حكاية أصغر هارب من جحيم داعش فى ليبيا.. مصطفى ابن الـ12 عاما "ساب مدرسته" وسافر بسبب "الظروف".. الطفل لـ"اليوم السابع": "اشتغلت تباع وكنت بتشتم وبضّرب من الناس الغريبة"

الثلاثاء، 17 مارس 2015 11:15 ص
حكاية أصغر هارب من جحيم داعش فى ليبيا.. مصطفى ابن الـ12 عاما "ساب مدرسته" وسافر بسبب "الظروف".. الطفل لـ"اليوم السابع": "اشتغلت تباع وكنت بتشتم وبضّرب من الناس الغريبة" مصطفى أضغر عائد من ليبيا
كتبت - صفاء عاشور - آية نبيل - تصوير - حازم عبد الصمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحياة العادية لطفل فى الـ12 عامًا، أن يداوم على الذهاب للمدرسة يوميا، وأن يتابع دروسه، وإن اضطرت الظروف أهليه وضاق بهم الحال، يمكن أن يعمل فى حقول قريته ليساعدهم، ولو كانت الظروف أقسى، والاحتمالات أسوأ، يمكن أن يتخلى عن حلمه فى متابعة التعليم، ويعمل فى إحدى المهن اليدوية أو كعامل يومية، كل ذلك لم يخضع له الطفل «مصطفى عباس»، وكان السيناريو الذى دفعته له الظروف الأكثر قسوة أن يسافر إلى ليبيا، من أجل إعالة عائلته، تاركا دراسته، ملقيا بنفسه إلى المجهول، بلا أية أوراق ثبوتية، حتى شهادة ميلاده.

«اليوم السابع» التقت «مصطفى»، وحاورته عقب هروبه من ليبيا وعودته إلى مصر، بجسده النحيف، ووجهه الطفولى، ليروى قصته مع الهجرة والشقاء، التى بدأت منذ خروجه من المنزل منذ 6 شهور: «بعدما سافر أخويا إلى ليبيا أبويا عمل عملية، وكانت حالتنا المادية صعبة، والفلوس على الأد، ومفيش شغل، اتصلت بأخويا وقولتله أنا جاى»، وهو ما قوبل باعتراض فى البداية من أخيه الذى لم يكن يدرك سببه، فعلى الطرف الآخر من الهاتف، كان أخوه الأكبر يتحدث عن صعاب ومشقة ومخاطر أمنية، لكن «مصطفى» كان عقد عزمه فهو كبير العائلة فى مصر، والحالة المادية ساءت لدرجة أنه ترك المدرسة، «مفيش حاجة كنت أخسرها أكتر من كده».

الجانب الآخر من الحدود


وتحرك «مصطفى» مساء الجمعة الأولى من شهر أغسطس الماضى مع مجموعة من الشباب من قريته ميمون الغربية بمركز الواسطى ببنى سويف، وكما يروى، «ركبت ميكروباص إلى الضبعة، ومن هناك سرنا فى الجبل حوالى 50 كيلو، كنت مرهقا ولم نكن نتوقف، وفجأة لقينا ميكروباص تانى مستنينا، مشى فى طرق صحراوية لحد ما وصلنا ليبيا».

وكان شقيق مصطفى الأكبر ينتظر على الجانب الآخر من الحدود، وجهز له مأوى فى نفس الغرفة التى يسكن فيها مع غيره من الشباب المصرى، وعمل فى وظيفة تباع بعربة نقل، يقول مصطفى: «شوفت ناس غريبة مش زينا خالص، هما شكلهم زينا، وكلامهم غريب، بيعاملوا المصريين وحش، بيضربوهم ويشتموهم».

المصريون العاملون فى ليبيا


وكان الفتى شاهدًا على التهديدات التى يتلقاها المصريون العاملون فى ليبيا من الجماعات الليبية المسلحة، الأمر الذى كان يدفعهم إلى «كهربة أبواب الغرفة»، خوفا من اقتحامها أثناء نومهم، وبعد 6 أشهر، وعقب مقتل الأقباط على يد تنظيم داعش، قرر مصطفى وأخوه العودة إلى مصر، لتبدأ المرحلة الأكثر صعوبة فى القصة، وكانت البداية بقراره الافتراق عن شقيقه الأكبر، خوفا من أن يتعرض للمساءلة، بسبب تهريبه لقاصر خارج حدود الدولة المصرية، وهو ما حدث بالفعل، ففور وصوله إلى الجمارك الليبية، تم القبض عليه خوفا من أن يكون طفلا ليبيًّا، وتم خطفه من عائلته لتهريبه، خصوصا أنه لا يملك أية أوراق ثبوتية، الا أن الفتى ظل يرجو مسؤولى الجمارك، حتى تم الإفراج عنه.

«عيطت وحلفتلهم إنى مصرى، وخليتهم يسألوا الناس اللى كانو راجعين معايا فأكدوا أنى مصرى فتركونى، دون أى أموال، فكل ما استطعت كسبه خلال ستة الأشهر تمت سرقته قبل العودة من قبل أفراد عصابات المهربين، مكانش معايا غير 70 جنيه ليبى كنت ناوى أعطيها لأمى، التى تحملت مخاطر سفرى، بسبب ضيق ذات اليد، لكن اضطريت أفكهم لما وصلت الجمرك المصرى، عشان أدفعها أجرة لميكروباص العودة إلى بنى سويف اللى كان بـ230 جنيه».


موضوعات متعلقة:


- مدير منفذ السلوم: عودة 33 ألفًا و385 مصريًا من ليبيا خلال شهر








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة