عبد الرحيم الكردى:واسينى الأعرج استوحى قصة الإسراء والمعراج فى سيرته الأخيرة

الإثنين، 16 مارس 2015 04:16 م
عبد الرحيم الكردى:واسينى الأعرج استوحى قصة الإسراء والمعراج فى سيرته الأخيرة واسينى الأعرج
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الناقد المصرى عبد الرحيم الكردى، إنه فى أغسطس من العام الماضى أتمَّ الروائى الجزائرى المشهور واسينى الأعرج أحدث أعماله، وهى سيرته الذاتية التى سماها "سيرة المنتهى، عشتها كما اشتهتنى"، وتمتاز بأنها ليست مجرد سرد تقليدى لحياة صاحبها، كما هو الشأن فى السير الذاتية التقليدية بل هى لون من الإبداع الروائى الرفيع والجديد، فقد استخدم واسينى فيها شكل الرحلة الروحية إلى العالم الآخر، ذلك الشكل التراثى الذى استوحى قصة الإسراء والمعراج وكتب به المعرى ودانتى وابن عربى.

جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت ظهر اليوم، وتحدث فيها كل من سعيد يقطين عن تطور تقينات الرواية، والكاتب شكرى المبخوت عن استحالة الرواية فى "روائح المدينة" وعبد الرحيم الكردى عن رواية السيرة الذاتية عند واسينى الأعرج، وعذاب الركابى عن رواية المستقبل "نقوش فى الذاكرة"، ومحمد إبراهيم طه عن رواية داخل رواية.

وأوضح عبد الرحيم الكردى أن واسينى يبدأ رحلته بقراءة كتاب ابن عربى "الإسرا إلى المقام الأسرى" وينتهى منها وما يزال الكتاب بين يديه، وفى هذه الرحلة يطوف على الأندلس فى عهد محاكم التفتيش، أيام هزيمة أجداده الموريسكيين وتشريدهم، ويمر على الجزائر فى عهود الاستعمار، وبعد الاستعمار، وأيام الفتن ومحاكم التفتيش الجديدة فى نهاية القرن العشرين، ويلتقى خلال هذه الرحلة بشخصيات كثيرة كان لها تأثير كبير فيه، منها شخصيات تاريخية مشهورة مثل جده على بن رمضان الملقب بالكوخو، ومحمد بن أمية صاحب الأندلس، وأبو عبد الله الصغير أمير غرناطة، وسرفانتس صاحب قصة دون كيخوتا، ومنها شخصيات عائلته مثل والده الشهيد وأمه وإخوته وأخواته وبعض من التقاهم فى طفولته وشبابه.

وأضاف عبد الرحيم الكردى أن هذا العالم الذى يصوره واسينى ليس العالم التاريخى الخارجى، بل عالمه الباطنى الذى يفيض إلى دائرة وعيه، وهو فى الوقت نفسه ليس عالمًا ماديًا، بل هو عالم روحانى يتم تصويره فى العالم السماوى، العالم الذى تستل فيه الضغائن والأحقاد من النفوس، ويتحقق فيه العدل السماوى المطلق، وتتطهر النفوس من الأوزار، فيعفو فيه المظلوم عمن ظلمه، ويسامح المقتول من قتله.

وأضاف عبد الرحيم الكردى: فى هذا العالم النورانى تتكشف الحقائق وتنفضح الأسرار، فنعرف أن من كنا نرميهم بالفسق فى الدنيا هم فى الحقيقة من القديسين، وأن من كنا نجلُّهم ونقدسهم إنما هم فى الحقيقة فسقة ومجرمون، وأن التعصب والاضطهاد ومحاكمة الناس إنما تنشأ من عدم فهمهم والتعاطف معهم. أن هذه السيرة ليست جديدة فقط فى منهجها وتقنياتها الفنية الرفيعة، بل فى اكتشافها لمجاهل إنسانية لم تعرف من قبل.

- غدا.. انطلاق المؤتمر الأول للاتحاد العالمى للشعراء بجامعة الدول العربية







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة