نائب رئيس النور:الإسلاميون محبطون..والتحالفات الانتخابية "كوكتيل مضاد لنا"

وصف الدكتور بسام الزرقا، نائب رئيس حزب النور، التحالفات الانتخابية التى أجرتها القوى السياسية بـ"الكوكتيل المضاد للحزب"، مشيرًا إلى أن حزب النور ليس فى حاجة لمثل هذه النوعية من التحالفات، وأوضح فى الوقت نفسه أن الحزب ليس لديه مانع من المشاركة فى المناظرات الانتخابية مع القوى السياسية المنافسة، لكن بشرط ألا تتحول إلى تراشق بالألفاظ، كما قال إن جزءًا كبيرًا من التيار الإسلامى يعانى من الإحباط.

مشاركة لا مغالبة
وفسر الزرقا، فى حوار أجراه مع جريدة الفتح التابعة للدعوة السلفية، قرار حزب النور بالمنافسة على نسبة 65% من المقاعد، بأن المرحلة المقبلة لابد أن تسود فيها فكرة المشاركة، وأضاف: "كان يقال كثيرًا جملة "مشاركة لا مغالبة"، لكن اتضح أن الجميع يسعى للمغالبة، ونحن فى حزب النور قررنا أن نكون مشاركين بهذه الفكرة، وهى أن الكل يساهم وبالتالى ليس مهمًا هنا أن تكون النسب فى الفوز نسب كاسحة أو كبيرة، المهم أن تكون موجودًا" بحسب تعبيره.

الثورة ليست مستمرة
واعتبر الزرقا – الذى استقال من منصب مستشار رئيس الجمهورية فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى – أن ما حدث فى ثورة 25 يناير جعل البعض يعتبر أن الثورة ليست عملية هدم يعقبها بناء، بل هى عملية ثورة مستمرة واستمرار فى الرفض؛ مشيرًا الى أن هذا غير صحيح، فالصحيح أن السياسة تمارس من خلال مؤسساتها

كوكتيل مضاد
وقال نائب رئيس حزب النور، أن التحالفات الانتخابية هى تحالفات "الكوكتيل المتضاد"، وأضاف: "البعض يلجأ إليها لأنه لا يجد سبيلاً غيرها، أما نحن فبفضل الله لا نحتاج لذلك؛ فحينما نصنع تحالفًا نصنعه مع من يقبل أو يتوافق معنا فى الفكرة الأساسية وهى الخليط للسعى لبناء دولة تقوم على التقدم، وفى الوقت ذاته الحفاظ على الهوية، هذا المكون ربما لم نجد من هو قريب منا فى الإيمان به للدرجة التى تدفعنا للتحالف معه".

وأكد الزرقا، أن حزب النور ليس لديه مشكلة للدخول فى مناظرات، لكن بشرط ألا تتحول المناظرة إلى تراشق بالألفاظ؛ فهذا شىء لا يليق بأحزاب وكيانات سياسية.

الإسلاميون محبطون
وفيما يتعلق بالتيار الإسلامى، قال نائب رئيس حزب النور، إن جزءًا كبيرًا من التيار يعانى من الإحباط الدافع للعزوف عن العملية كلها، ومن يعزف عن المشاركة سيجد أنه دفع ثمنًا غاليًا جدًا، وهذا أمر قد يندم عليه جزء كبير من هذا التيار؛ فهو الآن يرى ذلك الشىء السائد المائع، وهو يظن أن الأمر سيبقى على ما هو عليه؛ وهذا غير صحيح فهذا المائع وهذا السائل سيتصلب، وحينها سيجد أن الواقع أسوأ بكثير من الواقع الذى رفضه؛ لأنه سيتشكل ويتصلب بعكس ما يريد.

خسائر ومكاسب
وتابع الزرقا: "الحزب كسب وخسر، فالحزب كسب قطاعات لم تكن تعرفنا، حينما رأتنا عن قرب ورأت ممارساتنا عن قرب، وشعرت بأن الحزب يمكن أن ينظر إليه بشكل عام على أنه حريص على المصلحة العامة؛ فالكثيرون يرون أن الحزب يستطيع تقديم ما يحتاجونه، وجزء آخر خسرناه وهو ذلك القطاع الذى يحاسبنا على آماله ولا ينظر إلى ما فعلناه فى المتاح؛ هو لا يقيمنى من خلال الواقع الموجود، وبما فعلت من خير أو منعت من، هو لا ينظر إلى الواقع وما فعلناه وما جنبنا إياه بلدنا وهويتنا، بل هو ينظر إلى أمانيه ويحاسبنى عليها ولا ينظر إلى الواقع".

وأوضح الزرقا، أنه لا يوجد حزب يستطيع أن يحقق نتائج كبيرة يستطيع أن يشكل من خلالها حكومة، وهناك فارق بين أن تشكل حكومة أو أنك تساهم فى رؤية تشكيلها، متابعًا: "الآن نحن لدينا مشاكل عويصة الكل يفكر فيها، لدينا مشكلات سيناء والبطالة والفقر وتدنى الخدمات والسياسة الخارجية والأوضاع فى دول الجوار الحدودى، أى أنك لديك مشكلة فى كل مكان، وأيضًا لديك مشكلة الدول التى لا تريد لمصر أن تخرج من الفلك الذى رسم لها خلال 60 سنة سابقة.

وكشف الزرقا أولويات حزب النور داخل البرلمان المقبل، موضحًا أن أولى تلك الأولويات هو العمل على استكمال المؤسسات، وتلبية الاحتياجات اليومية للمواطنين، بالإضافة إلى إعادة تشكيل ما وصفه بـ"غابة التشريعات المتشابكة"، نظرًا لأن الغرض من القوانين هو ضبط يسمح بالبناء، ويمنع من التجاوز خاصة القوانين المتعلقة بالاستثمار.

وفاق وطنى
وتعرض الزرقا لما سماه بـ"الوفاق الوطنى"، حيث قال: "علينا أن نقتنع أننا نحتاج إلى الوفاق الوطنى، و"إن مفيش حد هيقدر يخلص على حد، مصر ملك الجميع وإحنا مصريين لازم نتفاهم، ملناش حل هذه سفينة لا نملك رفاهية أن نغادرها، أو أن نلقى أحدًا منها، ندور على العقلاء ونخليهم هم يديروا الحوار المجتمعى ونقولهم نعمل إيه بحيث نبتدى، هناك فكرة من كل الأطراف بما فيها الأطراف المتصارعة"، نحن نقول إنه لن يكون هناك منتصر، وإن انتصر أحدكم سيجنى أشلاء وطن".