اتخاذ القرار من شأنه يترتب عليه العديد من الأمور فى حياتنا، فيحتاج إلى قدر عظيم من الشجاعة والمجازفة والمغامرة المحسوبة، فالنتائج العظيمة مرتبطة بقرارات حازمة تعتمد على الاستخارة والاستشارة والأخذ بالأسباب التى تساعدنا فى تحقيق ما نصبو إليه.
هذا أفضل لك من أن تظل فى منقطة الخوف والتردد والقلق بل تصل إلى مرحلة الندم، فلا شك أن البدايات دائماً تكون صعبة ومقلقة، والناجحون يدركون ذلك جيداً، ولكن ليس هناك طريق آخر غير ذلك حتى لا تظل فى منطقة اللاقرار، والتى قد تستنزف الكثير من طاقاتك وتضعف قدراتك.
وأيا كانت القرارات فهى تختلف فى أهميتها من شخص إلى آخر، فهناك قرارات تبدو تافهة فى نظر البعض ولكنها بالنسبة لصاحب المشكلة شىء مدمر لخلايا التفكير بل تعكر صفو حياته بصورة مستمرة بسبب العديد من عوائق التغيير وأصعبها عندما تكون نفسية وفكرية من رواسب قديمة فى مخزوننا الحياتى من الأسرة أو المحيطين بنا مثل أنت كسول أنت مهمل..، فهى بالفعل تحتاج إلى إرادة وعزيمة قوية مثل التخلص من عادة سيئة أو البدء فى عمل حر..، وهذه القرارات وغيرها تحتاج منا استعدادا عقليا ونفسيا والتهيؤ للأقدام على الأخذ بوسائل التغيير، لذلك عندما تواتيك الفرصة المناسبة لتتخذ قراراً واعياً اغتنمها ولا تردد أفضل من الوقوع فى شرك التردد.
تقول أوبرا وينفرى: "أعظم التحولات تأتى من أصغر التغيرات، تغيير بسيط فى سلوكك يمكن أن يغير عالمك ويعيد تشكيل مستقبلك".
لا شك أن أى شىء فى كوننا العظيم محفوف بالمخاطر والمخاوف والابتلاءات ولا يخلو أى كائن منها ولا شىء يبقى على حاله ولا شىء مضمون النتائج ولكن لا سبيل لنا إلا الأخذ بالأسباب والتوكل على الله ومن توكل على الله كفاه، يقول فرانسيسكو أسيسى: "منحنى الله الشجاعة للإقبال على تغيير الأشياء: لذا أقوم بتغييرها، ومنحنى الهدوء لأتقبل ما أعجز عن تغييره، كما منحنى الحكمة لمعرفة الفرق بين الأمرين".
لا تستخف بذاتك وقدراتك وطاقاتك ولا تنظر إليها نظرة دونية كن على وعى ومدرك لايجابياتك وسلبياتك بطموح يحقق أهدافك، فأى إنسان قادر على التغيير ولكن يجب عليه أن يستوعب فكرة التغيير بداخله وعظمة النتائج، التى لو تحققت لصار إنسانا جديرا بذاته ومؤثرا فيمن حوله.
وما أجمل التغيير النابع من داخلك لا بسبب صدمات أو حادثة ما، أو انتظار شىء ما يحدث، كن صاحب المبادرة فى اتخاذ القرار ومحفزاً لذاتك، نحن بوسعنا أن نعيش حياة أجمل وأرقى بفكرنا الذى إذا استوعب قيمة وجودنا ورسالتنا فى الحياة لصنعنا الكثير من الانجازات العظيمة.
عصام كرم الطوخى يكتب: البقاء فى منطقة اللاقرار
الإثنين، 09 فبراير 2015 04:02 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة