الشعور بالمعاناة يختلف من شخص لآخر، والكثير منا يرجع سبب المعاناة إلى ما تعرض له من أزمات وأحداث غير سارة، بينما المعاناة بشكل عام يرجع إلى ما نختاره من أفكار لا الحدث الخارجى فالمعاناة قائمة على اختياراتك أنت، إذا أدركت ذلك جيداً فمن السهل التخفيف من آلامك ومعاناتك كونك أدركت مفهوم المعاناة الصحيح بداخلك يقول فريدريش نيتشه: "أن نحيا هو أن نعانى.. أن نبقى على قيد الحياة هو أن نجد معنى ما فى المعاناة".
بالفعل نحن فى حاجة إلى المعاناة فربما يعلمنا ما نمر به أن نشعر بالآخر ونشفق عليه ونقدر حاله وقد نكتشف ذات أخرى تقدر معنى وجودها والحكمة من المعاناة فيما يعترضنا من ابتلاءات. تقول اليزابيث كوبلر روس: "إن العظماء الذين عرفناهم فى حياتنا هم أشخاص عرفوا الهزيمة، عرفوا المعاناة، عرفوا المصاعب، وعرفوا الخسارة، لكن فى نفس الوقت عرفوا الطريقة التى يتعاملون فيها مع كل ذلك".
لذلك من يخاف المعاناة تجده بالفعل تسيطر عليه مخاوف كثيرة وقاتلة تجعله يعانى بسبب ما يؤمن به ويعتقده من أفكار وأحزان وهذا كفيل بأن يدمر خلايا الأمل بداخله مما يجعل حاله يسوء كون المعاناة فى ذاته وليست فى الحدث الخارجى.
يقول ماركوس أوريليوس: "إذا أثبت أحدهم أننى مخطئ واستطاع أن يرينى خطأى فى أى فكرة أو تصرف فسوف أغير من نفسى بكل سرور.. أنا أبحث عن الحقيقة والحقيقة لم تضر بأى أحد قط إنما الضرر الحقيقى ففى المعاناة والإصرار على الجهل وخداع الذات".
من المعاناة كان الناجحون والمفكرون والمخترعون والعلماء والمبدعون..، كانت أرواحهم تدرك جيدا عظمة ما اعترضهم من صدمات وأحداث مؤلمة لكنهم لم يقفوا مكتوفى الأيدى وإنما جعلوا من معاناتهم جسر يعبرون عليه إلى نجاحات أضاءت وجه الكون.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة