يصف أطباء الكبد مرض الكبد الدهنى باعتباره أحد أهم مسببات أمراض الكبد، ويعتبرونه الوباء القادم بعد التخلص من فيروس سى، وينتشر الكبد الدهنى على مستوى العالم ويأتى نتيجة ترسيب الدهون فى خلايا الكبد وهو يعمل على تسهيل مرور فيروس سى داخل الخلية الكبدية، ومن ثم قد يفقد قدرة الكبد على الاستجابة للكثير من علاجات فيروس سى، وهذا ما يدعو أطباء الكبد للمطالبة بخفض وزن المريض قبل تناول علاجات فيروس"سى".
وأوضحوا أن البعض قد لا يدركون خطورة الإصابة بالكبد الدهنى، حيث قد يؤدى إلى تليف بالكبد ثم إلى سرطان الكبد.
تقول الدكتورة رغدة مرزبان أستاذ مساعد الأمراض المعدية والجهاز الهضمى بطب قصر العينى، إن الكبد الدهنى فى انتشار مستمر على مستوى العالم، وعرف عام 1980 وهو فى زيادة، ويعد من أعلى مسببات أمراض الكبد فى العالم.
وقالت يرجع أسباب الكبد الدهنى إلى الإصابة بمرض السكر والسمنة وارتفاع دهون الدم والمتلازمة الأيضية، والتى يضم فيها كل هذه الأمراض مجتمعة، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم، موضحة أن مصر تعتبر من أعلى معدلات الإصابة بمرض السمنة والسكر لذلك فهو منتشر جدا فى مصر بين البالغين وصغار السن والأطفال، نظرا لانتشار العادات الغذائية الغربية غير الصحية والوجبات السريعة عالية الدهون قليلة الألياف والخضراوات، وعدم ممارسة الرياضة.
وأكدت "رغدة" أن هناك دراسات كثيرة لاختبارات أكثر دقة لمنع تطور هذا المرض، حيث إنه قد يصل إلى حالات متقدمة ويؤدى إلى الإصابة بالالتهاب الكبدى وتليف الكبد حتى يمكن أن يسبب سرطان الكبد، وتم استعراض دراسات مختلفة، حيث إن هناك دراسات فى مصر للكشف عنه وعن انتشاره، ويمكن الكشف عنه بالموجات فوق الصوتية "السونار"، والذى يحدث أيضًا نتيجة وجود خلل جينى والذى يؤدى إلى ترسيب دهون الكبد داخل الخلية الكبدية.
وأشارت "رغدة" إلى أن هناك دراسة مصرية أجريت، أظهرت أن هناك نسبة من فيروس "سى" الخفى بين مرضى تدهن الكبد، موضحة أن الفيروس يحتاج إلى وسط دهنى يساعد فى مرور الفيروس إلى خلايا الكبد وتكاثره داخل الخلية الكبدية، فهناك علاقة وثيقة بين الفيروسات الكبدية وتدهن الكبد، وأن علاج تدهن الكبد يساعد فى علاج الفيروس حيث إنه إذا ظهرت عينة الكبد أن نسبة الدهون عالية فلا يستجيب المريض لبعض علاجات فيروس سى، ويعتبر عائق للاستجابة للعلاجات الخاصة بالفيروس.
ومن جانبه، أوضح الدكتور هانى خطاب أستاذ الباثولوجيا بطب قصر العينى، أنه يبدأ ترسيب دهون الكبد نتيجة زيادة فى الدهون فى الطعام فى مرضى السكر أو زيادة تكوين الدهنيات فى الكبد لأسباب وراثية أو جينية عندما تترسب الدهون بالكبد، حيث يكون الكبد أكثر عرضة للتأثر باختلال إفراز الطاقة وما يصاحبها من خروج مواد مؤكسدة تؤدى إلى حدوث الالتهاب الكبدى وما يصاحبه من حدوث تليف تدريجى بالكبد قد يسبب سرطان الكبد لذلك يجب الاهتمام بنوعية الغذاء، وتقليل المواد الدهنية وكذلك الاهتمام بعلاج مرض السكر والمحافظة على نسبة السكر والأنسولين فى الجسم.
وأشار "خطاب" إلى أن الإحصائيات المصرية تؤكد أن نسبة المصابين بالكبد الدهنى فى مصر قد تصل من 30 : 40 % من المصريين، ويتطور هذا المرض معهم إلى حدوث التهاب الكبد الدهنى فى حوالى 30% منهم، ثم حدوث التليف الكبدى فى حوالى 20% منهم ثم سرطان الكبد فى حوالى 20 % من مرضى التليف الكبدى الناتج عن الكبد الدهنى.
وقال الدكتور هانى خطاب، إنه بالنسبة لعلاقة فيروس "سى" بالكبد الدهنى فمن المعروف ومن خلال النتائج الباثولوجية لعينات الكبد فى مرضى فيروس "سى" أن أكثر من 30% منهم سواء من الرجال أو النساء مصابون بنسب متفاوتة من الترسيب الدهنى بالكبد، مما يساعد فى زيادة ترسيب الدهون بالكبد، ويسبب زيادة نسبة الإصابة بالالتهاب الدهنى وما يعقبه من تليف كبدى وسرطان الكبد فى المراحل المتقدمة، وخاصة فى النوع الجينى الرابع الموجود فى مصر.
وفى نفس السياق، أكدت الدكتورة إيمان مدحت أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب قصر العينى، أن الكبد الدهنى ينتشر فى جميع أنحاء العالم وهناك علاقة بين الكبد الدهنى وفيروس "سى" وخاصة النوع الجينى الرابع لفيروس "سى" ويستخدمه الفيروس لدخوله داخل الخلية، حيث يساعده فى الدخول، لذلك لابد من علاج الدهون حتى يستجيب المريض للعلاج.
وقالت إن تشخيص الكبد الدهنى يعتمد على ملاحظة الطبيب من زيادة الوزن ومن تاريخه المرضى سيتم اكتشاف أنه يعانى من السكر، وبالتالى هناك علاقة بين زيادة الدهون والإصابة بمرض السكر، وقد يعانى المريض من تضخم بالكبد وقد يعانى من التليف الكبدى أيضا.
وأوضحت "إيمان" أن الكبد الدهنى المتليف يعانى المريض فيه من تضخم فى الكبد فالتشخيص بالكشف على المريض بالموجات الصوتية يستطيع أن نعرف من خلاله أنه ناتج من الكبد الدهنى.
وأشارت إلى أن هناك نوعين من الأجهزة الأول هو جهاز "الارفى" ويمكننا من خلاله أن نحدد نسبة التليف، والثانى "الكاب" الذى نستطيع أن نكتشف نسبة الدهون فى الخلية الكبدية وبعض أنواع الأشعات مثل الأشعة المقطعية ليست أفضل من الأشعة فوق الصوتية.
وعن العلاج، أشارت "إيمان" إلى أنه ينقسم إلى قسمين قسم دوائى وقسم غير دوائى القسم غير الدوائى يعتمد على تغيير نمط الحياة بتناول الوجبات قليلة الدهون، وعدم تناول الوجبات السريعة والبيبسى كل هذا يتحول إلى دهون وأحماض دهنية والإكثار من الفاكهة وممارسة الرياضة على الأقل 30 دقيقة من 3 : 5 مرات فى الأسبوع بحيث يخفض وزنة من نصف إلى 1 كليو جرام فى الأسبوع ولا يقوم بخفض وزنة سريعا ويتناول وجبات خفيفة وقليلة أكثر من 5 مرات فى اليوم ولكن ان تكون وجبات صغيرة.
وتابعت "إيمان" وقد يحتاج المريض إلى جراحة إذا كان يعانى من سمنة مفرطة ولا ينصح بإجرائها إذا كان يعانى من تليف بالكبد ودهون.
أما العلاج الدوائى، قالت "فنقوم بعمل أدوية تنقص الوزن مثل " الاورلى ستات"، والذى يخفض كمية الدهون داخل الكبد ويحسن إنزيمات الكبد وقد يكون له آثار جانبية طفيفة مثل حدوث انتفاخ أو إسهال، أو دواء اسمه "انكريتن " يقلل الوزن لأنة يبطئ تفريغ المعدة ويزيد من إفراز إنزيم هضم الدهون ويضبط الكلوكوز والأدوية المخفضة لدهون الدم وهى اوميجا 3 بلس وبربيوكول ومضادات الأكسدة المحافظة على الخلايا والمضادة للأكسدة والمسماة بمدعمات الكبد مثل السلمارين".
دهون الكبد وسيلة فيروس "سى" لاختراق الخلية الكبدية.. 40% من المصريين مصابون بالكبد الدهنى.. يسبب تليف وسرطان الكبد.. والسمنة والسكر أهم عوامل الإصابة.. والعلاج بممارسة الرياضة وتغيير العادات الغذائية
الجمعة، 06 فبراير 2015 04:30 م
كرش – أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة