 يناير ومن قبله أيضا، من هذين النوعين من الحروب. كما تخوضه أيضا ومنذ بداية ثوراتها الجماهيرية فى 2011 ما كان يسمى بدول الربيع العربى. والسؤال هو كيف تتم المواجهة الاستراتيجية لهذه القوى المناوئة وهذا النوع من الحروب؟ يتوقف التعامل مع القوى المناوئة على طبيعتها ومصادر قوتها وأساليب عملها.

بالتالى على ما تشكله من مخاطر لأهداف ومسار الثورة. فالقوى الداخلية التى تعمل بأساليب سياسية سلمية صرفة ينبغى أن تواجه بنفس الأساليب، التى تتدرج من الإعلام والتوعية وتكثيفهما والاستيعاب والتحويل الفكرى إلى الحشد والتعبئة الجماهيرية لمواجهتها وأخيرا إلى تفكيك تنظيماتها واستبعادها والتصدى لفكرها عندما تحاول الإجهاض السياسى للثورة (مثل محاولتها إعادة التغلغل والهيمنة على مؤسسات ومراكز صنع السياسات أو حمايتها لمنظومات الفساد أو إشاعتها أن ثورة 25 يناير ما هى إلا مؤامرة خارجية استهدفت نظاما مستقرا كان يعمل لصالح الوطن وإن كانت له أخطاء) . أما الأعمال الموجهة لتفكيك الدولة والمجتمع التى تتضافر فيها القوى الخارجية المناوئة مع قوى التطرف الداخلية، فينبغى أن تواجه باستراتيجية متعددة الأدوات تتناسب مع طبيعة وسائل وأسلحة الإرهاب والحروب الجديدة التى لا تستخدم فيها جيوش نظامية.. ومن الخطأ تصور إمكانية نجاح المواجهة مع هذه الحروب بالاقتصار على الوسائل والجهود الأمنية.

فينبغى أن تعتمد هذه الاستراتيجية على مزيج من وسائل الوقاية والمنع لوقوع بعض العناصر فى المناطق المهمشة فريسة للتجنيد أو الانخراط فى هذه الجماعات والشبكات المتطرفة ( الجهادية والتكفيرية مثلا )، فضلا عن أهمية استخدام وسائل الاختراق لها والأساليب الاستخباراتية تمهيدا لإجهاض مخططاتها وتفكيكها وكسر حلقاتها ومقوماتها الفكرية والقيادية والبشرية واللوجستية والتمويلية ومصادر تسليحها .

وسيحتاج الأمر أن تولى عناية استثنائية للبرامج السريعة التى تستهدف سد الفجوة التى اتسعت لعقود بين مستوى حياة ومعيشة المناطق المعزولة والمحرومة من الخدمات مثل سيناء والمناطق الحدودية الأخرى فى الغرب والجنوب والسعى الحثيث لتغيير طبيعتها الديموجرافية بتكثيف الأنشطة التنموية فيها ومدها بالخدمات، ونقل تجمعات بشرية من قلب الوادى إليها. يقترن بهذا ضرورة تشديد الرقابة على المنافذ الحدودية لمنع التسلل وتهريب الأسلحة والأموال، وكذلك تنمية وعى وكسب ثقة ومشاركة ورقابة تجمعات المواطنين أنفسهم، حيث يقع عليهم دور كبير فى هذا النوع من الحروب. تماسك الجبهة الداخلية وحماية وعيها وفكرها وقناعاتها من الاختراق من القوى المناوئة، يمثل صمام أمان مهما وحاسما فى هذه المعارك الممتدة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة