التقارب الثنائى بين مصر وروسيا يكشف تميز سياسة القاهرة الخارجية.. موسكو تعى دور "أرض الكنانة" فى صناعة القرار بالشرق الأوسط.. وحفاوة استقبال "بوتين" للسيسى فى "سوتشى" باكورة تحالف استراتيجى بالمنطقة

الإثنين، 09 فبراير 2015 06:49 ص
التقارب الثنائى بين مصر وروسيا يكشف تميز سياسة القاهرة الخارجية.. موسكو تعى دور "أرض الكنانة" فى صناعة القرار بالشرق الأوسط.. وحفاوة استقبال "بوتين" للسيسى فى "سوتشى" باكورة تحالف استراتيجى بالمنطقة السيسى وبوتين
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تنظر روسيا إلى مصر باعتبارها مركز صناعة القرار فى الشرق الأوسط والبقعة الجيوستراتيجية الأساسية فى المنطقة، رافضة كل مساعى نقل مركز الثقل التقليدى للمنطقة إلى الأطراف الأخرى، وهى تؤكد هذه النظرة فى كل المناسبات.

وأبدت موسكو موقفاً مؤيداً لثورة 30 يونيو وما تلاها من تطورات، بما فى ذلك كل محطات خارطة الطريق، كما أكد الرئيس "بوتين" فى مناسبات عديدة احترامه الشديد للرئيس عبد الفتاح السيسى ودوره التاريخى فى مصر.

وأظهرت روسيا الاتحادية تأييدًا لعودة مصر بقوة إلى الساحة الإقليمية والدولية، ودعم مشاركتها فى كل المبادرات الإقليمية، ومقاومة أية محاولة لتهميش الدور المصرى، وهو ما برز جلياً فى الأزمة السورية وأزمة غزة والذى وصل للمطالبة بضم مصر للرباعية الدولية لتفعيل دور الأخيرة.

عززت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى "سوتشى" فى 12 أغسطس 2014 من العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، حيث عكست حرص البلدين على تبادل الدعم السياسى على المستويين الإقليمى والدولى، فى ظل ما يواجهه الطرفان من تحديات خارجية وداخلية تستهدف النيل من الاستقرار السياسى وتهديد الأمن القومى لكليهما، وتشاركهما فى رؤية موحدة فى مواجهة الإرهاب، وتحقيق مصلحة مشتركة فى دعم النمو الاقتصادى فى البلدين والفرص الاقتصادية التكاملية المتوافرة فى العلاقة بين البلدين، والتى من شأنها خدمة الأمن القومى بتعزيز قوة الدولة من خلال تقوية وضعها الاقتصادى وقوة مصالحها الاقتصادية مع الأطراف الخارجية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون العسكرى الأمنى فى ضوء اتفاق رؤى الطرفين حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية واشتراكهما فى مواجهة تحديات مشتركة، وفى ضوء سعى مصر إلى تحقيق التوازن فى علاقاتها الخارجية.

وأولت روسيا الزيارة اهتماماً خاصاً تجلى فى استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى فى "سوتشى" بمظاهر مراسمية ذات دلالة على المكانة الاستراتيجية للعلاقات التى تعقدها مع مصر.

كما تناولت القمة التى جمعت الرئيسين المصرى والروسى الأوضاع الإقليمية والدولية، والتأكيد على دعم روسيا لمصر فى حربها ضد الإرهاب، وعلى توافق الآراء المصرية الروسية فى القضايا الإقليمية، وعلى تعزيز التعاون العسكرى بين الطرفين، كما تناولت تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، حيث تم الاتفاق على زيادة روسيا لحجم صادراتها من الحبوب إلى مصر بأكثر من 60%، وأن ترفع مصر حجم صادراتها الزراعية إلى روسيا بنسبة 30%، بينما تم تناول العلاقات الاقتصادية والتجارية، حيث تم الاتفاق على إقامة المنطقة الصناعية الروسية فى مصر فى محور تطوير قناة السويس، ودفع جهود إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الأوراسى، والتأكيد على أهمية السياحة الروسية إلى مصر وعمل البلدين على تشجيعها.

وقد عكست المباحثات السياسية بين البلدين وجود تقاطع واضح بين أولويات الأمن القومى المصرى، واهتمامات ومصالح الجانب الروسى فى المنطقة، بما أسهم فى إيجاد مساحة كبيرة مشتركة تلاقت فيها الرؤى حيال عدد من الملفات الإقليمية والدولية كالأزمة السورية وضرورة التوصل إلى حل سياسى لها، ومكافحة الإرهاب وارتباط الظاهرة باستمرار بؤر التوتر بالشرق الأوسط، وخطر تحول تلك البؤر إلى مصدر للإرهاب العابر للحدود، والقضية الفلسطينية وضرورة التوصل لتسوية شاملة وعادلة لها، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من كل أسلحة الدمار الشامل.

وتمتاز العلاقات الثنائية بين روسيا ومصر بالتميز فى كل المجالات، فعلى المستوى الدينى هناك تعاون كبير بين وزارة الأوقاف المصرية وعددٍ من المؤسسات الدينية الهامة فى روسيا، على رأسها مجلس شورى مفتين روسيا الاتحادية ومقره موسكو والإدارة المركزية لمسلمى روسيا ومقرها مدينة "كازان" عاصمة إقليم "تتارستان"، ويقوم عدد من موفدى الوزارة بالتدريس بالمعاهد الدينية بروسيا.

كما توفد وزارة الأوقاف مبعوثًا أو أكثر إلى روسيا لإحياء شعائر شهر رمضان المعظم، ويحرص الجانبان المصرى والروسى على المشاركة بالتبادل فى مسابقات القرآن الكريم التى تنظم لدى كلا الطرفين.

وقام قداسة البابا تواضروس الثانى بإتمام زيارة إلى روسيا خلال الفترة من 28 أكتوبر إلى 4 نوفمبر 2014 لزيارة الكنيسة الروسية، وحظت الزيارة بنجاح كبير، فى ضوء دورها فى تعزيز العلاقات بين الكنيستين القبطية والأرثوذكسية الشرقية، كما حظت بترحيب كبير على المستويين الرسمى والشعبى الروسى.

وقد التقى قداسة البابا خلال الزيارة بوزير الخارجية الروسى "لافروف"، الذى أكد على العلاقات التاريخية بين الكنيستين، وأعرب عن تقديره لدور قداسة البابا والكنيسة فى الحفاظ على مصر والشرق الأوسط، واتفقت الرؤى المصرية والروسية بشأن ضرورة الحفاظ على مسيحيى الشرق.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة