على جمعة لـ"اليوم السابع": الأزهر يجدد الخطاب الدينى منذ قرون وأزمتنا فى تسارع الأحداث.. والفرحون بقلوبهم فى العمليات الإرهابية قوم سوء.. واتهامات مناهج الأزهر بالغلو فى الدين "عبيطة"

الإثنين، 09 فبراير 2015 06:33 م
على جمعة لـ"اليوم السابع": الأزهر يجدد الخطاب الدينى منذ قرون وأزمتنا فى تسارع الأحداث.. والفرحون بقلوبهم فى العمليات الإرهابية قوم سوء.. واتهامات مناهج الأزهر بالغلو فى الدين "عبيطة" محرر اليوم السابع فى حواره مع على جمعة
حاوره بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الشيخ على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، أن اتهام مناهج الأزهر بالغلو فى الدين، وأنها أحد أسباب تشكيل وعى بعض المنتمين للجماعات التكفيرية على أنها افتراءات "عبيطة"، و"وهم" ولا أساس لها من الصحة، مشددًا على أنه لا يوجد واحد من بين المنتمين لهذه الجماعات قد درس فى الأزهر الشريف، وأنه لا يوجد أزهرى واحد يقر بما تردده هذه الجماعات.

وقال على جمعة فى حواره مع "اليوم السابع" أن أزمة تجديد الخطاب الدينى فى عصرنا الحالى، هى تسارع الأحداث، وأنه كلما حاول الأزهر، الذى يجدد الخطاب الدينى منذ قرون، تفكيك خطاب جماعة تكفيرية، خرجت علينا جماعة تكفيرية أخرى، بخطاب مختلف، يحتاج لوقت من أجل الرد عليه، الأمر الذى وصفه بأننا "مش هنخلص" وأن الصراع بين الخير والشر لن ينتهى... وإلى نص الحوار
كيف ترى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ46 والإقبال الجماهيرى عليه؟
معرض الكتاب يتطور عامًا بعد عام، وقد حضرت دورات معرض الكتاب منذ افتتاحه فى 1969 وإلى يومنا هذا، ونستطيع أن نقول أنه أكبر معرض فى المنطقة، والمعرض لم يعد مجرد عرض للكتاب، بل أصبح يتضمن العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، ونوع من أنواع التواصل الجماهيرى، والاطلاع على آخر ما صدر من الكتب الورقية، والعالم الإليكترونى، وزاد فى عدد جمهوره المتردد بصورة لا تتناسب مع الزيادة السكنية، ففى عام 1969 كنا حوالى 35 مليون، واليوم نحن 90 مليون، أى أن النسبة حاصل ضرب 3، لكن عدد المترددين أصبح حاصل ضرب 20، وهذا لا يعنى زيادة عدد السكان، بل هو زيادة عدد المهتمين بالثقافة، وهو أمر مبشر، كما أن المعرض أصبح أحد العوامل الأساسية لإرثاء حب القراءة والمعرفة لدى الأطفال.

وما رأيك فى هذا الزخم الجماهيرى بالتوازى مع الأحداث الإرهابية مؤخرًا؟

ما حدث مؤخرا جرائم، والجريمة موجودة فى كل عصر، وما زاد فى عصرنا، هو استطاعة الإنسان العادى أن يصل للخبر بأسهل طريق، ولكن فى النهاية نحن أمام جرائم مهما اختلف شكلها، ولذلك فالجريمة لم تتسبب فى إيقاف الحياة أبدًا، وما كلفنا به الله عز وجل هو إنكار الجريمة، ونعاقب عليها، ولنتخذ من قصة الرجل الذى قتل 99 نفسًا عبرة، فهذا الرجل حينما ذهب إلى عالم بعدما أتم قتل مائة نفس، رأى فيه العالم أمر فى غاية الأهمية، أهم من توبته، وهو أنه رآه بأرض سوء، تركوه يقتل ولم يمنعه أحد، ولذلك أقول أن الذين يقفون مع العمليات الإرهابية بقلوبهم ويفرحون فيها، هم قوم سوء، وهذا ما يفسر برأيى الإقبال على المعرض لأن هذا الجمهور لا يرى مثل هذه الحوادث الإرهابية إلا أنها جريمة.

ولكن ونحن ننكر الجريمة الإرهابية فإن الرئيس عبد الفتاح السيسى دعا الأزهر إلى تجديد الخطاب الدينى.. فما رأيك؟
الأزهر يقوم بتجديد الخطاب الدينى كوظيفة أساسية له منذ قرون، والنبى صلى الله عليه وسلم يقول: يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لأمتى أمر دينها، فالأزهر منوط بتجديد الخطاب الدينى، وهو يقوم بهذا، ولكن تجديد الخطاب الدينى فى عصرنا له مشكلة واحدة وهى تسارع الأحداث، فكلما حاولنا تفكيك خطاب جماعة تكفيرية، ظهرت لنا جماعة تكفيرية جديدة، يخرجون بخطاب آخر، نجلس لنفككه، فنجد تكفيرين من جيل آخر، والأمور الفكرية تحتاج إلى وقت، من أجل تفكيك الخطاب، والرد عليه، وبالتالى "مش هنخلص" والجدل بين الخير والشر لن ينتهى، ولهذا أقول أن التجديد ليس بعملية تنهتى، وإنما هو صفة فينا، ينبغى أن تستمر.
ولكن هل من الممكن أن توضح لى مفهومك حول تجديد الخطاب الدينى؟
هو القدرة على تفكيك خطاب الخصم.

ولكن هناك اتهامات للأزهر بأن مناهجه مليئة بالغلو فى أمور الدين؟
هذه الاتهامات عبيطة، ولا علاقة لها بالواقع.
وما رأيك فى فتوى حرق الأسير التى اعتمدت عليها "داعش"؟
الأزهر "مافهوش كده"، حديث موضوع لأبى بكر الصديق، اتخذته "داعش" لأنهم لم يدرسوا فى الأزهر، وهل رأيت أزهريًا يقر الحرق للأسير الذى قال الله فيه: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا"، فاتهام مناهج الأزهر "وهم"، فالذى يتخذ مثل هذه الآراء هو شخص يتعامل مع التراث بغير "نظارة الأزهر" التى تعمله كيف يقرأ التراث، أتحداك أن تجد أزهريًا يقر بمثل هذه الأقاويل، فالأزهر يعلم أبناءه فهمًا وتوثيقًا وحجية، وهنا سنجد أيضًا من يقترحون علينا أن نحرق التراث، ولكن أيعقل أن تعيش أمة بلا تراث، لكن الصحيح الذى يتخذه الأزهر، والذى هو فى حالة تجديد مستمر، هو أن أعلم الأزهر كيف يتعامل وكيف يفهم وكيف يوثق وما الحجية، ولكن التراث أغلبه الخير وفيه الشر أيضًا، والأزهر يعلمنا ما هو الفرق بين الخير والشر، وأقول يا أيها المسلمون فى أحذروا هؤلاء الخوارج، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: الخوارج هم كلاب أهل النار، وهؤلاء الخوارج هم من يشوهون صورة الإسلام، وأوجه رسالة من خلال "اليوم السابع" إلى "داعش": هل تريدون أن يكذب الله ورسوله؟ أهذا هو هدفكم؟.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة