لم تكن مذبحة المصريين فى ليبيا، وقيام النسور المصرية بالقصاص الفورى من القتلة، وتوجيه ضربات جوية لمراكز داعش فى مدينة درنة الليبية، هى الواقعة الأولى التى تخرج فيها القوات المصرية للقتال خارج حدودها، فقد سبقتها وقائع عديدة خرجت فيها قوات مصرية، وثأرت لمقتل أو اختطاف مصريين فى الخارج.
ونشر موقع "العربية نت" تقريرًا أبرز فيه مواقف الرؤساء مع تلك الوقائع وتعاملهم السريع والفورى مع أى أمر يتعلق بكرامة المصريين.
معركة مطار لارنكا بقبرص
أغارت قوات مصرية بقيادة العقيد مصطفى الشناوى فى 18 فبراير من العام 1978، على مطار لارنكا الدولى فى قبرص، فى محاولة لتحرير رهائن فى عملية خطف طائرة مصرية من جانب مجموعة صبرى البنا الفلسطينية المعروف باسم "أبو نضال".
وكان الخاطفون قد اغتالوا الأديب يوسف السباعى، وزير الثقافة فى عهد السادات، ثم احتجزوا عددا من المصريين والعرب الذين كانوا يشاركون فى مؤتمر فى نيقوسيا، وهددوا الحكومة القبرصية بقتلهم أن لم تضع تحت تصرّفهم طائرة لنقلهم إلى خارج قبرص.
الخاطفون وعندما لم يجدوا تجاوبا حاولوا الهبوط بالطائرة والمخطوفين فى عدة مطارات من سوريا إلى ليبيا واليمن، ثم هبطوا اضطراريا فى جيبوتى، وأخيرا قرروا العودة إلى مطار لارنكا.
الرئيس المصرى فى ذلك الوقت أنور السادات طلب من الرئيس القبرصى، سبيروس كبريانو، إنقاذ الرهائن وتسليم الخاطفين للقاهرة، وذهب الرئيس القبرصى إلى المطار، وحاول التفاوض مع الخاطفين، ولكن دون جدوى.
واتخذ السادات قرارا بإرسال فرقة من القوات الخاصة المصرية بقيادة العقيد مصطفى الشناوى، تسمى الوحدة 777 قتال، إلى قبرص حملت معها رسالة للرئيس القبرصى كان نصها: "الرجال فى طريقهم لإنقاذ الرهائن".
خرج من الطائرة التى كانت تُقل عناصر القوات الخاصة قوة تضم 58 عسكريا تقدّموا باتجاه الطائرة المخطوفة التى أحاطت بها قوات الأمن القبرصية، وهنا أطلق رجال الأمن القبارصة إنذارا شفهيا بوجوب التوقف وعودة المصريين إلى طائرتهم، لعدم حصولهم على إذن بتحرير المخطوفين، ومع عدم تجاوبهم، تبادل الطرفان إطلاق النار، وسقط عدد من الضحايا من الجانبين.
خلال الهجوم استسلم خاطفو الطائرة، لكن المعلومات حول مصيرهم تضاربت، وبسبب ذلك توترت العلاقات بين مصر وقبرص، خاصة بعد احتجاز قبرص لبعض عناصر القوات الخاصة المصرية، وحدثت مفاوضات مع الحكومة القبرصية انتهت بالإفراج عن القوة المصرية وعودتها للبلاد.
وأدت هذه العملية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين قبرص والقاهرة، وانتهت الأزمة بين البلدين بعد اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981، حيث طلب الرئيس القبرصى إعادة العلاقات مع تقديم اعتذار رسمى، مشددا على أنه لم يكن ممكنا إعطاء الإذن للمصريين للهجوم على الطائرة.
واقعة "المُنتخب المصرى" فى ليبيا
الواقعة الثانية كانت فى صيف العام 1978، حيث نظمت الجزائر دورة الألعاب الإفريقية، وكانت هناك مباراة بين مصر وليبيا، وأنهى الحكم المباراة قبل موعدها بعد تسجيل لاعب المنتخب المصرى محمود الخواجة هدفا فى مرمى ليبيا، حيث تشابك لاعبو الفريقين بالأيدى، ودخلت عناصر الأمن الجزائرى إلى الملعب، واتهم عدد منهم بضرب اللاعبين المصريين.
الرئيس السادات وفور علمه بالواقعة، أرسل طائرات خاصة محاطة بسرب من الطائرات الحربية، نقلت الجمهور المصرى واللاعبين إلى القاهرة فورا، ولم يمر أكثر من ساعة عقب إنهاء المباراة حتى أعلن رئيس الحكومة المصرية وقتها ممدوح سالم قرارا بسحب الفرق المصرية المشاركة فى الدورة، وغيمت سحابة قاتمة على العلاقات المصرية الجزائرية بسبب ذلك.
الواقعة الثالثة "احتلال ليبيا"
وفى يوليو 1977، أمر العقيد معمر القذافى، حاكم ليبيا، ربع مليون مصرى يعملون فى ليبيا بمغادرة البلاد، وإلا واجهوا الاعتقال، وقام بضرب السلوم بالمدفعية، وعلى الفور، أمر السادات قوات مصرية بمهاجمة ليبيا فيما سمى "حرب الأربعة أيام"، من 21 إلى 24 يوليو 1977، وقال للقذافى "نعم احتلينا ليبيا لمدة 24 ساعة ولو رجع يلعب بديله تانى أن عوزتم عوزنا والله"، ولم تنته الحرب إلا بعد وساطة عربية، وبعد تراجع القذافى، إلا أن العلاقات ظلت متوترة حتى عُقد اتفاق تبادل أسرى.
الواقعة الرابعة بمالطا
وفى 23 نوفمبر 1985 أقلعت طائرة مصر للطيران رحلة 648 فى اتجاهها من مطار أثينا باليونان إلى مطار القاهرة الدولى، وبعد 10 دقائق من الإقلاع قام ثلاثة أشخاص تابعين لمنظمة أبو نضال باختطاف الطائرة، وكانوا مسلحين بأسلحة ثقيلة، وأجبروا قائد الطائرة على الهبوط بها فى مطار لوكا الدولى بمالطا.
السلطات المالطية رفضت فى البداية هبوط الطائرة، كما رفضت طلب الخاطفين إعادة تزويد الطائرة بالوقود، واستمرت عملية التفاوض إلى منتصف الليل، وكبادرة حسن نية من الخاطفين، قاموا بالإفراج عن 11 راكباً ومضيفى طيران، لكن تأخر عملية التفاوض أدى إلى إثارة الخاطفين، وهددوا بإعدام راكب كل ربع ساعة، وهو ما تم بالفعل، وشرعوا بإعدام راكب كل ربع ساعة، حيث قتلوا راكبين، وأصابوا ثلاثة آخرين.
وكانت مصر بقيادة الرئيس الأسبق، حسنى مبارك، تضغط على الحكومة المالطية لتسريع إنهاء العملية بنفسها، أو حتى السماح للقوات الخاصة التابعة لهما بالتدخل لإنهاء عملية الاختطاف، لكن مالطا لم تستجب.
وأرسلت مصر فرقة من الوحدة 777 التابعة للقوات الخاصة المصرية إلى مطار لوكا، وبعد أن طالت المفاوضات مع الخاطفين بلا فائدة، قررت القيادة السياسية المصرية الموافقة على اقتحام الطائرة وتحرير الرهائن بعملية عسكرية، على أن تبدأ هذه العملية فجر يوم 25 نوفمبر 1985، وذلك حين تقديم وجبة الإفطار إلى الركاب عبر عربات التموين.
القوة المصرية قامت بعملية الاقتحام قبل الموعد المحدد بحوالى ساعة ونصف، من خلال أبواب الطائرة وأبواب الأمتعة، وعندما أحس الخاطفون بالخطر، وأن عملية الاقتحام قد بدأت، قاموا بإلقاء قنابلهم، وإطلاق النار عشوائياً فى الطائرة على الركاب وعلى القوة المهاجمة، مما أدى إلى مقتل بعض الركاب، واشتعال النيران داخل الطائرة.
نتيجة لعملية الاقتحام المفاجئة وتبادل إطلاق النار، سقط 56 قتيلاً من أصل 88 شخصا كانوا على متن الطائرة، إضافة إلى اثنين من طاقم الطائرة وأحد الخاطفين بعد الاقتحام.
وبعد شروق الشمس وبدء عمليات الإخلاء، تخفى قائد الجماعة الخاطفة ويدعى "عمر محمد على" فى دور رهينة جريح، وتم نقله إلى المستشفى، لكن القوة المصرية تتبعته، وحاصرت المستشفى الذى يعالج فيه، وتم إلقاء القبض عليه.
النسور المصرية فى سماء ليبيا
فى مساء يوم 15 فبراير الحالى، وبعد أن بث تنظيم داعش فيديو لعملية ذبح المصريين فى ليبيا، استدعى الرئيس عبد الفتاح السيسى مجلس الدفاع الوطنى، واتخذ قرارا فوريا بالثأر للضحايا، وقصف مراكز التنظيم فى مدينة درنة مركز تجمع عناصرهم، وخرج يخاطب شعبه متوعدا بالقصاص، وقد كان، حيث خرجت المقاتلات الجوية المصرية فجر اليوم التالى، وقصفت مواقع لداعش أسفرت عن سقوط عشرات القتلى من تنظيم داعش، بينهم قيادات من التنظيم.
بالفيديو.. كيف واجه الرؤساء خطف رعاياهم؟.. السادات أمر بإغارة الفرقة 777 على مطار قبرص فى معركة لارنكا..وأنقذ المنتخب بطائرات حربية فى الجزائر واحتل ليبيا 24 ساعة.. والسيسى يثأر للمصريين من "داعش"
الخميس، 19 فبراير 2015 02:33 م
تنظيم داعش