رواية "مسيا" حققت مبيعات كبيرة عقب صدورها عن الدار المصرية اللبنانية..فكيف تقيم علاقة المبيعات..بنجاح الكاتب؟
علاقة وثيقة جدا، فانتشار الكاتب الحقيقى يأتى من نسب مبيعاته وانتشاره بين القراء، فكلما كان الكاتب ناجحًا كلما كانت مبيعاته متصدرة، وكلما عرفنا أنه فى طريقه لتوسيع رقعته، كاتب بلا قراء لا يساوى شيئا .
رواية "مسيا" تطرقت لمفاهيم وشخصيات وأفكار..ربما يسمع البعض عنها للمرة الأولى..حدثنى عن مراجعك فى ذلك؟
أعتبر رواية "مسيّا" حالة خاصة بين أعمالى لأنها أخذت مسارًا مختلفًا عن أدب الجريمة الذى أناقش من خلاله القضية المراد مناقشتها، رغم أنها أيضا لم تخل من التشويق والتسارع فى أحداثها، لقد كانت مرجعيتى العديد من الكتب التى تحدثت عن الاعتقادات والأساطير اليهودية الخاصة بالمسيّا بما يعنى "المخلّص"، كما أننى استعنت بفريق عمل من دول " تركيا، فرنسا، إيطاليا، انجلترا" وهى الدول التى دارت أحداث الرواية بهم، وتطلب البحث فترة لم تكن قصيرة وكان الأمر مجهدًا ولكنه ممتعا وكأننى فى جولة حول العالم والأفكار أيضا، أخذت الرواية فيما يقارب سنة ونصف تقريبًا منذ انتهائى من روايتى السابقة 313 .
أحداث "مسيا" دارت فى أربعة دول غير مصر، فهل اعتمادك على المصادر فى وصف الأمكنة "دون زيارة ميدانية"، جعل الصورة حادة.. وغير معبرة.. أم أنك تراها كافية.. للكتابة عن هذه الأماكن؟
استعانتى بفريق عمل سهل علىّ الكثير، وقد وجهت لهم الشكر داخل الرواية حيث كنت أطلب أماكن معينة فيتم امدادى بالمعلومات التفصيلية، والصور ثم بدورة أقوم بتحويلها من خلال رؤيتى إلى شكل أدبى، وقد أشاد القراء بوصف الأماكن الذى جاء حقيقيًا ودقيقًا وقد ذكرت فى نهاية الرواية بأن الأماكن المذكورة قد تم وصفها بدقة ليعلم القارئ أننى كنت مهتما بجميع جوانب الرواية لأقدم عملا يحترمه، ويليق به قبل أى شىء.
المعروف أن أفكار الأدباء تأتيهم إلهاما، لكننا نجد بطل الرواية "أدهم" وهو الروائى المشهور يبذل مجهودًا مضاعفًا للعثور على فكرة عظيمة تدخله عالم الخلود.. وهنا أحسست بأنك تسرب بعض أفكارك الشخصية المتناقضة مع شخصية أدهم"؟
لو فكرنا قليلا فيما حدث لأدهم سنجد أن الفكرة هى التى اختارته، فلقد وقعت الفكرة أمامه دون سابق إنذار ليجد نفسه محاصرًا بها عبر نزواته وماضيه الذى عاد ليقتل كل شىء حوله ولتأخذه الفكرة أيضا ليس لكتابة رواية فقط، وإنما لتمنحه خلودا، لا أعتقد أن أدهم طلال يختلف كثيرًا عن أى روائى يحلم بخلود أعماله .
شخصية "ليلى" أو الزوجة..كانت دائمًا تغفر لزوجها.. وتقف دائمًا بجانبه، برغم أنانيته وخيانته المتكررة لها.. ألا تعتقد أنها شخصية مثالية إلى حد بعيد عن الواقع؟
ليلى فى النهاية هى المخلصة المخلص الذى يملك دوما مواصفات المثالية والحب، دوما ما يغفر كل شىء، الحب بمعناه الحقيقى تجسد بصفاته فى ليلى، ومنذ البداية والشخصية تفرض نفسها على الرواية لتفاجئ الجميع بأنها المسيّا وليس أدهم كما اعتقد القارئ على طول الرواية .
- رسخت فى شخصية "ليلى"صورة سلبية عن المرأة المصرية..أنها مهما كانت ناجحة..ومتفوقة على زوجها فى كثير من الأشياء..إلا أنها دائمًا تحتاج لرجل حتى إذا كان أنانيًا..ألا توافقنى الرأى؟
أوافقك بالطبع وليس المرأة المصرية فقط، فلقد سافرت العديد من البلدان وعاشرت وانسجمت مع العديد من الثقافات، الرجل بالنسبة للمرأة هو العالم، وبالنسبة للرجل الحقيقى المرأة هى العالم أيضا، وكما ذكرت الحب يطيح بكل المسميات العادية عن النجاح والتفوق ويحل مكانه التسامح والانتماء بغض النظر عن أى رؤى أخرى .
الفصل الثامن والعشرون أحسسته زائدًا على أحداث الرواية..خاصة أن كل شىء يوضح نفسه فى الفصول الأخرى؟..فما رأيك؟
بالعكس الفصل الثامن والعشرون من أهم فصول الرواية فهو يوضح الانشقاق الحادث فى جماعة شهود "يهوه" وما يحدث عمومًا داخل الجماعات الدينية من أزمات، ولو لم أكتب هذا الفصل لاختلط الأمر على القارئ، ولم يتبين حقيقة جرائم القتل وما حدث لأدهم طلال وما حدث أيضا للصلبوت والخريطة .
- الرواية تدور حول فكرة العالم واحتياجه الدائم إلى "المُخْلّص"..فهل تؤمن بذلك فى حياتك الشخصية؟
العالم لا يحتاج إلى مخلّص، العالم يحتاح لأن يؤمن كل منا بأنه مخلصّا لنفسه ولو آمن الجميع بذلك لتخلصنا من النسبة الأكبر من مشاكلنا، أنا مؤمن تماما بأننى مخلّصا لنفسى ولم أنتظر يوما الخلاص عن طريق شخص آخر.
هل أنت من الكتاب الذين يشعرون بالرضا عن أعمالهم..أم أن لديك شعورا دائما بأن شيئًا ما يزال ناقصًا؟
أنا دائما راض عن أعمالى لأننى لن أقدم عملًا غير راض عنه وإلا لن يرضى عنه القارئ أيضا، خصوصا أننى أبذل مجهودًا فى كل خطوة حتى تنشر الرواية فى المكتبات، وحريص دائما على تقديمها بالشكل اللائق، أما عن الجزء الناقص فهو عن الشىء الذى لم يقدم بعد وذاك الشىء هو الدافع الحقيقى لكتابة المزيد من الأعمال .
- يأتى الحوار فى معظم روايات الشباب باللهجة العامية..اخترت أن يكون الحوار فى رواياتك باللغة العربية الفصحى..فلماذا؟
بصدق تام أنا لست ضد اللهجة العامية على الإطلاق وقد كتب بها العديد من الكتاب الكبار وقد اخترت اللغة العربية الفصحى فى رواياتى لأننى أميل لها بشكل كبير كما أن مهمة الكتابة الأولى هى إثراء اللغة العربية، ولكن هذا لا يعنى أن بعض الأعمال تحتاج للهجة عامية لأنها ستكون أكثر تعبيرًا عن حال شخوصها .
-كانت بدايتك عام 2009م، بصدور ديوان "قصة حب سرية"..ثم اتجهت بعدها لكتابة القصة القصيرة والرواية..ولم تعد ثانية للشعر..فلماذا؟..وهل تعود قريبًا للشعر؟
تجربة الشعر كانت مجرد تجربة لتعريف القراء بى، وأقول بصدق تام بأننى لست شاعرا، أنا فى النهاية أكتب ما أرى نفسى فيه، ولن أعود للشعر ثانية، لقد كانت صفحة مهمة فى مشوارى ولكنها لن تتكرر.
موضوعات متعلقة..
موقع عبرى يفترى على الرسول: محمد "اختلق الإسلام من رحم اليهودية"