العلماء يبتكرون جهازًا للتعرف وراثيًا على أنواع المأكولات البحرية

ابتكر عالمان من فلوريدا جهازًا يقولون "إن بإمكانه التحقق وراثيًا مما إذا كانت الأسماك المستوردة المخصصة للاستهلاك المنزلى هى من نوع الهامور (القشر) الباهظ الثمن أو هى أقل جودة، وذلك فى أعقاب عمليات محتملة لطرح أسماك القرموط (السلور) الآسيوية الضارة بالمتاجر فى صورة شرائح والتى تلقى إقبالًا من الجمهور".

وقال جون بول المدير التنفيذى لشركة (بيورمولكيولار) المحدودة وهو أيضًا عالم فى الأحياء البحرية بجامعة ساوث فلوريدا، إن شركته ومقرها تامبا تأمل فى أن تطرح بالأسواق فى أوائل الصيف القادم هذا الجهاز الذى يماثل فى حجمه قبضة اليد بسعر 2000 دولار للقطعة الواحدة.

وكان تجار تجزئة -ممن يحاولون التربح من خلال بيع مأكولات بحرية مستوردة زهيدة القيمة والثمن على أنها أنواع فاخرة- تعرضوا لانتقادات متزايدة من قطاع المستهلكين ومن نشطاء حماية البيئة ومن باعة المأكولات البحرية أيضا إذ يرون أنه من الظلم أن يتكبد المشترى أموالا باهظة مقابل أنواع متواضعة القيمة من الأسماك.

وتشير تقديرات إلى أن نحو ثلث كميات الأسماك التى تستهلك فى الولايات المتحدة يمكن أن تكون أنواعا رخيصة لكنها تباع على أنها من الأصناف الفاخرة.

والجهاز الجديد -الذى أطلق عليه اسم كوادباير- لا يحمل حاليًا سوى خاصية التعرف الجينى على الحمض النووى الخاص بسمك الهامور، لكن سيجرى تباعًا طرح أجهزة أخرى لتحديد هوية الأنواع الأخرى.

وقال بول إن هذه التقنية الجديدة تظهر النتيجة فى خلال 45 دقيقة فيما قال جيرالد اولت أستاذ الأحياء البحرية بكلية روزنستيل لعلوم البحار والغلاف الجوى بجامعة ميامى إن العلماء يعولون بدرجة كبيرة على المعلومات الوراثية للتعرف على أنواع الأسماك وتصنيفها.

وقال بول "من الوجهة الوراثية.. يجرى تحليل 0.02 فى المئة فقط من كميات الأسماك المستوردة".. وأضاف أن إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية تعكف حاليًا على اختبار الجهاز، وهو الأمر الذى يستغرق أسبوعًا قبل ظهور النتائج.

وقالت جماعة (أوشنا) المعنية بالحفاظ على المحيطات فى دراسة نشرت عام 2013 إن 33 فى المئة من المأكولات البحرية التى جرى اختبارها فى 21 منطقة بالمدن الأمريكية الكبرى تحمل أسماء غير حقيقية لا تتطابق مع السلعة المباعة. وأضافت الجماعة أن "44 فى المئة من جميع متاجر البقالة والمطاعم وأماكن بيع السوشى التى شملتها الدراسة تبيع مأكولات بحرية مغشوشة".

وقال بول إنه فى النهاية فإن المستهلكين ورواد المطاعم هم الأكثر تأثرا بالأمر.. وأضاف "قال لى أحد أصحاب المطاعم إنه يبيع نوعا فاخرا من سمك الهامور بسعر 19 دولارا لكنه ليس بوسعه أن ينافس بائعا آخر.. يبيع شطيرة الهامور بسعر خمسة دولارات وهو ليس من سمك الهامور أصلا".