اتهم عدد من الدعاة ورجال الدين الإسلامى، تنظيم داعش الإرهابى باستخدام روايات مدسوسة وإسرائيليات لتبرير افعالهم فى حق الإسلام، وذلك بعدما استند التنظيم إلى فتوى فى واقعة حرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة، كما دعا عدد من رجال الدين مؤسسة الأزهر الشريف إلى مزيد من التوضيح بشأن موقفه حول فتوى عدم تكفير داعش.
ومن جانبه، وصف محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية، وقائع القتل عن طريق الحرق المنسوبة لبعض الصحابة والتابعين بأنها مجرد إسرائيليات واعتبرها مدسوسة، كما أشار إلى أن الاحتجاج بها نوع من التدليس، مشددا فى الوقت ذاته على أن ما ورد فى الأثر هو مجرد رأى فردى منقول عن بعض الصحابة والتابعين، ولا قيمة له فى حالة اصطدامه مع نصوص السنة النبوية والآيات القرآنية.
وقال الجندى "لم يثبت أن سيدنا أبو بكر حرق أى مكان فى حروب الردة، حيث لم يستخدم إلا القتل بالسيف والروايات التى تنسب له القتل بالحرق لم يتم إقرارها، وترديدها الآن مجرد تبرير للفعلة الشنيعة التى قامت بها داعش، ولا يوجد عليها دليل"، مشيرا إلى أن المقرر فى الفقه الإسلامى هو أنه لا يعذب بالنار إلا رب النار.
وأضاف الجندى "إذا فرضنا جدلا أن تصرفا فرديا قام به أحد الصحابة، وأن هذا التصرف نقل فى الأثر فإنه لا قيمة له إذا كان يتعارض مع النصوص الصريحة فى القرآن والسنة"، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن هناك روايات مدسوسة فى كتب التاريخ الإسلامى تسمى بالإسرائيليات.
فيما، قال الداعية الإسلامى، الحبيب على الجفرى، "تحدث بعض من تصور تناول الأحكام الشرعية بغير علم عن جريمة حرق خوارج العصر للطيار الأردنى رحمه الله، فزعم أن سيدنا الصدّيق رضى الله عنه، قد أحرق "الفجاءة السلمى" حياً.
وأضاف الحبيب على الجفرى، "المشكلة هنا تكمن فى اجتراء بعض إخوتنا من المثقفين على تناول المواضيع الدينية بغير علم ولا رجوع إلى أهل العلم للتأكد من معلوماتهم التى ينقلونها عن الكتب بغير تخصص".
وتابع: "رواية إحراق سيدنا أبى بكر الصديق، لـ"الفجاءة"، رواية باطلة مدار سندها على "علوان بن دَاوُدَ البجلي" وهو رجل مطعون فى روايته، متسائلا:ً "فكيف ينقل رواية عن لص ويهرول بها إلى اتهام سيدنا أبى بكر الصديق رضى الله عنه بحرق رجلٍ حيّا قبل أن يسأل أهل الاختصاص عن صحة الرواية؟".
واستطرد "مثلها اتهام سيدنا خالد بن الوليد بحرق رأس خالد بن نويرة فهى رواية باطلة فى سندها "محمد بْنُ حميد الرازي" وهو كذاب قال عنه الإمام ابنُ حِبَّان: "كان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات. قال أبو زرعة ومحمد بن مسلم بن وَارَة: صَحَّ عندنا أنه يكذب"، وهى روايات يُروّج لها بعض الشيعة فى معرض التشنيع على الصحابة الكرام رضى الله عنهم".
وأضاف: "فى هذا درس لمن يهرولون إلى اتهام السابقين دون تحقيق علمي، ودرس لمن يسارعون إلى تصديقهم ونقل كلامهم دون تثبّت أو سؤال لأهل العلم والله المستعان".
بدوره، قال الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن حرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة جريمة شنعاء، لم تراع حرمة المسلم ولا حرمة التعذيب بالنار، فهى جرائم متعددة بعضها فوق بعض، حيث قال النبى - صلى الله عليه وسلم-: "لا يعذب بالنار إلا رب النار".. كما صح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه "نهى عن المثلة فى الكفار"، وهذا فى الكفار الحربيين، فكيف بالمسلمين؟".
وتابع ياسر برهامى فى بيان على الموقع الرسمى للدعوة السلفية: "نستنكر هذا الحادث الشنيع أشد الاستنكار، ونسأل الله تعالى أن يكف شر هؤلاء عن الإسلام والمسلمين بل وعن العالم كله".
وأضاف ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية "أرى تشويه صورة الإسلام أمر متعمد وليس تطبيقا لفتوى شيخ الإسلام ابن تيمية، بل شيخ الإسلام برىء من هذا".
وفى السياق ذاته، قال أحمد البهى، منسق حرق ائمة بلا قيود، أن كل وقائع الحرق المنسوبة للصحابة غير صحيحة ماعدا واقعة حرق سيدنا على، للزنادقة، وهذه الواقعة قال عنها سيدنا عبد الله بن عباس، أن سيدنا "على" أخطأ فيها، وبالتالى فانه لا يجوز الاستدلال عليها، مشيراً إلى أن باقى الوقائع لم تثبت مثل واقعة القتل بالحرق التى قام بها سيدنا بها أبو بكر، نظرا لان هناك طعن فى الرواة الذين نقلت هذه الرواية عنهم.
وأضاف منسق حرق ائمة بلا قيود، "إذا افترضنا صحة هذه الروايات، فان هناك حديث ثابت عن الرسول، ينهى فيه عن التعذيب بالنار للحيوانات والحشرات التى تؤذى الانسان، متسائلاً: "فكيف يتم استعمال القتل بالحرق مع الانسان اذا كان منهيا عن استعماله مع الحشرات المؤذية؟".
وأشار "أحمد البهى"، إلى أن الازهر يحتاج أن يفسر للناس فتواه تجاه عدم تكفير داعش تفسيرا صحيحا، نظرا لأن الحكم الذى اصدره يرتبط ببعض الاحكام والشروط الخاصة بالإيمان، مضيفاً أن هذه الاحكام من الجانب الظاهرى مستوفاة لدى داعش والخلاف فى عملية استحلالهم للدماء، مؤكداً أن هذا امر يتعلق بالنوايا وبالتالى لا يجوز أن يصدر الأزهر عليهم حكم بالكفر فى أمر يتعلق بالنوايا.
وتابع "سيدنا على لم يكفر الخوارج رغم أنه قتل منهم الالوف ومع ذلك اقام عليهم الصلاة بعد مقتلهم وبالتالى فان الحكم الصحيح تجاه داعش أننا لا نكفرهم ولكن نوجب قتالهم مثلهم مثل كل القتلى والمجرمين الذين يجب قتالهم دون تكفيرهم".
رجال الدين الإسلامى يردون على فتاوى داعش.. محمد الشحات: الدواعش يستندون إلى إسرائيليات لتبرير أفعالهم الشنعاء.. أحمد البهى: حكمهم فى الإسلام القتل وليس التكفير.. الحبيب الجفرى: روايتهم منقولة عن لصوص
الخميس، 05 فبراير 2015 03:53 ص
داعش
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة