وفقا لدراسة حديثة صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فإن %9.2 فقط من مجمل الإنفاق الشهرى للأسر المتوسطة، يذهب لأغراض الترفيه والثقافة، مما يعنى أن الأسرة المكونة من 5 أفراد، ودخلها 2000 جنيه، تصرف ما يقل عن 200 جنيه، على أغراض الترفيه، من نزهات أسبوعية، والجرائد، والكتب، والمجلات، وبحسبة بسيطة، فإن كان رب الأسرة من هواة قراءة الجرائد اليومية، مما يعنى استقطاع 40 جنيه من المبلغ الشهرى المخصص للترفيه، يكون المبلغ المخصص لأغراض الترفيه لكل فرد من أفراد الأسرة الشهرى، 32 جنيها، بواقع 8 جنيهات أسبوعيا فقط، مما يؤكد أن المواطن المصرى متوسط الدخل تلزمه أماكن ترفيه مدعمة ومنخفضة التكلفة، تسمح له ولأطفاله بقضاء أوقات الفراغ، ومنها بالطبع الحدائق.
لكن ذلك غير متوفر على أرض الواقع، فـ«الدولة» المسؤولة عن توفير الخدمات الترفيهية للمواطنين، بأسعار مدعمة، تقوم بدورها من الناحية الشكلية فقط، فتذكرة أغلب الحدائق العامة، لا تتعدى الـ3 جنيهات للفرد، لكن الحقيقة العملية أثبتت غير ذلك، فأغلب الحدائق العامة يسيطر عليها مستأجرون، يفرضون على رواد تلك الحدائق دفع مصروفات إضافية داخل الحديقة، مقابل الجلوس على المقاعد البلاستيكية، التى يملكونها، بعد تشويه المقاعد الخشبية بالحديقة، أو إزالتها، أو تهالكها بسبب غياب الصيانة الدورية.
«اليوم السابع» تجولت فى 8 حدائق وأماكن للتنزه، فى محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، لتكشف عن عدم توفير خدمات مدعمة للرواد فى تلك الحدائق، وعدم ملاءمة عدد منها للعائلات، وتحول أغلبها لمناطق طاردة، لا تجذب الأطفال، والعائلات، ولا تحقق الأهداف التى أنشئت من أجلها، وكلفت ميزانية الدولة ملايين من أجل تقديم خدمات ترفيهية، لا يشعر بها أحد
كورنيش النيل.. أغان مبتذلة وبلطجة
لم تعد «التمشية» على النيل متاحة للبسطاء، فهى لا تكلف إلا ثمن «كوز الذرة»، والوردة الحمراء، التى تطاردك بها بائعة فقيرة، بلكنة قروية، كما كانت تعرض مشاهد أفلام الأبيض والأسود، التى كان يظهر فيها الأسرة المصرية، إلى جوار العشاق الشباب، الذين يتنزهون بالمجان، فى أكبر شرفة تطل عليها مصر، وهى النيل، قبل أن يتحول المشهد إلى ضجيج الأغانى المبتذلة، وفوضى المقاعد البلاستيكية، فى ظل سيطرة البلطجية على مساحات واسعة من كورنيش النيل، التى تبدأ من الزمالك، مرورا بوسط البلد، وحتى رملة بولاق، وكوبرى قصر النيل، مع ترديد العبارة الشهيرة «يا تشرب يا تمشى».
فى منطقة الكورنيش المواجهة لميدان عبدالمنعم رياض، تم خلع وتكسير، المقاعد الحجرية، التى خصصتها المحافظة لرواد الكورنيش، واستبدال مقاعد بلاستيكية بها، و«نصبة شاى»، ولا يقل سعر الكوب هناك عن 5 جنيهات، مع عدم مراعاة أى معايير للنظافة، حيث يعمد صاحبها إلى غسل الأكواب فى جردل من الماء المتسخ، لا يعرف آلية تغييرها.
ولا يقتصر الحال على ذلك، وإنما تحاصر الأغانى البذيئة الصاخبة، رواد تلك المنطقة من الكورنيش، والتى تنبعث من عشرات المراكب النيلية المتهالكة، بأسلوب لا يخلو من الفظاظة.
ولا يختلف الوضع بالنسبة لمنطقة رملة بولاق، وأسفل كوبرى أكتوبر، حيث حول البلطجية الكورنيش لمساحة شبه مغلقة، يفترشونها بالمقاعد البلاستيكية، وكل ما سبق يفسر ظواهر السرقة والخطف والتحرش التى تتكرر بشكل مستمر فى تلك المناطق، فى ظل عشوائية نصبات الشاى هناك، التى تزداد يوما بعد يوم.
القناطر.. حلم الغلابة المهجور
بدأ مشروع القناطر الخيرية مع حكم محمد على، وامتد العمل فيها لعهد الخديو إسماعيل، لتتحول لأحد المعالم السياحية على مستوى الجمهورية، يفد إليها المصريين من كل أنحاء الجمهورية للتمتع بحدائق ومتنزهات تصل إلى 500 فدان على النيل مباشرة.
على مدى سنوات، كانت القناطر قبلة مئات الأسر فى المناسبات للتنزه، إلا أنه وفى 2008 اختلف الوضع تماما، حيث قرر كل من وزارة الرى والمحافظة إيقاف تأجير قرية مرجانة «وهى القرية الرئيسية التى تعمل على خدمة الحديقة»، لتتحول القناطر منذ ذلك الوقت وحتى الآن إلى خرابة تملأ شاليهاتها الحشرات، وتغطى أرضية كافيترياتها القمامة، ويكسو التراب كل شبر فيها، حتى الساحات الخضراء التى تتميز بها القناطر فى الأساس، فلا يتم الاعتناء ولا الاهتمام بها منذ وقت طويل.
حديقة البوهى.. الإهمال سيد الموقف
وسط العشوائية التى تضرب جنبات منطقة إمبابة، كانت حديقة البوهى لبعض الوقت متنفسا لأهالى المنطقة، خصوصا لتوسطها الحى ذى الكثافة السكانية المرتفعة. ازدادت أهمية حديقة «البوهى» عقب افتتاح مكتبة مصر العامة، التى أولتها عناية خاصة وجذبا لأبناء المنطقة من مختلف الأعمار، إلا أنه مع الوقت امتدت إليها يد الإهمال التى بدأت بإغلاق المكتبة ومن ثم تدهور العناية بالحديقة نفسها. فى 2013 أعلن مجموعة من الشباب عن مبادرة لاستغلال الحديقة لعمل فعاليات ثقافية وفنية بعد أن كانت وكراً لأطفال الشارع ومتعاطى المخدرات، وأطلقوا منتدى «شباب بلدنا» لتنظيم الندوات واللقاءات داخلها، وبالفعل حصلوا على موافقة الحى الحديقة قائمة على ساحات خضراء على مساحة حوالى 600 متر تتوسط شارع الوحدة، تجاور موقف الميكروباصات الرئيسى هناك، وتنقسم إلى جزء لألعاب الملاهى، وساحات أخرى من المفترض أنها نجيلة خضراء والتى انتزعت مع الوقت وتآكل معظمها.
وسط العشوائية التى تضرب جنبات منطقة إمبابة، كانت حديقة البوهى لبعض الوقت متنفسا لأهالى المنطقة، خصوصا لتوسطها الحى ذى الكثافة السكانية المرتفعة. ازدادت أهمية حديقة «البوهى» عقب افتتاح مكتبة مصر العامة، التى أولتها عناية خاصة وجذبا لأبناء المنطقة من مختلف الأعمار، إلا أنه مع الوقت امتدت إليها يد الإهمال التى بدأت بإغلاق المكتبة ومن ثم تدهور العناية بالحديقة نفسها. فى 2013 أعلن مجموعة من الشباب عن مبادرة لاستغلال الحديقة لعمل فعاليات ثقافية وفنية بعد أن كانت وكراً لأطفال الشارع ومتعاطى المخدرات، وأطلقوا منتدى «شباب بلدنا» لتنظيم الندوات واللقاءات داخلها، وبالفعل حصلوا على موافقة الحى الحديقة قائمة على ساحات خضراء على مساحة حوالى 600 متر تتوسط شارع الوحدة، تجاور موقف الميكروباصات الرئيسى هناك، وتنقسم إلى جزء لألعاب الملاهى، وساحات أخرى من المفترض أنها نجيلة خضراء والتى انتزعت مع الوقت وتآكل معظمها.
حديقة الأسماك.. من غير أسماك
إذا فتنك مشهد لحديقة الأسماك فى أحد أفلام الأبيض والأسود، وشعرت برغبة فى اصطحاب أسرتك لتلك الحديقة التاريخية، فعليك أن تعلم، أن حديقة الأسماك أصبحت اسما بلا مسمى، وأن ثمن التذكرة الذى يبلغ الـ5 جنيهات، يذهب سدى، لأن الحديقة لا تحتوى على أى خدمات، بعد أن احتفت منها أسماك الزينة، والنباتات النادرة، التى كانت تشتهر بها الحديقة فيما مضى.
وأنشأت حديقة الأسماك أو حديقة الجبلاية فى عهد الخديو إسماعيل عام 1867، وتديرها إدارة حديقة الحيوان بالجيزة منذ عام 1902.
وعلى باب الحديقة علقت لافتة كتب عليها أسعار الدخول الخاصة بالرواد، والتى تتراوح بين 5 جنيهات للمصريين، و20 جنيها للأجانب، و30 جنيها لكاميرا الفيديو، ولم تحدد اللافتة، أى نوع من كاميرات الفيديو هى المقصودة، وبجانب لافتة تعريفة التذاكر، نجد لافتة أخرى، ذكر فيها أن وزارة الزراعة تقوم حاليا بتطوير الحديقة، وهى عبارة هدفها تفسير اختفاء أحواض الأسماك فى الحديقة، وهو الأمر الذى يحزن روادها، وبخاصة الأطفال. على أرض الوقع يختلف المشهد كثيرا، فرائحة البول والقاذورات تنتشر بالحديقة، وسط غياب تام للأمن، وعدم مراعاة للنباتات النادرة للحديقة، وبرغم تأكيد المسئولين أن الحديقة يتم غلقها قبل الساعة الرابعة والنصف، لمنع حدوث أى حوادث، فى الكهوف المظلمة، فإن ذلك غير كاف، خاصة مع عدم مد الحديقة بكاميرات مراقبة، لمنع مضايقة رواد الحديقة.
وفى أثناء جولة «اليوم السابع» بالحديقة لوحظ تعرض عدد من نباتات الحديقة للحرق، ولا نعلم إن كان يتم إحراق القاذورات بالحديقة فى تلك المنطقة، أم أن الحادث كان عرضيا، ليلتهم كل تلك المساحة من المزروعات، فى نفس الوقت لوحظ اختفاء طفايات الحريق.
ملاحظة أخرى جديرة باهتمام المسئولين، وهى خلو الحديقة تماما من سلات المهملات، الامر الذى يدفع الرواد إلى القاء القمامة على الأرض، اما المقاعد المخصصة للرواد، فتجدها متهالكة، لا تطالها يد التنظيف، فتشكل مع أرضية الحديقة الممتلئة بالقاذورات وأوراق الشجر الذابلة، مشهدا لحديقة مهجورة.
حديقة الأورمان.. الدواعى الأمنية تحكم
حينما أنشأ الخديو إسماعيل حديقة الأورمان عام 1875، كانت بهدف إمداد القصور الخديوية بالفاكهة والموالح والخضر التى تم جلبها من جزيرة صقلية على أن تكون تابعة لقصره فى الجيزة على مساحة 95 فدانا، وعلى مدى الوقت، اقتطع منها جزء تبع حديقة الحيوان التى استقلت كحديقة بذاتها، وجزء انضم إلى شارع الجامعة، وبقيت مساحة الحديقة التى صارت تسمى «الأورمان» 28 فدانا.
مستوى الاهتمام بالأورمان لا يرقى إلى تاريخها الذى يصل إلى 129 عاما حتى الآن، ولا يتساوى مع ما تضمه هذه الحديقة من نباتات نادرة فى مصر وقسم تبادل البذور مع باقى الحدائق والمراكز البحثية فى العالم، فبعيدا عن الأوضاع الأمنية التى تحيط بالحديقة منذ الثورة وحتى الآن وخصوصا فترة ما بعد عزل مرسى، إلا أن الحديقة نفسها لا تضم أى عوامل لجذب الجمهور، كما أنها لا تضم أى شكل من أشكال التعريف بتاريخها الطويل.
على عكس باقى الحدائق، تشعر داخل الأورمان بالغربة والوحشة، مجرد الدخول إلى الحديقة نفسها بات أمرا مشكوكا فيه أمنيا خصوصا فى ظل الأوضاع المضطربة أمام جامعة القاهرة، ووسط فراغ الحديقة إلا من أشجارها ونباتاتها، لا تدب الحياة إلا فى المنطقة التى تقيم فيها وزارة الزراعة أحد معارضها، عدا ذلك تبقى الحديقة مجرد ساحة كبيرة، غير مستغلة بشكل جيد، ولا تقدم أى خدمة للزوار، وهو ما يفسر بقاءها فارغة أغلب الوقت وعدم الإقبال عليها.
وتدهورت حالة الحديقة التاريخية تزامنا مع اعتصام مؤيدى الرئيس المعزول مرسى بميدان النهضة، حيث تم استخدام أخشاب أشجار ونباتات الحديقة فى تغذية احتياجات الاعتصام ومن ثم استخدامها فى الاشتباكات، وهو الأمر الذى لا تستطيع الحديقة أن تسلم منه.
حديقتا الأوبرا.. للحبيبة فقط
بالقرب من ميدان الأوبرا توجد حديقتان تابعتان لمشروع الحدائق المتخصصة بمحافظة القاهرة، وهما الجزيرة والحرية، ورغم أن الحديقتين متخصصتان لتقديم خدمة ترفيهية للأسر محدودة الدخل، والمتوسطة، فإن الواقع مغاير لذلك.
فبالنسبة لحديقة الحرية، القائمون على الحديقة يحصلون على ثلاثة جنيهات مقابل الفرد الواحد، رغم أن التذكرة مدون عليها جنيهان فقط، ولا يقتصر الأمر على ذلك، إذ إن الحديقة تخلو من الأمن تماما، والخدمات المدعمة، ماعدا عددا من المقاعد الخشبية المتناثرة بالحديقة.
ويطلق على حديقة الحرية حديقة «الحبيبة»، لأن أغلب مريديها من المحبين الشباب، الذين يقصدون الحديقة عقب انتهاء فترتهم الدراسية، وبطبيعة الحال لا تجد عائلات بالحديقة، التى تبدو أغلب أيام الأسبوع شبه خالية، ربما تخشى العائلات من «رزالة» أصحاب نصبات الشاى، وأكشاك المشروبات الغازية، الذين لا يتوقف إلحاحهم، لإجبار رواد الحديقة على طلب مشروباتهم.
حديقة الجزيرة المطلة على النيل، والقريبة من ميدان الأوبرا، ومحطة مترو بنفس الاسم أيضا، كان يمكن أن تكون ملجأ جيدا لعشرات الأسر، هربا من غلاء الأماكن المشابهة المطلة على النيل، إذ إن تذكرة الحديقة لا تتعدى الجنيهين، فضلا على موقعها المتميز، وطلتها على جانب متسع من النهر، لكن الحديقة من الداخل مصادرة بالكامل لصالح البلطجية، وأصحاب نصبات الشاى.
وتمتلئ ساحة الحديقة بالمقاعد المقسمة إلى أربعة أجزاء، بعدد أصحابها، فيما تجد المقاعد المجانية للحديقة فى نهاية الحديقة، وقد حجبت عنها نصبات الشاى، والمقاعد غير المجانية، مشهد النيل.
«المشاريب» بالحديقة تصل إلى 10 جنيهات للفرد، على أقل تقدير، والحديقة ملحق بها ملاهى للأطفال، تتراوح تذكرة اللعبة بداخلها بين 3 و5 جنيهات، فإذا ما قمنا بحسابة تكلفة أسرة مكونة من 5 أفراد، فى حالة قضائها يوما بالحديقة، سنجد أن الأسرة لن تتكلف أقل من 80 جنيها، بحساب تذاكر الدخول، والمشروبات.
الحديقة اليابانية.. «بين بين»
أنشئت الحديقة اليابانية، وتم مراعاة أن تحاكى الحدائق اليابانية التقليدية، ولكن الإهمال أثر سلبيا على النباتات المزروعة، نظرا عن اختفاء الزهور تماما من الحديقة، وإهمال المقاعد الخشبية كذلك، مع قلتها، المحاولات المتكررة لكسر تمثال بوذا، باعتباره «صنما»، وفقا لتعريف أفراد متشددين من أهالى منطقة حلوان، ممن حاولوا كسر التمثال، ونجحوا بالفعل فى إحداث أضرار بقاعدته، وتحطيم تمثال ذو الفقار باشا مصمم الحديقة، وكذلك تحطيم أجزاء من تماثيل الأفيال الصغيرة بالحديقة.
وبخصوص حالة الحديقة، نجد بركة المياه بالحديقة تحول لونها للأخضر، بسبب عدم التنظيف الدورى لها، واختفت النافورة التى كانت تزينها، وجفت البحيرة الأخرى، التى كان يطل عليها تماثيل بوذا وتلاميذه، كما اختفى من الحديقة عدد من أعمدة الإنارة، التى كانت تحمل الطابع اليابانى الشهير فى تصميمها.
حديقة الفنون.. عايز تقعد على النيل ادفع
الحال لا يختلف بالنسبة لحديقة الفنون المطلة على النيل، والتى تعد المتنفس الوحيد التابع لمحافظة القاهرة والمفتوح للمواطنين من محدودى ومتوسطى الدخل، حيث إن ثلاثة جنيهات تكفيك لدخولها، مثل غيرها من الحدائق المتخصصة، لتعبر البوابة إلى ساحة الحديقة الداخلية، والتى تطل مباشرة على ضفاف النيل، لكن انتظر، فالأمر ليس بهذه السهولة.
الساعة الثانية ظهرا حينما بدأ أحد الجالسين بالقرب من بوابة الحديقة فى النداء على مجموعة من الشباب الجالسين فى أماكن مفترقة بالداخل والذين بدا فهمهم لندائه، ومن أحد المراكب الراسية بجانب سور الحديقة المطل على النيل، بدأوا يخرجون الكراسى والمناضد التى وضعوها فى كل أنحاء الممر الملاصق للنيل والساحات الخضراء المقابلة له.
"فُسح الغلابة مش للغلابة".. المتحرشون يسيطرون على كورنيش النيل.. أصحاب نصبات الشاى: "يا تدفع يا تمشى".. كيف أفشل "البلطجية" فسحة أب وأبنائه وحرموا الأسرة من التنزه.. وحدائق الأوبرا لـ"الحبّيبة" فقط
السبت، 07 فبراير 2015 03:16 م
كورنيش النيل