أكد الدكتور أحمد بن عمر الزيلعى، أن الآثار فى السعودية لم تكتشف إلا قريبًا مقارنة بباقى الأقطار العربية، مؤكدًا أن هناك آثارا تم اكتشافها فى المملكة تعود إلى العصور الحجرية، وهناك آثار للعديد من الديانات الأخرى.
جاء ذلك فى الندوة التى أقامها جناح المملكة العربية السعودية "الاكتشافات الأثرية فى المملكة العربية السعودية"، والتى شارك فيها كل من الدكتور أحمد بن عمر الزيلعى، عضو مجلس الشورى، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، والدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب، أستاذ الآثار والمتاحف بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، وأدار الندوة الدكتور محمد حمزة إسماعيل أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية وعميد كلية الآثار بجامعة القاهرة.
وقال الدكتور سليمان الذييب، إن المملكة العربية السعودية ينتشر فيها عدد كبير من المواقع الأثرية التاريخية التى تدل على قدم وعراقة الحضارة فى الجزيرة العربية، والتى تروى أروع القصص عبر العصور التاريخية المختلفة، حيث تمتلك المملكة إرثًا حضاريًا عريقًا موغلاً فى القدم يمتد منذ العصور الحجرية القديمة مرورًا بالعصور التاريخية قبل الجاهلية والإسلامية، بالإضافة إلى التراث العريق للمناطق المزدهرة حضاريًا وعمرانيًا والمتمثلة فى القصور والحصون والقلاع والمنشآت العسكرية والدينية القديمة والصناعات اليدوية والمقتنيات الأثرية.
وأضاف الدكتور سليمان إلى أن علوم الآثار والتنقيب عنها تحتاج إلى دعم مادى كبير موضحا إلى أن الدعم المادى قد تقلص فى نهاية التسعينيات الأمر الذى عمل على ضعف عمليات الاكتشافات داخل المملكة، مؤكدا أن البعثات الأجنبية التى زارات المملكة وعملت بها وصل عددها إلى أكثر من 50 بعثة استطاعت أن تكتشف آثار تعود إلى العصور الحجرية والتى وصلت إلى 11 موقعًا، كما تم اكتشاف أكثر من 600 بحيرة مندثرة تعود إلى العصر الحجرى، وهو ما يؤكد أن المملكة تتمتع بآثار عريقة وكبيرة، وهذه الاكتشافات تدل على وجود حضارة وتاريخ وحالة اقتصادية متقدمة فى البلاد قديما.
وتطرق الذييب إلى أبرز المواقع الأثرية فى المملكة ومنها منطقة تبوك، والتى تقع شمال غربى المملكة العربية السعودية، وتقع عند التقاء سلاسل جبال الحجاز فضلا عن أن منطقة تبوك تعد من أهم المناطق الشمالية التى ارتبطت بعلاقات حضارية بالمناطق القديمة مثل بلاد الشام ومصر وبلاد الرافدين، وهى منطقة غنية بالآثار المتنوعة مثل النقوش والرسوم الصخرية والكتابات القديمة، كما تحوى عددا كبيرا من المواقع الأثرية والقلاع والقصور والأسوار والمعالم التاريخية لطريق الحج الشامى المصري؛ ومنها الآثار الباقية لمسار سكة حديد الحجاز والمحطة الرئيسية فى مدينة تبوك.
وأضاف الذييب أن الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية قد عثرت على آثار فرعونية فى الجزيرة العربية تعود للقرن الثانى عشر قبل الميلاد بالقرب من واحة تيماء التاريخية الشهيرة "شمال" التى تعد من أكبر المواقع الأثرية فى المملكة والجزيرة العربية، وتمثَل الاكتشاف فى نقش هيروغليفى على صخرة ثابتة بالقرب من واحة تيماء بمنطقة تبوك، ويحمل النقش توقيعا ملكيا "خرطوش مزدوج" للملك رمسيس الثالث أحد ملوك مصر الفرعونية الذى حكم مصر ما بين "1192- 1160 قبل الميلاد" فضلا عن اكتشاف حضارات إنسانية قديمة سكنت منطقة الحصمة فى منطقة جازان.
وأشار الذييب إلى حصن الأخدود أو القرية القديمة والتى توجد فى نجران (بقايا سور الأخدود وبعض القصور والنقوش التى تعود للقرن السابع قبل الميلاد), وهو من المواقع المهمة فى الجزيرة العربية، وقامت وكالة الآثار والمتاحف بالتنقيب فى الموقع منذ عام 1402 هجرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة