بعد اتهام صاحب عقار العباسية المنهار لقسم الشرطة والحى بالتقصير والتسبب فى وفاة طفل وإصابة اثنين.. نيابة زينهم تستدعى رئيس الحى بملف قرارات الإزالة.. والمحافظة: سلامة إجراءات الحى والقسم لم ينفذ

فى سياق الإجراءات الطبيعية لمتابعة حادثة انهيار عقار العباسية، بدأت نيابة زينهم، التحقيق فى الواقعة واستدعاء كل الأطراف من رئيس الحى ومالك العقار والسكان الذين فقد أحدهم ابنه ذا الثلاث سنوات.. وبدأت تتوالى المفاجآت، والكل يلقى المسئولية على غيره، حيث حمل ياسر شرف الدين أحد ورثة حمزة ومؤمن شرف الدين أصحاب العقار من داخل سراي النيابة أثناء التحقيق معه، قسم الوايلى والحى المسئولية الكاملة لانهيار العقار ووفاة الطفل، وأنه لولا تقصيرهم ما كانت حدثت هذه الفاجعة .

صاحب العقار المنهار يحمل الحى والقسم المسئولية

وقال ياسر شرف الدين، إنه حرر عدة محاضر عن العقار بعد صدور قرار الإزالة نتيجة الخطورة الداهمة، وتم التنبيه على السكان أكثر من مرة بالخروج من العقار، وكلما ذهبنا للحى لتنفيذ الإزالة والإخلاء يطلبون حصر عدد السكان فى العقار ونعطيه لهم، وتم خروج أغلب سكان العقار ولم يتبق سوى القاطنين بالدور الخامس رجل وزوجته، وساكن بالدور الثالث وأولاده وزوجته وتم الاتفاق معه بإخلاء المنزل وإعطائه 7 آلاف جنيه من إجمالى 20 ألف تم الاتفاق معه لأخذهم وترك المنزل.

وأكد ياسر شرف الدين أن الساكن بالعقار فى الدور الخامس هو من كتب على نفسه تعهد بترك المنزل وبالفعل تركه منذ فتره، ومن يومها وأنا أذهب للحى والقسم بشكل دورى لمتابعة الإخلاء لأننى لا يمكننى أن أتحمل وفاة شخص نتيجة لإهمال الحى أو القسم.

ويستكمل أشرف بدر محامى صاحب العقار، أن الإهمال فى الحى والقسم وراء ما حدث ورغم أن قرار الهدم صادر وتسلم صاحب العقار رخصة بالهدم فى مارس 2013 حتى بداية 2014 نقدم حصر والظروف الأمنية ومماطلة من الحى فى إعطائهم شقة أو تسكينهم أو إخلاء المنزل، حتى حدثت الكارثة، مؤكدًا أنه تم فصل المرافق عن الحى منذ 3 شهور وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية لإخلاء المسئولية، واليوم حدث ما توقعناه فما ذنب السكان فى هذا الإهمال وهذا نموذج من آلاف النماذج التى يظل الحى ساكنًا حتى تقع الكارثة، فالروتين البطىء وعدم اللامبالاة سمة لابد من القضاء عليها.

نائب المحافظ للمنطقة الغربية: إجراءات الحى سليمة والقسم لم ينفذ

وفى سياق أبعاد الاتهامات عن الحى والمحافظة، أكد اللواء محمد أيمن عبد التواب نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية بأن العقار المنهار بحى الوايلى رقم 5 شارع الدرديرى كان صدر له قرار بتكيس رقم 8 لسنة 2012 يهدم الدور الخامس بالأرضى وترميم العقار ترميمًا شاملاً، وبناء على تظلم الملاك صدر قرار لجنة التظلمات بقبول التظلم وتعديل قرار التنظيم وهدم العقار جميعه حتى سطح الأرض نظرًا لسوء حالة مبانى الدور الأرضى الحامل للأدوار العليا وعدم قدرة تحمل الأساسات.. الأمر الذى لا يجدى معه الترميم نفعًا.

وأضاف النائب أنه بناء عليه صدر قرار اللجنة بتاريخ 12 مارس 2013 بهدم العقار لسطح الأرض، ونظرًا لعدم قيام الملاك باتخاذ أى إجراءات لتنفيذ القرار قام الحى بتحرير محضر مخالفة ضد ملاك العقار برقم 292 /2م بتاريخ 9 مايو من نفس العام، وإصدار رخصة هدم للعقار برقم 12 بتاريخ 6 نوفمبر لوكيل الملاك.

الحى يخاطب القسم دون فائدة حتى وقعت الكارثة

واستكمل نائب المنطقة الغربية، أن حى الوايلى قام بتوجيه العديد من الإشارات والمخاطبات لقسم شرطة الوايلى لإخلاء العقار واستدعاء المالك وإلزامه بعمل كل الصلبات والتحفظات اللازمة حفاظًا على الأرواح والمارة والجيران والمبانى المجاورة وتنفيد القرار بهدم العقار تحت إشراف مهندس نقابى مسئول أولها بتاريخ 28 يناير 2013 برقم 551 وآخرها فى 19 فبراير الماضى برقم 692.

هذا مع إجراءات الحى الأخرى بإخطار شركات المرافق أكثر من مرة لقطع المرافق كهرباء ومياه وغاز طبيعى ورفع العدادات عن العقار بداية من تاريخ 6 نوفمبر ثم فى 28 أغسطس 2014 وأخيرًا فى الثامن من يناير الماضى.

سيل المخاطبات لم ينف وفاة طفل بلا ذنب

وبالتوازى مع استدعاء رئيس الحى للنيابة وعرض الملف الكامل للعقار وسيل المخاطبات والمكاتبات من وإلى الحى والقسم وصاحب العقار وقف محمد أحمد كمال والد الطفل المتوفى صامتًا ودموعه لا تتوقف، حسرة على ابنه الذى توفى، بعد إنقاذ أخيه الآخر وسط حسرة أبنائه الباقين على أخيهم متسائلاً: "ذنبى أنا وأولادى إيه".