فقد تسلم هتلر ما يزيد عن 30 ألف رسالة كانت تحفظ فى الأرشيف الذى أُحدث خصيصًا لها، ولم يكن من بين هذه الرسائل أية انتقادات، وقد أعطيت للضباط الذين أوكلت إليهم المراسلات تعليمات بأنه لا جواب على رسائل المغرمات والمتعبدات بهتلر إلا إذا صرحت صاحبة الرسالة عن نيتها المجىء إلى برلين لتقبيل قائدها الحبيب.
المراسلات الخاصة بهتلر، والمحفوظة فى موسكو، هى كما يرى المؤلف مرآة تعكس صورة المفتونات بالقومية الاشتراكية بما فيها جسديًا، وتكشف عن طابع مجهول للأنظمة الديكتاتورية، وهو أن السلطة قائمة طاقة الديكتاتور فى الإغواء بقدر ما تقوم على الإكراه، فقد جاء فيها قدرًا كبيرًا من الشهوة.
إن أغلب ماء فى هذه الرسائل يعبر عن رغبة النساء إما فى أن تنجب منه طفلاً، أو الموت أمام صورته، أضف إلى ذلك أن امرأة أخرى أكدت فى رسالتها أن زوجها بات غريبًا عنها، لأنها تحمل فى قلبها عشق هتلر، بل وصل الأمر إلى أن العديد من المعجبات قمن بإرسال عقود زواج موقعة منهن، كن يأملن فى أن تعاد إليهن الوثيقة وعليها توقيع هتلر، وكان من الطريف أن امرأة أرسلت له "عسل نحل"، وتمنت أن ينال إعجابه ووعدته بالمزيد إذا علق على رسالتها. ولم ينته الوضع عند حد الرسائل فقط، فألمانيا التى تعرف بأنها رائدة فى التحليل النفسى لديها إرث كبير من محاضر الجلسات النفسية التى تعترف فيها مريضات لطبيبهم النفسى عن شعورهن بالشهوة حينما يتذكرن أو يرين هتلر.
ويقول المؤلف لقد عرف هتلر كيف يصغى إلى النساء ويأخذهن بعين الاعتبار فى برنامجه، فكان بالنسبة للألمانين مستشار الرايخ الجديد، أما فى نظر الألمانيات، فقد كان الرجل المرسل من السماء، الرجل الكامل الأسمى، ومن ثم كانت الرسائل التى تصل المستشارية الخاصة بعيدة كل البعد عن شروط الأعراف، فكانت تتدفق إليها يوميًا، منها ما كان لتقديم التهانى، والنصائح اللطيفة، ومنها ما كان يبوح بحب أقله متقدًا. فقد كانت النساء صاحبت الرسائل الأكثر حميمية، فلم يكنّ يتوجهنّ إلى رئيس الدولة، بل إلى هتلر الرجل، الذى كنّ يأملن منه مبادلتهن المشاعر.
موضوعات متعلقة..
زوجة ابن "المرشد الأعلى" فى كتابها "ذكرياتى": هيكل قال للخمينى: علماء الأزهر يطيعون الحكومة.. فاطمة طباطبائى تكشف بعد 32 عامًا أن كتاب "مدافع آية الله" كتب بطلب من قائد الثورة الإيرانية