"الكل خانوك يا ريتشارد".. "الجنزورى" أنجح تجربة لتشكيل قائمة موحدة للنواب.. تواصل مع الجميع وخلافاتهم أبعدتهم عنه ثم عادوا لتنفيذ فكرته ونسب الفضل لأنفسهم.. وقيادات أنكروا جميله ولم يوجهوا له كلمة شكر

الجمعة، 06 فبراير 2015 02:11 ص
"الكل خانوك يا ريتشارد".. "الجنزورى" أنجح تجربة لتشكيل قائمة موحدة للنواب.. تواصل مع الجميع وخلافاتهم أبعدتهم عنه ثم عادوا لتنفيذ فكرته ونسب الفضل لأنفسهم.. وقيادات أنكروا جميله ولم يوجهوا له كلمة شكر الجنزورى
تحليل يكتبه محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن اللجوء لحفظ حقوق الملكية، لا يجب أن يقتصر على براءة الاختراعات والمؤلفات العلمية والفكرية، بل يمتد إلى العمل السياسى الذى لا يخلو من التربيطات وتغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة، وإن صح استخدام التعبير الدارج النزول بـ"البارشوت" لتطبيق أفكاره المنافسين من الساسة لنسب الفضل للشخص دون التفكير فى العمل المجرد من أى سعى وراء تحقيق شهرة خاصة، أو حتى الإشارة بالشكر والامتنان لصاحب الطرح من البداية.

وهنا تأخذنا هذه السطور، إلى فكرة القائمة الوطنية الموحدة، للانتخابات البرلمانية المقبلة، التى جاءت دعوة الدكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء الأسبق، أنجح تجاربها على مدار الـ7 أشهر الماضية، بعدما تمكن من تجميع وتوحيد صف المئات بل الآلاف من الشخصيات العامة والحزبية للالتفاف حول قائمة واحدة تعبر بمصر بر الأمان خلال انتخابات مجلس النواب المقبل، وذلك رغم أن آخرين قد سبقوه فى تلك الدعوة، إلا أنهم فشلوا فى الاستمرار وتحقيق النتائج المرجوة.

الدكتور كمال الجنزورى، عمل فى دأب وصمت خلال 7 أشهر فى محاولات مضنية منه لتوحيد القوى والأحزاب المدنية وإعداد قائمة وطنية موحدة من خلالهم لمواجهة أصحاب رؤوس الأموال الفاسدة، والمتاجرين بالدين فى الانتخابات البرلمانية، وقضى رئيس الوزراء الأسبق، تلك المدة فى مقابلات مستمرة مع رؤساء الأحزاب والشخصيات العامة لإقناعهم بضرورة تنحية المصالح الحزبية الضيقة والالتفاف حول مصلحة الوطن التى طالما أعلنوها فى شعاراتهم ومؤتمراتهم، إلا أن المكاسب الشخصية للأحزاب أعمت بصيرتهم عن تغليب الصالح العام، ودفعتهم لعدم الاستماع لنصائح الرجل الذى أراد الاستعانة بهم لإنقاذ سفينة البرلمان، دون أدنى رغبه منه فى تحقيق مكسب أو مصلحة خاصة به.

"الكل خانوك يا ريتشارد"، هذه هى الجملة الأنسب للتعبير عن موقف رئيس الوزراء الأسبق، فرغم تأكيده مراراً وتكراراً أنه لا يسعى لتحقيق مصلحة خاصة من القائمة الوطنية الموحدة، وأنه لن يترشح لعضوية مجلس النواب المقبل، وأنه فقط حريص على تشكيل قائمة تستطيع تنفيذ طموحات الشعب وتعبر عنه أسفل قبة البرلمان، كما أنه كان يرفض رفضاً تاماً استغلال الأمر لتحقيق "الشو الإعلامى"، كما يعمل غيره كثيرون من الساسة، إلا أن الجميع ابتعد عنه داعياً لنفس فكرته وهى إعداد قائمة موحدة، لنجد دعوت لتحالف الوفد المصرى، لتشكيل قائمة موحدة، وأخرى برئاسة الدكتور عبد الجليل مصطفى، تسمى قائمة "صحوة مصر"، وغيرها الكثير من القوائم، التى لم تحقق اسمها وهى "القائمة الموحدة"، بل زادت من فرقة وتشتت الأحزاب وأدت إلى تعدد القوائم الضعيفة فى المشهد الانتخابى.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أن مشروع الدكتور الجنزورى، عندما خرج للنور بإعلان شخصيات عامة كانت على اتصال دائم بـ"الجنزورى"، وتعمل تحت إشرافه لتدشين قائمة موحدة، عن قائمة وطنية جديدة هى قائمة "فى حب مصر" لخوض معركة الانتخابات البرلمانية المقبلة، لم يتوجهوا للرجل بأضعف الإيمان وهى "كلمة شكر" على كل مجهوداته الوطنية التى حققت نتيجة أشبه بالمعجزة فى العمل السياسى بمصر، وهى توحيد صفوفهم على قلب رجل واحد وهدف واحد هو "مصر"، خاصة أن تلك القائمة ظهرت فجأة، وسط انتظار من المراقبين للمشهد السياسى للإعلان عن القائمة التى يُعدها الدكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء الأسبق.

وعلى الرغم من تغيب الدكتور كمال الجنزورى عن حضور مؤتمر الإعلان عن قائمة "فى حب مصر"، التى أكدت قياداتها أن قائمتهم ليس لها علاقة برئيس الوزراء الأسبق، من قريب أو بعيد، إلا أن وجوه الحاضرين تؤكد كذب تلك التصريحات، خاصة أن أغلب المنضمين للقائمة الوطنية الجديدة من الشخصيات العامة والقيادات الحزبية، أكدوا مراراً وتكراراً فى تصريحات إعلامية سابقة أنهم على تواصل مستمر بالدكتور الجنزورى، لخوض الانتخابات على قائمته الوطنية الموحدة، وكانوا وقتها دائمو الإثناء والشكر فى شخص الرجل على مجهوداته، وهو الأمر الذى اختفى فى ليلة وضحاها عقب وصولهم إلى مبتغاهم بتدشين القائمة، والانتهاء من تشكيل 70% من الهيكل التنظيمى للقائمة، وذلك حسب تصريحات قياداتها.

كان أبرز المشاركين فى مؤتمر الكشف عن القائمة المفاجئة، اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الإستراتيجى، والدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار السابق، وهبة هجرس، وعبد الهادى القصبى، وطارق الخولى، ولميس جابر، ومحمد بدران، رئيس حزب مستقبل وطن، والدكتورة آمنة نصير، ومحمود بدر، مؤسس حركة تمرد، والدكتور حازم عبد العظيم، عضو حزب المصريين الأحرار، والدكتور عماد جاد القيادى بحزب المصريين الأحرار، وكلها شخصيات ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالدكتور كمال الجنزورى، فى الأشهر الماضية خلال فترة عمله على إعداد القائمة الوطنية، وهو ما يثبت أن كل هؤلاء لم يعترفوا بـ"جميل" رئيس الوزراء الأسبق، فيما بذله من مجهود لتوحيد صفوفهم وتمكينهم من المنافسة بقوة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة أمام أصحاب رأس المال، والمتاجرين بالدين.

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل هناك شخصيات عامة عديدة أعلنت بشكل رسمى أنها ضمن اللجنة التى يشرف عليها الدكتور كمال الجنزورى، لإعداد القائمة الوطنية الموحدة، وعلى رأسهم أسامة هيكل، وزير الإعلام الأسبق، وهو الأمر الذى يؤكد أن الجميع تملص من الإشارة لفضل الدكتور كمال الجنزورى، فى إعداد القائمة حتى ولو بكلمة شكر، بل كان جزاءه على حسن عمله أن تبرأ الجميع منه مجهوداته ونسبوا الفضل لأنفسهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة