فوضى الدروس الخصوصية لتحفيظ القرآن تغزو المنازل.. إعلانات التحفيظ تملأ المواقع الإلكترونية فى غياب دور الدولة.. ومفتش بالأوقاف يؤكد: الدروس وسيلة الإخوان لزرع التطرف فى عقول الأطفال

الجمعة، 27 فبراير 2015 09:15 م
فوضى الدروس الخصوصية لتحفيظ القرآن تغزو المنازل.. إعلانات التحفيظ تملأ المواقع الإلكترونية فى غياب دور الدولة.. ومفتش بالأوقاف يؤكد: الدروس وسيلة الإخوان لزرع التطرف فى عقول الأطفال الشيخ أحمد البهى منسق حركة أئمة بلا قيود
كتب إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة تحفيظ القرآن فى المنازل حيث يستغلها المتشددون وغير المؤهلين للتسرب إلى عقول الأطفال بعيدًا عن الرقابة والمحاسبة والمسئولية والتأهيل المهنى وقياس التوجه والوسطية والتخصص وغياب الجهة المحددة لمهنة بلا ضوابط تخترق بيوت المصريين وتزرع توجهات وانتماءات التشدد أمام أولياء الأمور، الأمر الذى فجر قضية مهنة بلا رقابة أو قانون يحكمها، ومجهولون بلا عمل يروجون لأنفسهم إلكترونيا للوصول إلى زبائنهم، مع حاجة المواطنين لمحفظ يحفظ أولادهم القرآن. ومن بين هذه الاعلانات إعلان تحت عنوان: "بشرى تحفيظ قرآن فى المنزل (مدينة نصر - مصر الجديدة – النزهة – الرحاب - مدينتى).

ودعا المعلن الملقب (الأستاذ أبو خالد) عبر زوجته حسب الإعلان أولياء الأمور للتواصل معه عبر هاتف محمول عرضه فى نهاية المادة النصية للإعلان مستعرضا قدراته فى تعليم الأطفال وتصحيح اللغة وتحفيظ القرآن دون عرض أى شهادة أو نقابة رسمية تعتمده فى تخصص تحفيظ القرآن ومدى مصداقيته.

إعلان آخر عبر موقع إلكترونى تحت عنوان: "محفظ قرآن بالمنازل أو حلقات تحفيظ القرآن"، وتضمن فقط رقم هاتف المعلن الأرضى دون الإفصاح عن اسمه أو الجهة التى تعتمده أو شهادات أو مؤهلات حصل عليها تؤهله أو تعتمده أو ضمان الوثوق به فى اختراق المنازل.

من جانبه، قال الشيخ أحمد البهى، منسق حركة أئمة بلا قيود، إن المسئول عن فوضى الدروس الخصوصية لتحفيظ القرآن الكريم فى المنازل من غير ذوى التخصص هى نقابة القراء ومحفظى القرآن حيث تدنى مستوى حفظ وأداء القرآن بسبب الدخلاء يضاف إليها انتماء بعض من يمتهنون المهنة إلى تيارات متشددة تضر بعقول الأطفال، مضيفا أن عدد دخلاء مهنة تحفيظ القرآن غير محدد.

وأضاف الشيخ أحمد البهى، منسق حركة أئمة بلا قيود، أن مسألة تحفيظ القرآن فى المنازل أصبحت منتشرة جدًا فى هذه الأيام فى مصر وخارجها عن طريق المتخصصين وغيرهم من الرجال والنساء، مضيفا أن المسألة لو كانت فى حدود تحفيظ القرآن فقط فهى مقبولة، أما لو تخطت ذلك إلى تفسير وتعليم علوم شرعية فتكون الخطورة إذا كان المحفظ غير متخصص.

وأشار الشيخ أحمد البهى، منسق حركة أئمة بلا قيود، إلى أنه ينبغى على أولياء الأمور التدقيق جدًا فى مسألة اختيار المحفظين لأن الطفل يتأثر سلبًا وإيجابًا بما يتعلمه من المحفظ، مشددًا على أن الدولة لا تستطيع مراقبة الدروس ولا السيطرة عليها لصعوبة الأمر.

ولفت الشيخ أحمد البهى، منسق حركة أئمة بلا قيود، إلى أنه ينبغى على المؤسسة الدينية ابتكار حل كعمل قائمة بمحفظين معتمدين وتنشرها على مواقعها لملء الفراغ فى هذه الناحية وحتى لا تقع الأسر ضحية لفكر متطرف، مؤكدا أن أسعار دروس تحفيظ القرآن تختلف حسب المنطقة ففى القاهرة والجيزة تبدأ قيمة الحصة من مبلغ ٣٥ جنيها وقد تنتهى بـ١٠٠ جنيه.

الشيخ عبد الناصر بليح القيادى النقابى ومفتش بالأوقاف، أكد أن دروس تحفيظ القرآن فى البيوت قنبلة موقوتة تشتعل بأيدى السلفية والإخوان، بحيث انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة تحفيظ القرآن فى البيوت من خلال المحفظ الخصوصى الذى يحصل على أجر مضاعف ويذهب إلى المنازل ليقوم بتحفيظ الطفل أو الطفلة أو الأطفال مقابل مبلغ من المال يحصل عليه المحفظ بالجلسة أو الشهر دون رابط ولا ضابط لهذه العملية الخطيرة التى يحدث من جراءها مخاطر كبيرة ويكاد يكون ضررها أكبر من نفعها فى أغلب الأحيان.

وأضاف الشيخ عبد الناصر بليح القيادى النقابى ومفتش بالأوقاف، أن ولى الأمر فى ظل غياب المؤسسات الدينية ونقابة القراء يضطر إلى استقدام المحفظ كى ينال ثواب القرآن الكريم ويحصل على أجر الدنيا والآخرة، مضيفا أن سبب ظاهرة دروس القرآن الكريم بالمنازل هو انقراض الكتاتيب التى كانت تعلم البراعم فى المساجد بسبب عدم الاهتمام بها من قبل المؤسسات الدينية بالبلد.

وأشار الشيخ عبد الناصر بليح القيادى النقابى ومفتش بالأوقاف، إلى أن أولياء الأمور عزفوا عن إرسال أبنائهم إلى الكتاتيب التى يسيطر عليها هؤلاء المتشددة فى الأحياء والقرى، قائلا: إن لم تستطيع الدولة السيطرة عليها فسوف تستمر فى تفريخ المتشددين والتكفيريين والإرهابيين لأن التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر، ولابد من تنظيم العمل ببديل متخصص معتدل.

وأوضح الشيخ عبد الناصر بليح القيادى النقابى ومفتش بالأوقاف، أن المتشددين يغرسون فى الطفل الصغير وينقشون فى ذاكرته جميع أفكارهم السوداوية كما يلقنونهم الطاعة العمياء للملقن وهذا ما ظهر جلياً فى الفترة الماضية من براعم صغيرة وشباب يخرج للمظاهرات ولا ينصت لوالديه بل كما قال له الملقن أو المربى أو المؤدب ويغرسه فى نفسه من فكر متطرف ومتشدد.

وطالب الشيخ عبد الناصر بليح القيادى النقابى ومفتش بالأوقاف، بقيام مؤسسات الدولة المعنية بدورها فى مواجهة فوضى الدروس الخصوصية من قبل غير المتخصصين بالمنازل لتحفيظ القرآن من خلال الضبطية القضائية ومساعدة الشرطة فى ضبط المخالف وإيجاد بديل كفء معتدل متخصص معلوم للجميع يعمل من خلال المؤسسات الدينية المتخصصة والعمل فى النور لضمان حسن تربية النشء.

من جانبه قال الدكتور فرج الله الشاذلى أمين عام نقابة قراء ومحفظى القرآن الكريم وعضو لجنة اعتماد القراء بالإذاعة والتلفزيون الرسمى، إن نقابة قراء ومحفظى القرآن هى الجهة المعنية بتحديد من له الحق فى ممارسة مهنة محفظ القرآن حيث تختبر أعضاءها فى القرآن والقراءات والصوت والقدرات الخاصة بذلك.

وأضاف أن النقابة تشترط فى أعضائها أن يكونوا من خريجى جامعة الأزهر أو معاهد القراءات التابعة للأزهر الشريف وأن يكون حسن السير والسلوك من صحيفة الحالة الجنائية بحيث لا يكون محكوما عليه فى قضية جنائية.

وأشار الدكتور فرج الله الشاذلى إلى أن النقابة بحاجة إلى ضبطية قضائية لمحاسبة من يمارس المهنة بدون تأهيل أو اعتماد من جهة رسمية وهى نقابة القراء، مضيفا أن جهة التأهيل الوحيدة فى هذا الصدد هى الأزهر الشريف.










مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة