دولة المغرب العربى تحولت إلى قبلة للسينمائيين.. وبعض معامل استوديو مدينة السينما تسكنها "الفئران".. معدل إنتاج دولة نيجريا ألف فيلم فى العام الواحد.. والإنتاج المصرى لا يتخطى الـ 40 فيلما.. "يا عينى يا مصر"
يبدو أن مؤسسة الرئاسة وحكومة المهندس إبراهيم محلب قد أدركتا أخيرا، أهمية الفن والسينما كصناعة أمن قومى، حيث قالت مصادر فى الرئاسة إنه تم إعداد مشروع قومى للنهوض بصناعة السينما فى مصر، ووجهت الدعوة لعدد من العاملين فى المجال السينمائى لحضور اجتماع بالرئاسة تحت رعاية السفيرة فايزة أبو النجا مستشارة الأمن القومى، والدكتور جابر عصفور وزير الثقافة، لوضع آليات هذا المشروع ومحاور تنفيذه.
ومن المفترض أن الاجتماع الذى يعقد غد الخميس، يحضره عدد من المنتجين والموزعين والكتاب والمخرجين والنقاد وممثلين عن الثقافة وكافة المسئولين عن صناعة السينما فى مصر، وكعادة الاجتماعات الكبرى فى مصر تجد أن كل شىء يتم فى آخر لحظة، حيث إن هناك عددًا من السينمائيين لم يصلهم خبر الاجتماع إلا مساء أمس أى قبل الاجتماع بـ48 ساعة، وهناك منتجون عاملون فى الصناعة لا يعلمون شيئا عن هذا الأمر، وأعتقد أن قائمة الحضور لا تختلف كثيرا عن ما ضمته من شخصيات وأسماء فى القوائم السابقة والتى تخضع بشكل أو بآخر لنظرية أهل الثقة، والمقربون أو القائمة القديمة الموجودة فى أدراج وزارة الثقافة، وبغض النظر عن القائمة، كل ما نرجوه ألا يكون اجتماع "فض مجالس" تقال فيه الخطب العصماء والكلمات الرنانة ويكتفى الجميع بهذا القدر من التشجيع والتقاط الصور التذكارية، التى يضعها كلُ فى ألبوم ذكرياته.
مشاكل صناعة السينما واضحة للجميع ومعروف آليات النهوض بها، ولا أعرف إذا كانت السفيرة الدكتورة فايزة أبو النجا تدرك حجم المأساة الحقيقية لصناعة السينما، حيث يبدو من كلامها وتصريحاتها الصحفية أنها تركز فقط فى نوعية المنتج السينمائى، وأن هناك سينما خادشة وتضم الكثير من الألفاظ الخارجة وهى لا تريد هذه النوعية؟، وللأسف هناك من سيصفقون لهذا الكلام، ولكن الدكتورة ومسئولة الأمن القومى والتى أدركت مؤخرا هى ومن حولها أهمية القوى الناعمة، وأن السينما صناعة أمن قومى، ولكن هل تدرك سيادتها شيئا عن البنية الأساسية فى الصناعة؟ هل أخبرها أحد عن حال استوديو مصر أقدم استوديو فى مصر، والذى أسسه الاقتصادى الكبير طلعت باشا حرب؟، وهل تدرك شيئًا عن حال مدينة السينما والمعامل التى صارت مرتعا للفئران؟؟ هل سألت أحد عن مشروع الأرشيف القومى للسينما، والذى عقدت له مئات المؤتمرات والتقطت لحجر أساسه عددًا من الصور على مدار سنوات شهدت ضياع مئات الأفلام من تراث السينما المصرية، وتم إهدار الكثير، والقائمون على الصناعة وعلى وزارة الثقافة يملأون الدنيا صخبا بضرورة الحفاظ على التراث؟؟، وهل تدرك سفيرة الأمن القومى أن عدد السينمات والشاشات فى مصر يتراجع عاما بعد الآخر، وأن مصر التى يقترب تعدادها السكانى من 100 مليون لا تملك سوى 250 شاشة عرض، وأن سينما فاتن حمامة أغلقت أبوابها منذ 3 أيام ومطروحة للبيع، وأن هناك عددًا آخر من الشاشات فى طريقها للبيع؟؟ هل تدرك جيدا تفاصيل ملف تصوير الأفلام الأجنبية فى مصر والمآسى التى تحدث، وآخرها "الُجبن" فى مواجهة الموقف من قبل قيادات وزارة الثقافة، الذى صاحب تصوير فيلم" الخروج ملوك وآلهة"، وهل تعرف كيف تحولت دولة المغرب العربى إلى قبلة للسينمائيين من كل أنحاء العالم، وهو ما أصبح مصدرا كبيرا للدخل القومى فى المغرب، هل تدرك أن دولة مثل نيجريا تنتج ألف فيلم فى العام فى حين أن الإنتاج السينمائى المصرى لم يعد يتخطى الـ 40 فيلما.
ولا أعرف إذا كانت دولة الرئيس السيسى، تملك رغبة حقيقية فى إنقاذ صناعة السينما والعمل على عودتها إلى سابق عصرها الذهبى فى الستينيات، أم أنه مجرد استغلال وقتى نظرا للظرف السياسى والرغبة فى محاربة التطرف الذى يجعل المنطقة العربية على شفا الانفجار؟ هل يعملون لليوم فقط، وينظرون تحت أقدامهم، أم إلى المستقبل الطويل، حتى تستعيد الصناعة عافيتها وتظل راسخة.
علا الشافعى تكتب: قبل لقاء السينمائيين بفايزة أبوالنجا.. هل تدرك الدولة أهمية تأسيس صناعة سينما قوية تستمر وتعود لعصر عبد الناصر الذهبى.. وليس لهدف سياسى مؤقت.. وما مصير مشروع الأرشيف القومى للسينما؟
الأربعاء، 04 فبراير 2015 04:02 م
علا الشافعى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة