الصحيفة الأمريكية التى يفترض أن لها مكانة مرموقة فى المؤسسات الإخبارية العالمية، فشلت فى التفرقة بين الحوار الصحفى ومقال الرأى عندما نشرت حوارا مطولا أجرته محررتها البارزة ليلى ويموث مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، وهى نفس الصحفية التى حاورت السيسى عندما كان وزيرا للدفاع فى أغسطس 2013، مؤخرا فى صورة مقال للكاتبة، التى عادة لا تنشر مقالات باسمها فى الصحيفة، فلماذا تقوم صحيفة بنشر حوار مع رئيس دولة بأهمية مصر فى شكل مقال رأى دون أن يتم إبرازه بشكل واضح على الموقع الإلكترونى لها فى الوقت الذى تحظى فيها حواراتها حتى مع قادة المعارضة فى بعض دول المنطقة بإشارات على صفحتها الرئيسية!
الإجابة واضحة، وهى أن تلك السقطة تأتى فى إطار استمرار الصحيفة فى نهج دعم مواقف الإخوان المسلمين وعدم إبراز أى رأى معارض لهم، وهو ما سبق وتكرر أكثر من مرة عندما نشرت الصحيفة افتتاحيات تدافع فيها عن الجماعة، فى الوقت الذى رفضت فيه نشر رد السفارة المصرية على المغالطات التى أوردتها أو نشرت مقتطفات بسيطة منها.
وكانت ويموث قد قالت إن الرئيس عشية المؤتمر الاقتصادة قد دعاها للقصر الرئاسى لإجراء محادثة عن علاقة مصر الإشكالية مع واشنطن وكيفية هزيمة داعش، ومخاوفه وآماله لمصر، وتلك مقتطفات منه.
السيسى: هل تتذكرين آخر مرة التقينا فيها "فى أغسطس 2013"، ماذا قلت؟
ويموث: نعم لقد قلت أنك تشعر أن الولايات المتحدة أدارت ظهرها لمصر. فما هو رأيك اليوم؟
السيسى: أعتقد أن هناك سوء تفاهم، يبدو أننا لا نستطيع نقل صوتنا بأسلوب واضح كما ينبغى. غير أن المخاطر المحيطة بالمنطقة واضحة، وأعتقد أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب كيف يهددها الإرهاب.
وما الذى ينبغى أن تفعله الولايات المتحدة كما تعتقد؟
أن تدعم مصر، وتدعم إرادة المصريين.
هل تعنى أنه ينبغى أن تقف الولايات المتحدة بجوارك؟
بما يعكس الإرادة الشعبية للمصريين.
فى عام 2013، علق الرئيس أوباما على إرسال طائرات إف 16، وأسلحة أخرى لحين انتقال مصر نحو تحول ديمقراطى سلمى وشامل ومستديم. فما رد فعلك.
أريد فقط أن أسال من الذى يقوم بالعنف فى مصر؟ هؤلاء الذين لم يريدوا أن يشاركوا بشكل بناء فى الطريق نحو الديمقراطية فى أعقاب 30 يونيو.
هل تقصد الإخوان المسلمين؟
"إيماءة" اختاروا المواجهة مع الدولة. هل رأيتى الدولة المصرية تقوم بأى إجراءات ضد أى أحد فى سيناء ما عدا هؤلاء الذين يحملون سلاحا، ويهددون ويقتلون أعضاء الجيش والشرطة وحتى المدنيين الأبرياء؟ إننا نواجه عنفا داخل سيناء وعلى حدودنا الغربية مع ليبيا وحتى داخل أجزاء من البلاد. لا يوجد أمن فى ليبيا لمنع تدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب الذين يأتون لمصر ويهددون أمننا القومى. فمن الذى يفجر أبراج الكهرباء، ويضع المتفجرات فى الحافلات ومحطات القطارات ومن يقتل المدنيين فى الشوارع؟
وما الإجابة؟
المتطرفون
هل تقصد المتطرفون مثل الإخوان المسلمين؟
الإخوان المسلمين هى المنظمة الأم للإيديولوجية المتطرفة. وهى الأب الروحى لكل المنظمات الإرهابية، وانتشروا فى كل أنحاء العالم.
هل الجماعة الأب الروحى لداعش؟
كل المتطرفين يأتون من بوتقة واحدة. وقد غذى تلك العقلية المتطرفة الخطاب الدينى الذى يحتاج إلى الإصلاح.
لقد أدليت بخطاب حول هذا الموضوع فى الأول من يناير.
لقد كانت الحقيقة. الخطاب الدينى مشلكة، وبه أفكار محددة تروج لأفكار مربكة عن الدين عندما يتبناها الناس. ويلجأ الناس إلى العنف عندما يتبنون تلك الأفكار الدينية الخاطئة.
هل تغيير الخطاب الدينى سيساعد فى منع الناس من أن يصبحوا متطرفين؟
أنه جزء من هذا، لكن هناك أجزاء أخرى مثل القضاء على الفقر والجهل والأمية وتعزيز الوعى الثقافى وضمان جودة التعليم.
هل تشترى سلاح من روسيا؟
حوالى 50% من العتاد العسكرى الحالى فى القوات المسلحة روسى. ونحتاج أن تفهم الولايات المتحدة بوضوح أن هناك فراغا استراتيجيا فى المنطقة. وهناك دول تعانى من التحطم والانهيار الأمنى. فكيف أحمى بلادى؟
الإجابة؟
هذا يتطلب أن يساعد الجميع مصر بشكل أكبر، فلدينا تحديات هائلة فى المنطقة. وبالأمس فقط، اختطف الإرهابيون فى ليبيا ثمانية عمال نفط وذبحوهم.. والآن ما الذى ينبعى أن تفعله الولايات المتحدة؟ أنتم تكتفون بالمشاهدة.
هل تشعر أن هناك فراغا فى القيادة الأمريكية؟
لم أقل هذا.
لكن هل تشعر بالأمر على هذا النحو؟
عدد سكان مصر 90 مليون نسمة، ولو فشلت، ستنزلق المنطقة بأسرها فى دائرة من الفوضى التى ستمثل خطرا شديدا لكل الدول فى المنطقة بما فيها إسرائيل وقد تمتد لأوروبا.
وكيف ترى التهديدات الذى تمثله إيران؟ هل توافق على أنه لا ينبغى أن يكون هناك سلاحا نوويا؟
نفهم أن الرئيس أوباما منخرط فى كثير من التحركات من أجل معالجة هذه القضية.. وينبغى أن نمنحه وقتا.. وفى نفس الوقت، ينبغى أن نفهم المخاوف الإسرائيلية.
كيف الوضع بالنسبة لعلاقات مصر مع إسرائيل فى الوقت الحالى؟
لقد احترمنا معاهدة السلام مع إسرائيل منذ توقيعها. وأحد الأمثلة التى تعكس الثقة بين الطرفين هو أن المعاهدة لا تسمح بوجود القوات المصرية فى القطاعين الشرقى والأوسط من سيناء، إلا أن الإسرائيليين قالوا إنه لابأس من وجود قوات مصرية فى تلك المناطق. وهذا يعنى أن المناخ العدائى والتشكيك قد تراجع مع السلام مع إسرائيل. ويمكن أن يحدث هذا مع دول عربية أخرى وإسرائيل لو تم التوصل إلى حل الدولتين.
تتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو كثيرا؟
كثيرا. أريد فقط طمأنته بأن تحقيق السلام مع الفلسطينيين سيكون اتفاقا تاريخيا له ولإسرائيل، وأننا مستعدون للمساعدة للتوصل إلى هذا السلام.
لقد كان هناك الكثير من الاعتقالات لنشطاء حقوق الإنسان فى مصر حتى بين من دعموك. كيف يمكنك خلق بيئة أكثر انفتاحا هنا؟
نلتزم تماما وبحق بحرية التجمع. لكن هناك دائما هذا التوازن الهام بين الأمن وحرية التعبير فى الدول التى تشهد ظروفا مثل التى تشهدها مصر. لكننا نقوم بكل ما هو مطلوب من أجل ضمان عدم احتجاز أبرياء. وقبل أسبوع، أطلق سراح 120 شخصا. وهناك قانون للتظاهر، وهو لا يمنع الاحتجاجات لكنه ينظمها.
موضوعات متعلقة..
السيسى: ننبذ الإرهاب وندافع ولا نعتدى واستقرار بلادنا فى صالح المنطقة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة