يستعد صناع السيجار الكوبى لعودة منتجهم الثمين إلى أرض الأحلام الأمريكية، الأمر الذى لم يكن ليصبح ممكنا لولا الخطوة التاريخية التى قام بها القادة السياسيون قبل أشهر بعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد قطيعة دامت ما يقرب من خمسين عاما.
وسلطت شبكة "بلومبرج" الأمريكية الضوء على مساعى ملك السيجار الكوبى لغزو الأسواق الأمريكية، وقالت إنه فى غرب هافانا، العاصمة الكوبية، وعلى الطريق الوعر وراء بوابة صدئة، يكمن السر المتواضع لسحر السيجار الكوبى، فهذا هو فينكال إلبينار روبانيا، حيث يزرع سليل أكبر عائلة تبغ فى كوبا الأوراق الثمينة للغاية التى عرض مجموعة من المليونيرات الصينيين من قبل 800 دولار مقابل القطعة الواحدة لكل منهم.
وتابع التقرير، أن تلك هى أوقات الأمل فى أرض السيجار الكوبى، ومع عودة العلاقات بين الولايات المتحدة والجزيرة، فإن تلك الصناعة تتطلع بحزن إلى الشمال، إلى سوق السيجار الأمريكى الذى يقدر بـ13 مليار دولار، وفى يناير الماضى، كان هيروشى روباينا، ابن كوبا الاشتراكية فى جولة فى مدينة نيويورك، عاصمة الرأسمالية العالمية، وكان هناك من أجل الثناء على خط جديد من السيجار المستوحى من كوبا المصنوع من التبغ القادم من نيكارجوا.
وكان من الممكن أن يكون هناك تواجد للسيجار الكوبى لولا الحظر الذى فرضه الرئيس الأمريكى الأسبق جون كيندى على كوبا عام 1962، بعدما قام بتخزين 1200 قطعة من سيجارة المفضل "أبامان بيتيت كورنواس"، إلا أن ذوبان الجليد فى العلاقات بين البلدين مؤخرا سمح لسليل عائلة روبينا بالحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة لمدة خمس سنوات ليصبح فجأة سفيرا عالميا للسيجار الكوبى، ويرى رجل الأعمال الشاب إن وجوده يمثل ترويجا لطيفا، مضيفا أنه سيساعد فى وضع مكانة جيدة لسيجارة عندما ينتهى الحظر.
ويشرف على صناعة السيجار شركة التبغ الكوبى المملوكة للدولة والتى تم تأسيسها بعدما أمم فيدل كاسترو تقريبا كل جوانب الحياة الاقتصادية، وهناك شركة "هابانوس إس إيه" وهى مشروع مشترك بين الحكومة وشركة أتلتادياس الإسبانية، إحدى الشركات التابعة لمجموعة إمبريال توباكو البريطانية، والتى تتحكم فى التوزيع فى جميع أنحاء العالم.
ويعتقد البعض أنه لن يكون هناك تحولا كبير فى سوق السيجار الكوبى فى الولايات المتحدة.. لكن برغم ذلك، لا تزال التوقعات مرتفعة، ففى مهرجان للسيجار هافانا هذا الأسبوع، قال جورج لويس فيرنانديز مايك، النائب التجارى لرئيس شركة هابانوس للسيجار، للصحفيين إن كوبا يمكن أن تستحوذ على ما يقرب من 30% من السوق الأمريكى للسيجار المتميز، وقد حققت هابانوس مبيعات 439 مليون دولار فى 150 دولة العام الماضى.
وأشارت بلومبرج إلى أن السيجار إلى جانب بعض البضائع الأخرى يمكن أن تساعد فى رفع التجارة السنوية بين واشنطن وهافانا إلى 12 مليار دولار وفقا لدراسة اقتصادية أجريت فى الولايات المتحدة، وقد تم تخفيف الحظر التام على السيجار الكوبى فى أمريكا بالفعل، ويستطيع الزائرون الأمريكيون أن يعودوا إلى بلادهم بما يقدر بمائة دولار من السيجار لاستهلاكهم الشخصى.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة شيكاغو تريبيون الأمريكية، إن صناع السيجار الكوبى سعداء بالقواعد الأمريكية الجديدة التى تم إعلانها فى ديسمبر الماضى كجزء من الانفراج الجزئى فى العلاقات، مما يتيح لمزيد من الأمريكيين السفر إلى الجزيرة وإحضار كميات صغيرة من السيجار لأول مرة منذ عقود.
ووفقا للقواعد الجديدة، يسمح للمسافرين الأمريكيين بإحضار منتجات التبغ والكحول التى لا تتجاوز مائة دولار معهم بعد عودتهم، ويستطيع هؤلاء الزائرون تدخين ما يريدون من السيجار طالما كانوا فى كوبا.
السيجار الكوبى يستعد لغزو الولايات المتحدة بعد رفع الحظر.. سليل أكبر عائلة صانعة للسيجار يحصل على تأشيرة دخول أمريكا لـ5 سنوات.. وتوقعات برفع التجارة السنوية بين واشنطن وهافانا إلى 12 مليار دولار
السبت، 28 فبراير 2015 11:34 ص
السيجار الكوبى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة