فى كل تخطيط سياسى لابد أن يكون هناك منطقة لنبذ الخلافات وتوقيت لتصحيح الأوضاع وأسلوب لمراجعة النفس والسياسات وتقييم الموقف العام بكل جوانبه سواء السياسية أو تقييم الأداء الحزبى عن الفترة السابقة وكيفية تلافى الأخطاء وتصحيحها ودائماً يكون هناك خط موصول بين الرؤى المختلفة وبعضها ونسميه خط التراجع عن بعض السياسات بعيداً عن ثوابت الحزب ولكن لأن جماعة الإخوان لم تكن حزباً ولم تفكر أصلاً فى السياسة إلا للوصول للحكم وتنفيذ مخطط يخدم فكرتها التى لم تتعد الـ 80 عاماً وكان الحلم الخيالى هو وصولها للحكم ولما كانت الفكرة ليست لصالح دولة بل لصالح فكرة شخص فقد هوت أسرع مما ارتفعت فقد حاولت تبنى فى 80 عاما، وسقطت فى عام فالفكرة ليست رفع شأن دولة ولكنها تمكين جماعة وهى فى نفس الوقت لم تبحث عن خط للرجعة بل قطعته لأنها لا تعترف أصلاً بهذا الشعب لأنها أغلقت أمامنا حتى الدخول فى حزبها لأنه حزب مغلق على أصحابه ومن هم أصحابه هم أصحاب أفكار تربوا عليها ففهم البعض منهم أنه الأفضل دينياً وسلوكياً وحتى عاطفياً فهو يقول بمنتهى الصراحة (اللهم أمتنى على الإخوان) ما هذا الكلام الغريب تتحول كلمة الإسلام فجأة إلى كلمة إخوان وهنا أين خط الرجعة له، هو لا يعترف أنه مثل أفراد الشعب بل هو تميز بإخوانيته ويالها من مُصيبة عندما خرج الشعب عليه تحول لقاتل مدمر لكل شىء حوله لا يفرق معاه جندى ولا مدنى ولا سيدة ولا طفل أصبحت عنده البلد كلها مستباحة ولم يترك له خطاً للرجوع لأحضان شعبه ولا بلده ولا حتى لدينه هذا الدين العظيم الذى حرم قتل النفس بغير حق فأين الحق فى الاختلاف السياسى الذى حولتوه لاختلاف دينى عقائدى تحالفتم مع القتله فخسرتم القتيل وأهله وذويه.. تحالفتم مع أصحاب المصالح فخسرتم بلدكم خط الرجعة.. قبل فض اعتصام رابعة كان من الممكن أن تفضوه بأنفسكم وتجلسوا فى التفاوض حتى لو ذهب مرسى واكتسبتم أرضاً سياسية بتصحيح المواقف وأبعاد الفشلة منكم ولكنها إرادة المولى عز وجل وأنتم من طلبتم أن تموتوا على ملة الإخوان واقتلوا من يموت على ملة الإسلام لم يتم إعدام شخص منكم فقتلتم أبناءنا، وقطعتم معه خط الرجعة فخسرتم ماضيكم وخسرتم حاضرنا وخسرتم مستقبل أبناؤكم.
صورة أرشيفية
