صوت فريد من نوعه أخذ مكانه داخل دولة القراء فى مصر والعالم العربى، لكنه لم يشتهر مثل عمالقة هذه الدولة العريقة بتلاوة القرآن الكريم، حيث اختار مكانًا آخر لا ينافسه فيه أحد، اختار أن ينشد قصيدة الكواكب الدرية فى مدح خير البرية، الشهيرة بـ"البردة" فى مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى اشتهر بها ونسى الكثير أن مؤلفها "البوصيرى".
ولد عبد العظيم أحمد سليم، قرية العطوانى، وهى إحدى أشهر قرى مركز "إدفو" بمحافظة أسوان جنوب مصر، والتى أخذ منها شهرته بـ"عبد العظيم العطوانى"، والتحق فيها بالكتاب ليحفظ القرآن الكريم ويتعلم أحكامه ويجوده تجويدًا، كما تتلمذ العطوانى فى فترة صباه على يد الشيخ البطيخى الذى تعلم على يديه الشيخ محمد صديق المنشاوى.
أعجب العطوانى أشد الإعجاب بقصيدة البردة للإمام البوصيرى بعد أن سمعها أكثر من مرة من شيخ الكتاب بعد كل درس، فحفظها عن ظهر قلب وظل يشدو بها ويدندن داخل الكتاب حتى سمعها شيخ الكتاب الشيخ عوض الله، ذات مرة فقال له: "لقد تملكت منك البردة وتملكت منها.. وعشقتها وعشقتك.. وامتلأ بها قلبك فخرجت من صوتك وكأنها لم تخرج من صوت أحد قبلك؛ فأنشدنا بها دائما".
ومنذ ذلك التاريخ صارت البردة ملازمة للشيخ العطوانى، وعرف بها، فما أن تذكر البردة إلا ويذكر هو والعكس، وقال فى ذلك فضيلة الشيخ متولى الشعراوى رحمه الله حين سمع الشيخ العطوانى يشدو بالبردة فى تفرد: "كأنما وضع البوصيرى البردة لينشدها العطوانى".
وقال العطوانى فى سرد قصة حياته، إنه بدأ تجويد القرآن الكريم والانشاد منذ الثامنة من عمره: "كنت أذهب إلى كتاب الشيخ عوض الله، وكان كل يوم الخميس يقرأ البردة فشعر بإعجاب نحوها".
وذهب منشد البردة بعد ذلك إلى قرية "اصفون" إحدى قرى مدينة إسنا لتلقى أحكام القراءات وتجويد القرآن الكريم على يد الشيخ محمد سليم المنشاوى، وكانوا ينشدون البردة بطريقة مختلفة اسمها طريقة( التسبيع البيضاوى) وهى طريقة جديدة غير التى حفظها.
وحفظ العطوانى هذه الطريقة وبدأ ينشد بها فى الاحتفالات والمناسبات بعد قراءة القرآن الكريم حتى اشتهر بها فى جميع أنحاء الجمهورية، وزاد طلب الناس ومعرفتهم بها بعد أن قامت إحدى الشركات بتسجيل البردة على شرائط كاسيت.
كان بين العطوانى والشيخ الشعراوى علاقة ود وحب فى الله فقد كان الشعراوى يحب سماع البردة منه، وكانا دائما ما يلتقيان خلال الاحتفال بمولد السيدة زينب فى المبرة التى بناها الشيخ الشعراوى، وحينما كان يسمع الشعراوى البردة يجيش بالبكاء ويسيل الدمع من عينيه، وكان الشعراوى هو أول من لفت انتباه العطوانى إلى تسجيل البردة على شرائط كاسيت، ثم عرضت عليه إحدى الشركات هذه الفكرة وتعاقد معها.
كما أن الشيخ الشعراوى بحسب ما أكده العطوانى فى حياته أدخل بعض التغييرات على البردة فى بعض الأماكن، ومن هذه التغيرات التى أدخلها الشعراوى على البردة إن "البوصيرى" قال: "فاق النبيين فى خَلْق وفى خُلُق.. ولم يدانوه فى علم وفى كرم"، وغيرها الشيخ الشعراوى وجعلها "تاج النبيين فى خَلْقٍ وفى خُلُقٍ.. وهم روافده فى العلم والكرم" وأضاف الشيخ الشعراوى فى نهايتها "وأجزى البوصيرى خيرًا حيث شرفنا.. بمدح أحمد أبهى نعمة النعم".
أنشد العطوانى البردة فى الأراضى السعودية، حينما ذهب لأداء العمرة والحج، وظل ينشدها طيلة حياته فى صعيد مصر حتى مرضه قبل أعوام .
الشيخ عبد العظيم العطوانى خلال جلسة مديح لرسول الله
الشيخ على جمعة المفتى الأسبق يستمع إلى البردة من العطوانة فى الأزهر
"مداح الرسول" الشيخ عبد العظيم العطوانى..أفضل من أنشد "البردة"..حفظ القرآن الكريم فى الثامنة من عمره..قال له شيخ الكتاب:تملكت منك البردة وتملكت منها..والشعراوى نصحه بتسجيلها وكان يبكى عند سماعه(تحديث)
الأربعاء، 18 فبراير 2015 10:34 م
الشيخ عبد العظيم العطوانى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد جمعه اسوان
البقاء لله
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد جمعه اسوان
البقاء لله
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد العقيلى
اجمل من انشد البردة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفي الطونابي
البقاء لله
ستبقي البردة والعطواني وجهان لعملة واحدة