الفاينانشيال تايمز: أردوغان حول تركيا لدولة استبدادية

الثلاثاء، 24 فبراير 2015 03:14 م
الفاينانشيال تايمز: أردوغان حول تركيا لدولة استبدادية أردوغان
لندن (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية اليوم الثلاثاء ان قبضة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على السلطة تقوض السمعة العالمية لهذا البلد.

وقالت الصحيفة فى مقالها الافتتاحى الذى بثته على موقعها الالكترونى إن أردوغان يظهر القليل من التريث وضبط النفس وهو يحول تركيا إلى دولة استبدادية مبنية حول شخصه. فعلى مدى السنوات الأخيرة، قلص أردوغان الحرية الديمقراطية والتعددية فى بلده، بتقييد وسائل الإعلام وتضييق الخناق على المتظاهرين وتقويض السلطة القضائية المستقلة.

وأضافت أن اردوغان منذ انتخابه رئيسا للدولة منذ ستة أشهر، قد أخذ هذه المسحة شديدة القسوة إلى مستوى جديد وهو يستهل تركيز سلطته الشخصية. وإذا سمح له بالذهاب إلى ابعد من ذلك بكثير، فإن تركيا لن تمتلك بعد الان المعايير الأساسية المطلوبة فى دولة ديمقراطية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ عام 2011، قام حزب العدالة والتنمية الذى ينتمى اليه اردوغان باتخاذ العديد من الاجراءات لكبح الحريات الشخصية حتى أصبح من الصعب التمييز بين حملة قمعية والحملة التالية لها. ولكن مشروع قانون سيعرض على البرلمان فى الأيام القليلة القادمة يعطى الشرطة صلاحيات جديدة واسعة، وهو مدعاة للقلق.

وتابعت الصحيفة ان مشروع القانون الجديد ينص على توسيع حقوق الشرطة التركية فى استخدام الاسلحة النارية والسماح لها بتفتيش الأفراد أو السيارات دون الحصول على إذن من المحكمة، كما باستطاعتها احتجاز أى شخص لمدة 48 ساعة دون الحصول على تصريح مسبق من النيابة، وبهذا يحتمل أن يواجه المتظاهرون الذين يغطون وجوههم بأقنعة أو كوفيات خلال التظاهرات العنيفة عقوبة بالسجن لمدة 4 اعوام. وتقول الاحزاب المعارضة أنه فى حال إقرار مشروع هذا القانون، فإنه سيكون بمثابة خطوة حاسمة تجاه تحول تركيا إلى دولة بوليسية.

ورأت الصحيفة أن ما يدعو للقلق ليس فقط تفاصيل القانون بل توقيته أيضا، الذى يأتى قبل أشهر من الانتخابات البرلمانية التركية التى ستجرى فى يونيو المقبل، والتى لم يخف أردوغان أنه يريد أن يحصل فيها حزب العدالة والتنمية على اغلبية كبيرة بدرجة تمكنه من تنفيذ تعديلات دستورية تحول البلد إلى نظام رئاسى.

ولفتت الصحيفة إلى ان استبداد السيد أردوغان يضر تركيا بعدة طرق. فهو يقوض سمعتها كدولة ديمقراطية يمكن أن تحاكيها دول أخرى فى المنطقة. فقبل خمس سنوات، أعلن الرئيس باراك أوباما أن الولايات المتحدة وتركيا تمثلان "شراكة نموذجية " تؤمن بقيم مشتركة. وقد سخر السيد أردوغان من هذا البيان.

ورأت الصحيفة أن الطريقة التى يكرس بها اردوغان سلطته ويقيد بها الحريات الداخلية يجعله مشابها على نحو متزايد للرئيس الروسى فلاديمير بوتين.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالتشديد على أن اهمية تركيا استراتيجيا أكبر بكثير من امكانية اهمالها وتجاهلها. ولكن فى ظل حكم السيد أردوغان، فإن دورها الدولى ينكمش، وتخيم الظلال على آفاقها الاقتصادية ويتضاءل سكانها النابضون بالحياة تحت ظله.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة