أكد الدكتور حيدر إبراهيم، أنه عندما نتحدث عن الإرهاب فى أفريقيا لابد أن نتحدث عن الأوضاع التى كان لابد لها أن تؤدى إلى شكل من أشكال الإرهاب والحروب الأهلية والنزاعات فى أفريقيا.
جاء ذلك خلال ندوة "مصر وأفريقيا: الإرهاب فى أفريقيا"، وشارك فى الندوة كل من: الدكتور حيدر إبراهيم، والدكتور أيمن شبانة، وقدم الندوة هانى رسلان.
وقال الدكتور حيدر إبراهيم: "أنا أتذكر جيدا أنه مع استقلال الدول الأفريقية فى بداية الستينيات كتب أحد الفرنسيين كتابًا ترجم إلى العربية بعنوان "البداية الخاطئة فى أفريقيا"، وفى ذلك الوقت ثار عليه الكثيرون خاصة أنه كان يصنف كاشتراكى إنسانى يدعو إلى الاستقلال، فكانت المقولة الأساسية فى هذا الكتاب أن أفريقيا بدأت بداية خاطئة، وأنا أرى أن مدخلى يبدأ بتأييد أن هناك بداية خاطئة فى أفريقيا".
وأضاف "إبراهيم" أن: "تويبى" المؤرخ الشهير كتب كتابا بعنوان "من النيل إلى النيجر" وهذا الكتاب تعمد أن يتحدث عن السودان وليبيريا وقال إنهم يملكون إمكانات عالية ليكونان من الدول الأفريقية المتقدمة اقتصاديا وسياسيا وليس هذا فقط، ولكنهما يمتلكان القدرة على ربط أفريقيا العربية الإسلامية بأفريقيا المسيحية الزنجية أو ذات الأديان اللانهائية ولكن وجدنا الدولتين على عكس ذلك لم تستطيعا تكوين جسر بين الثقافتين، وأنا أعتقد أن الكتابين كان فيهما قدرة تنبؤية فى الطريق الأفريقى وأن تكون أفريقيا قرية واحدة.
وتابع: "البداية الخاطئة فى أفريقيا التى قادت إلى الإرهاب جاءت من عدم قدرة الأفارقة عشية الاستقلال مباشرة أن يبنوا دولة وطنية وديمقراطية وتعددية حديثة تكون قادرة على دمج الشعوب والتوجهات الكثيرة التى فى داخل كل دولة".
وقال الدكتور أيمن رفاعى، فى كلمته خلال الندوة: "إن الارهاب فى القارة الأفريقية لا يرتبط بالجماعات ذات المرجعيات الإسلامية فحسب ولكن هناك إرهاب تمارسه جماعات لا تدين بالإسلام، مثل جيش الرب للمقاومة قى شمال غرب أوغندا الذى يدين بالديانة المسيحية، وجماعات أخرى ربما تدين بديانات تقليدية غير سماوية، وينبغى أن لا نحصر القضية فى الإسلام".
وأضاف: "أعتقد أنه من ضمن الأسباب التى أدت إلى شيوع هذا الفكر المتطرف هى الدول الأفريقية ذاتها والمشكلة تنبع من الداخل، وأن الفساد والتسلط سببان أساسيان لشيوع هذه الظاهرة، وأيضا عدم تداول السلطة، وأن الحاكم مثل الأب الذى لا تجوز معارضته وأن من يعارضه يعد مثل الابن العاق الذى خرج عن طوع والديه، وأيضا مسألة عدم تقبل النقد وتخوين الاخر والمعارضة كافرة والمعارضة ممولة من الخارج وكل ذلك يجعل من الجماعات الإسلامية الراديكالية التى تتخذ العنف منهجا لعملها قادرة على جذب الأتباع والمريدين والأعضاء، ولذلك نجد أن معظم من ينتمون لهذه الجامعات من شريحة عمرية من 16 إلى 25 معظمهم من شباب متعلم ولم ينل حظه من الوظائف أو الدخل أو غير متعلم فمن السهل تطويعه إذن فالفساد والتسلط والسلط والمزاوجة بين المال والسلطة هم من أهم الأسباب التى تنشر الإرهاب فى أفريقيا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة