أعد تكوين ذاتك من آن لآخر مهما كانت الظروف المعاكسة لك، فكل مرحلة عمرية تستوجب منك أن تتوقف عندها لتستشعر منها إشارات التغيير والتفكير فى أوجه الحياة المختلفة، كى تكون جديرًا بإدارة ذاتك كى تسيطر على عالمك الداخلى، فأنت قوة مذهلة مهيمنة بما تفكر وتسعى إليه فلا تستهين بها كى تكون لك كلمة وبصمة واضحة فى الحياة.
فما أجمل وأرقى أن يكون ما تؤمن به يكون من دخيلة نفسك حينئذ ثق أن وجهتك صحيحة بما تدركه وتعى من أفكار بشأن نفسك، فالناجحون لا يتوقفون عند مكان ميلادهم أو من هم أباؤهم أو ظروف حياتهم أو الإخفاقات القاسية والمواقف المؤلمة التى يتعرضون لها وإنما يؤمنون بأفكاركم واليقين الراسخ فى تحقيق ما يسعون إليه.
إننا مسئولون مسئولية كاملة عن حياتنا وتوجيهها بإشباع الذات بما يجعلها تنمو بوعى وثقة ويقين بأفكارها وقدراتها وطاقاتها المذهلة فأنت بأفكارك وإمكاناتك وبما تقرره بشأن نفسك ومستقبلك ولا بديل عن ذلك إذا أردت أن تكون شيئًا مهمًا فى الحياة.
وأنت تسعى بخطوات واثقة تجاه هدفك احذر اجترار الانطباعات والمواقف السيئة التى مررت بها فى بداياتك وطفولتك لأن هناك من يجعلها تتجدد وقد تترك أثراً مخيفاً بداخلك إذا تركت لها مساحة لتنمو وتتعايش بكينونة ذاتك بأن تحاول وتبرر وتصلح ما قد فات تلك متاهة وأد الذات، فقط سر فى طريقك بخطوات واثقة وبيقينك بالله وبما تؤمن به، فالنجاح على بعد خطوات قليلة منك اقترب منها لتحقق هدفك وتطلع إلى نجاحات أخرى فأنت جزء لا يتجزأ من كينونة هذا الكون.
ثقتك وإيمانك بذاتك لا تتولد فقط من كلمات الآخرين وتحفيزهم لك، ولا هى صك يمنح لك فتتغير حياتك، وتفتح لك أبواب النجاح العظيمة، وإنما تأتى من إيمانك بما تقوم به من عمل يترجم خيالاتك وأهدافك وأفكارك إلى واقع فعلى.
يقول ماثيو آرنولد: "ما من أحد يمكنه منح الآخرين الإيمان بشىء، ما لم يكن مؤمنًا به وصاحب الاقتناع وحده هو المقنع".
نعم قوة الاعتقاد الصحيحة فيما تؤمن به كفيلة بأن تغيرك وتقودك إلى أن تعيش حياتك كما تريدها أنت لا كما يريدها الواقع وتفرضه عليك الظروف، فما تعتقده هو ما سوف تكون عليه فيما بعد، فاعتقادك أنك غير قادر على المنافسة, ذلك فى حد ذاته كفيل بأن يجعلك تخسر أى معركة قبل أن تبدأ، وهناك من يعلو ويرتقى بأفكاره وإيمانه بأنه يستطيع، وبالفعل يستطيع تحويل رؤاه الداخلية وأحلامه وأهدافه إلى حقائق واقعية.
يقول أوريزون سويت ماردن: "فى داخل أعماق الإنسان تسكن تلك القوة الهاجعة؛ القوة التى يمكنها أن تدهشه؛ والتى لم يحلم قط بامتلاكها؛ القوى التى ستبدل حياته تماماً إذا ما هى بزغت، ووُضِعَتْ موضع التنفيذ".
الحياة لا ينجح فيها الأذكى والأقوى والأسرع وإنما من قرر وأصر على أن يواجه ويقتحم ويقدم على المحاولة وفى قرارة نفسه أنه يستطيع فعلها مثلما فعلها آخرون من قبله بل سيقدم أفضل ما لديه لإيمانه واعتقاده بأنه يستطيع.
كن أكثر فاعلية وأحلم بشكل أكبر كى تحقق نتائج مذهلة، كما فعلها الكثيرون من قبلك كأديسون ونيوتن وجرام بل..، فنحن عندما نطلب من الله نطلب الفردوس الأعلى، فكن على قدر ما تؤمن به بالأخذ بالأسباب وشحذ همتك وتجديد طاقاتك لتحقق أهدافك مهما كانت، بثقتك فى ذاتك ويقينك فى الله أنت دائماً على الطريق الصحيح.
فى استطاعة كل منا أن يكون أسعد حالا وأكثر توفيقاً فى تحقيق أهدافه، وأكثر فاعلية وايجابية فى الحياة مما نحن عليه الآن وأقرب إلى الله أكثر من أى وقت مضى يتوقف ذلك على اتجاه البوصلة بداخلك وإيمانك بأفكارك وما تقوم به من عمل.
عصام كرم الطوخى يكتب: احلم بشكل أكبر كى تحقق نتائج مذهلة
الأحد، 22 فبراير 2015 08:12 ص
شخص مبتسم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة