فشل مؤتمر الصلح بين وفدى قبيلتى "الرزيقات والمعاليا"، بشرق دارفور، المنعقد منذ منتصف فبراير الجارى، وذلك فى أعقاب تمسك كل قبيلة بأحقيتها ملكية الأرض المتنازع عليها.
ودعا النائب الأول للرئيس السودانى بكرى حسن صالح - الذى أشرف على مفاوضات الصلح بين القبيلتين المتنازعتين على مدى أسبوعين بمحلية مروى بالولاية الشمالية - إلى تحكيم صوت العقل، وتقديم تنازلات تفضى إلى التوصل لحل سلمى لكافة الخلافات التى تتسبب فى اندلاع شرارة الحروب التى تحصد أرواح الأبرياء وسفك دماء المدنين، مضيفا أن مؤتمر "مروي" يعد فرصة ذهبية لا يجوز تفويتها لطى ملف النزاع الدموى المتجدد بين طرفى الرزيقات والمعاليا.
وطالب صالح - خلال الجلسة الختامية لمؤتمر الصلح اليوم السبت - قبيلة المعاليا، التى أبدت تحفظا على بعض بنود الصلح، ورفضت التوقيع النهائى، إلى استكمال المصالحة والتوقيع على الاتفاق، معربا عن أمله أن تعيد النظر فى موقفها الراهن، كما أعرب-فى نفس الوقت- عن شكره لقبيلة الرزيقات، الذين قبلوا بالصلح ووافقوا على توقيع صلح دائم مع أخوانهم فى المعاليا.
وقال "إن الحكومة السودانية لم ولن تألوا جهدا فى إخماد نيران الفتنة بين القبيلتين"، مشيرا إلى أن القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عمر البشير، ظلت تتابع وتوجه وتتبنى المبادرات بما يحقن دماء القبيلتين ويحقق السلام والاستقرار.
وشدد على قدرة الدولة على بسط الأمن والسلام بناء على مسئوليتها تجاه شعبها ومكتسباته، فضلا عن قدرتها على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظ الأمن والاستقرار بالبلاد.
وكان الوفدان قد تقدما بورقتين تتضمنان رؤيتهما لحل النزاع حول ملكية الأرض وكيفية دفع الديات والتعويضات والأضرار الناجمة بسبب الاقتتال الدائر بينهما، وأودع الطرفان وثائق ومستندات بين يدى لجنة "الأجاويد" تعضد ملكية كل طرف وأحقيته فى الأرض.
ودعت قيادات الإدارة الأهلية بولاية شرق دارفور وفدى التفاوض إلى تجاوز حالة الجمود فى التى تخيم على أجواء مؤتمر الصلح والتمهيد لرتق النسيج الاجتماعى الذى تمزق بين مكونات الولاية الأثنية لفترات طويلة أدت إلى أن تعيش القبائل فى قطيعة مستديمة.
تجدر الإشارة، إلى أن مؤتمر الصلح بين قبيلتى "الرزيقات والمعاليا" قد استأنف فى 15 فبراير الجارى بمدينة "مروي" بالولاية الشمالية برعاية خاصة من النائب الأول للرئيس السودانى بكرى حسن صالح، بعد أن فشل مؤتمر الصلح بين الطرفين الذى انعقد فى شهر أغسطس من العام الماضى، كان مقررا بمدينة الفولة عاصمة غرب كردفان.
واندلعت معارك ضارية بين الرزيقات والمعاليا خلال يوليو من العام الماضى فى استمرار لسلسلة حروب منذ أكثر من أربعة عقود بسبب النزاع حول ملكية الأرض، وحصدت الاشتباكات التى دارت بين الطرفين فى آخر صراع لهما خلال يوليو من العام الماضى أكثر من 600 قتيل وجريح، كما تسببت الحرب بفرار أكثر من 55 ألف من المدنيين اغلبهم من النساء الأطفال من منطقة "أم راكوبة" إلى رئاسة محلية "عديلة" بعد حرق المنطقة بالكامل.
فشل مؤتمر للصلح بين قبيلتى الرزيقات والمعاليا بشرق دارفور
السبت، 28 فبراير 2015 11:47 م
بكرى حسن صالح النائب الأول للرئيس السودانى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة