دار الإفتاء تدين تدمير "داعش" للآثار والتماثيل الآشورية بمتحف الموصل فى العراق.. وتؤكد: التنظيم اعتمد على آراء شاذة ومضللة ولا تستند إلى أسانيد شرعية.. وآيات وأحاديث نبوية تنهى عن هدم تراث الأسلاف

الجمعة، 27 فبراير 2015 11:59 ص
دار الإفتاء تدين تدمير "داعش" للآثار والتماثيل الآشورية بمتحف الموصل فى العراق.. وتؤكد: التنظيم اعتمد على آراء شاذة ومضللة ولا تستند إلى أسانيد شرعية.. وآيات وأحاديث نبوية تنهى عن هدم تراث الأسلاف جانب من هدم عناصر التنظيم للآثار الآشورية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أدانت دار الإفتاء المصرية ما قام به تنظيم "داعش" الإرهابى من تدمير للآثار والتماثيل التاريخية الآشورية بمتحف الموصل بمدينة نينوى بالعراق بدعوى أنها أصنام يجب تدميرها.

وأكدت دار الإفتاء فى بيانٍ لها أن الآراء الشاذة التى اعتمد عليها تنظيم "داعش" فى هدم الآثار واهية ومضللة ولا تستند إلى أسانيد شرعية، خاصة أن هذه الآثار فى جميع البلدان التى فتحها المسلمون، كانت موجودة ولم يأمر الصحابة الكرام بهدمها أو حتى سمحوا بالاقتراب منها، وهم رضوان الله عليهم كانوا أقرب عهدًا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منا، بل كان منهم صحابة جاءوا إلى مصر إبان الفتح الإسلامى ووجدوا الأهرامات وأبو الهول وغيرها ولم يصدروا فتوى أو رأيًا شرعيًا يمس هذه الآثار التى تعد قيمة تاريخية عظيمة.

وأضافت الدار أن الآثار تعتبر من القيم والأشياء التاريخية التى لها أثر فى حياة المجتمع والأمة، لأنها تعبر عن تاريخها وماضيها وقيمها، كما أن فيها عبرة بالأقوام السابقة، وبالتالى فإن من تسول له نفسه ويتجرأ ويدعو للمساس بأثر تاريخى بحجة أن الإسلام يحرم وجود مثل هذه الأشياء فى بلاده فإن ذلك يعكس توجهات متطرفة تنم عن جهل بالدين الإسلامى الحنيف.

وأضافت الدار أن الحفاظ على الكنوز الرائعة من الحصاد المادى للحضارة الإنسانية، التى يعود بعضها إلى العصر الإسلامى وبعضها إلى حضارات الأمم السابقة، أمر ضرورى، مشددة على أن الحفاظ على هذا التراث ومشاهدته أمر مشروع ولا يحرمه الدين، بل شجع عليه وأمر به لما فيه من العبرة من تاريخ الأمم.

وقالت الدار فى معرض ردها على هذه الفتاوى الشاذة التى استند إليها تنظيم "داعش" الإرهابى إنه يوجد العديد من الآيات والأحاديث النبوية التى تنهى عن هدم تراث الأسلاف مستشهدة بالآية الكريمة (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بعاد (6) إِرَمَ ذَاتِ العماد (7) الَّتِى لَمْ يُخلق مِثْلُهَا فِى البلاد (8) وثمود الَّذينَ جَابُوا الصَّخْرَ بالواد)، وهى الآية التى تؤكد ضرورة لفت الأنظار فيما تفوق فيه هؤلاء القوم، وذكرت الدار كذلك حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله الذى نهى فيه عن هدم آطام المدينة والمقصود بها الحصون.

وأشارت دار الإفتاء إلى أنه عند دخول الإسلام حافظ على تراث الحضارات والآثار فى مصر وبلاد الرافدين ومختلف الحضارات التى سبقت الإسلام، وأبقوا على آثارها حتى وصلت إلينا كما تركوها، وأن دعوات التدمير تشير إلى جهل أصحابها.

وردت دار الإفتاء على الآراء المتطرفة التى تدعى أن الإبقاء على هذه الآثار مُحَرَّم لأنها من ذرائع الشرك ويؤدِّى إلى أن يعتقد العوام بَرَكَة تلك الأماكن، حيث أكدت أنها دعوى واهية؛ لأن الشرع لم يَمنع من مُطْلَقا تعظيم غير الله، وإنما يَمنع منه ما كان على وجه عبادة المُعَظَّم كما كان يفعل أهل الجاهلية مع معبوداتهم الباطلة فيعتقدون أنها آلهة، وأنها تضر وتنفع مِن دون الله، وأما ما سوى ذلك مِمَّا يدل على الاحترام فهو جائزٌ.

وأضافت الدار فى ردها أن كون ذلك من ذرائع الشرك؛ لأنه يؤدى إلى أن يعتقد العوام بَرَكَة تلك الأماكن كما يدعى المتطرفون، فهو مبنى على خَلَلٍ فى مفهوم الشرك؛ موضحة أن الشرك هو تعظيمٌ مع الله أو تعظيمٌ مِن دون الله؛ ولذلك كان سجودُ الملائكة لآدم -عليه السلام- إيمانًا وتوحيدًا، وكان سجودُ المشركين للأوثان كفرًا وشركًا مع كون المسجود له فى الحالتين مخلوقًا، لكن لَمَّا كان سجودُ الملائكة لآدم -عليه السلام- تعظيمًا لِمَا عَظَّمه الله كما أمر الله كان وسيلةً مشروعةً يَستحق فاعلُها الثواب، ولَمَّا كان سجود المشركين للأصنام تعظيمًا كتعظيم الله كان شركًا مذمومًا.

وطالبت دار الإفتاء جميع الدول والمنظمات المعنية باتخاذ كافة التدابير اللازمة لوقف أى اعتداء أو تدمير يطول التراث الثقافى أيا كان انتماؤه أو موقعه، مؤكدة على ضرورة الالتزام والمحافظة على التراث الثقافى طبقًا للمبادئ والسياسات المقررة بالمواثيق والمعاهدات الدولية والإسلامية.

كما طالبت الإفتاء علماء الدين وأئمة المساجد وقساوسة الكنائس أن يكونوا على قدر المسئولية لتوعيه الناس بضرورة الحفاظ على تراثهم الحضارى والتصدى للفتاوى الشاذة التى تدعو لهدم الآثار، مشددة على أهمية سن قوانين تحفظ سلامة التراث الحضارى، والتصدى لمن يقدم على تخريبها.



أخبار متعلقة..



"الإفتاء": "داعش" اعتمد على آراء شاذة ومضللة فى هدم الآثار بمتحف الموصل


بالفيديو والصور.. لحظة تدمير "داعش" لآثار متحف "الموصل" بالعراق


مجلس الأمن الدولى يدين اختطاف "داعش" لأكثر من مائة آشورى من سوريا











مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين حمدي

داعش لا تفهم أي شئ عن الإسلام

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو هلال

تدمير آثار العراق دليل على فساد داعش وعدم فهمه بأبسط ما في الدين الإسلامي

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عطية

رسالة الى داعش " الم يسعهم ما وسع الصحابة "

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

لابد من المحافظة على الأماكن والمباني التاريخية والأثرية

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سليم

آثار العراق التي دمرت كانت موجودة في عهد سيدنا علي بن ابي طالب ولم يدمرها وهو باب مدرسة العلم

عدد الردود 0

بواسطة:

منى

الآراء الشاذة التي اعتمدت عليها "داعش" في هدم الآثار واهية ومضللة ولا تستند إلى أسانيد شرعية

عدد الردود 0

بواسطة:

AbouHelal

الصحابة لو رأوا أن في بقاء التماثيل مخالفة شرعية لهدموها دون تردد

عدد الردود 0

بواسطة:

دينا

الصحابة الكرام الذين فتحوا البلدان لم يتعرضوا لآثارها بأذى

هل انتم افضل من الصحابة

عدد الردود 0

بواسطة:

سارة

الاسلام برئ منكم اتقوا اللة فى الاسلام

حسبى اللة ونعم الوكيل

عدد الردود 0

بواسطة:

حمدي عبد العظيم

جريمة في حق التاريخ

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة