أحمد أيمن يكتب: مصر أقرب

الخميس، 12 مارس 2015 08:07 ص
أحمد أيمن يكتب: مصر أقرب علم مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مثلى مثل كثير من المصريين شاهدت أوبرت "مصر قريبة"، الداعى إلى زيادة حجم السياحة العربية الوافدة إلى مصر، والحقيقة أننى أبهرنى التصميم والإعداد والتصوير الرائع.

ولكن الحقيقة أيضًا أننى توقفت عند نقطة معينة وجب الحديث بها ألا وهى "هل مصر قريبة سياحيًا فقط؟"، وهل التكامل العربى يجب أن يعود على المستوى السياحى فقط"؟

أظن أننا كان بإمكاننا أن نطلق مبادرة أوسع نطاقًا بحكم أننا مصر "الشقيقة الكبرى وقلب الوطن العربى" تهدف إلى التكامل الاقتصادى العربى وتوسيع رقعة النطاق العربى المشترك وإيجاد بعد اجتماعى له يضعنا فى النهاية كلنا بصورة جدية تحت مسمى "العرب" قبل الانتماء لأى قطر من أقطار الوطن العربى.

إن حتى الأمر لايتوقف – فى ظنى – عند التحالف العسكرى المحتمل إنشاؤه بين مصر والسعودية والإمارات والأردن لإحداث تأثير فى الأحداث والأوضاع الجارية فى ليبيا واليمن أو حتى فى سوريا والعراق.. بل يجب أن يأخذ مفهومًا أشمل يليق بالقومية العربية التى لها امتدادات تاريخية ومفهومها الشامل لكافة التحديات التى لا تواجه دولة عربية واحدة ولكن الدول العربية ككل.

أود أن أذهب قليلا إلى الشمال حيث قارة أوروبا وأطلع قليلا على تجربة الاتحاد الأوروبى، والذى أنشئ لعدة أسباب أهمها إنشاء رأى عام أوروبى موحد وأيضًا إحداث نقلة فى تطوير الصناعة وقد كان الاستناد الأول فى إنشاء هذا الاتحاد، بالإضافة إلى وحدة المكان وجود الرابط اللاتينى الذى يربط كافة لغات أوروبا، وتم استبعاد كافة الخلافات التاريخية والاستراتيجية الكبرى أبرزها الخلاف الاستراتيجى بين بريطانيا وفرنسا والآخر بين بريطانيا وألمانيا وتوجهوا لمرحلة شبه توحيد الاقتصاد وتوحيد العملة، فما بالك بالدول العربية التى يجمعها النحو العربى والتاريخ والموارد والأخطار والتحديات هل يجب علينا أن نستمر فى التواجد بذلك الشكل، وهى تنفرد بذلك عن منافسيها الأتراك والإيرانيين.

إننا منذ من عام 2011 ونحن مستمرون فى فقدان المزيد من الأقطار العربية لقد، لقد حلت علينا قمة مارس 2011 وقد فقدنا ليبيا ثم سوريا فى 2012 ثم العراق فى 2013، والتى تفاقمت فى 2015 وهذا العام ستحل علينا قمة مارس 2015 ونحن قد فقدنا اليمن والله أعلم هل سيكون الدور على لبنان فى عام القادم أم فى مدة أقل من ذلك.

إننا بحاجة لإنقاذ هذه المساحة المترامية الأطراف من المحيط إلى الخليج من الانهيار، الذى لن ينجو منه أحد، علينا أن نشكل قوة شاملة توازى قوة الخطرين التركى والإيرانى على المنطقة، علينا أن ندرك أن إسرائيل لن تقبل بفكرة السلام العادل والشامل ومبدأ حل الدولتين وإيقاف الاستيطان مالم تكن تدفعها قوة عمل عربى موحد مهما ضغطت واشنطن أو موسكو، وبالمناسبة أن لا أتمنى أن توقع معاهدة حل الدولتين فى واشنطن وبرعاية أمريكية بل أتمنى أن أراها توقع هنا فى القاهرة وبرعاية مصرية وهذا لن يتحقق بدون تكاتف عربى.

علينا – كعرب – أن ندخل معا ً فى مرحلة من التفاهم ينتج عنه تكامل كامل بين الدول العربية، هناك دولا ً تستطيع أن تتحمل مسئولية الأمن القومى العربى وأخرى تستطيع تحمل مسئولية التطوير الصناعى والزراعى والاقتصادى وأخرى تستطيع الامداد بالخبرات العلمية والأكاديمية والقوى البشرية، وستظل هذه العناصر والقدرات بلا نفع أو قيمة ومادامت بعيدة ومتفرقة.

لقد وضعت نفسى مكان الرئيس السيسى وتخيلت ماذا أستطيع أن أقدم خلال القمة العربية هذا العام ليجعل منها ذات فائدة على المنطقة ككل ولم أجد سوى طرح مبادرة مصرية للدخول فى مرحلة من الحوار الاستراتيجى بين الدول العربية كافة ووضع جدول زمنى للدخول فى مرحلة ممتدة من التكامل السياسى والاقتصادى والعسكرى والاجتماعى ينتهى باتحاد عربى موحد الأهداف والتحديات والسياسات والأدوات، وأتمنى الحقيقة أن يحدث شىء كهذا يعيد الحياة لمنطقتنا.

لن أنسى أننى عربى بالإضافة لكونى مصريا، وأن مصلحة الوطن العربى بالنسبة لى تعتبر من الأشياء التى تشغل بالى دائماً، وأتمنى أن أرى اليوم الذى أجد فيه الوطن العربى وحدة واحدة متجانسة ككل تعمل فى نفس الإطار ومن أجل نفس الأهداف.. مصر أقرب.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة