وتحكى عن لحظات استعادتها للسمع، خلال حديثها مع اليوم السابع، فتقول: "كانت لحظة توقف فيها كل شىء، كان حلم وتحقق بالنسبة إلى ولأبنائى.. لا يمكننى محو أول جملة كاملة سمعتها من ذاكرتى حين كانت ابنة عمرى جهاد فى فرحها وترقص مع عريسها وهى تغنى من الحلم ده متصحنيش..لا يمكننى وصف شعورى وأنا أسمع أصوات أبنائى.. أبدا لم أنس كلمة ماما عندما سمعتها لأول مرة".
الدكتورة فادية فقدت حاسة السمع بعد إصابتها بحمى شوكية
وتوضح أن قصتها تبدأ فى منزل أسرة متوسطة الحال مكونة من 6 أفراد، وأنه كان ترتيبها الأخير من بين أخوتها، وكان والدها رجل أعمال حرة ووالدتها ربة منزل، مضيفة أنها ولدت طفلة طبيعية غير أنها فقدت السمع بعد إصابتها بحمى شوكية، وبعد غيبوبة لعدة أسابيع استيقظت منها وهى صماء تماما.
تحكى عن هذه اللحظات الصعبة قائلة: كانت صدمة كبيرة بالنسبة إلى، وقتها رفضت الواقع خاصة أننى كنت متفوقة بدراستى، وأغنى وأرقص باليه، لكن الأمر لم يستمر طويلا، وأدركت أنه واقع لابد من أن أعيشه، وفى شدتى رأيت النبى عليه الصلاة والسلام فى رؤيا بعد إصابتى، فشعرت أن داخلى طاقة كبيرة وأن كل شئ بفضل الله ممكن أن يتحقق، حتى أننى بعدما حصلت على الشهادة الابتدائية التحقت بمدرسة غمرة الإعدادية وكنت الأولى عليها، وبعدها درست ثانوية عامة وحصلت على 97%".
الدكتورة فاطمة اعتمدت على لغة الشفايف للتعامل مع الآخرين
وتسرد الدكتورة تفاصيل المرحلة الأصعب فى حياتها، عندما صممت أن تلتحق بكلية الطب، وأن تحقق حلم طفولتها، وتقول "قررت أن أظل مصدر فخر لأسرتى من خلال بذل الكثير من الجهد واعتمدت على تعليم نفسى حركة الشفايف، دون لغة الإشارة، فكنت أراقب حركة شفايف الناس، حتى إننى اعتمدت على ذاكرتى وأعدت مشاهدتى للأفلام العربية القديمة التى سبق لى مشاهدتها قبل إصابتى، ومن خلال ذاكرتى الصوتية وتوافق حركات الشفايف كنت أراجع الكلمات".
وتابعت "التحقت بالفعل بكلية الطب جامعة عين شمس، وكانت مرحلة جديدة جدا بالنسبة إلى، وكنت أحضر كل يوم محاضرة وسكاشن، وأجد صعوبة بالغة فى فهم الشرح لكن ذلك لم يؤثر على حلمى، لم يكن هذا استخفافا بالأزمة، فكنت أقضى نهارى وليلى فى المستشفى أحاول فك شفرات المناهج خاصة أن الدراسة كانت باللغة الإنجليزية، فكنت لا أستفيد من الشرح والمحاضرات بشكل كامل".
وظلت الدكتورة فادية لمدة 33 عاما تعتمد بشكل أساسى على لغة الشفايف، لدرجة أن الكثير من الناس كانوا لا يصدقون أنها صماء إلا فى حال توجيههم الحديث لها من خلف ظهرها.
استخدام السماعات الطبية كانت أصعب ما واجه الدكتورة فاطمة فى دراستها
أما استخدام السماعة الطبية، فكانت أحد أصعب مشاكلها فلم يكن لها حل فى البداية، لكنها قرأت فى إحدى الصحف أن هناك سماعة طبية مخصصة للكشف عن الأجنة، وتكبر نبض القلب 480 مرة، فراسلت الشركة وحصلت على السماعة، وتقول" كنت أعتمد على نسبة إحساسى بالسمع، فكنت أشترى شرائط أصوات القلب من الكلية وأمسك السماعة المكبرة، وأوجه السماعة لشريط التسجيل لتحديد نوع المرض".
الدكتورة فادية عبد الجواد أول طبيبة صماء بعد تكريمها من نقابة الأطباء فى يوم الطبيب المصرى
وقضت الدكتورة فادية آلاف الساعات مع الشرائط، لإتقان استخدام السماعات، حيث كان والدها يشفق علها حين يستيقظ فى الفجر للصلاة، ويطفأ النور لكى يجبرها على النوم، إلا أنها تعود لإنارته من جديد لمواصلة المذاكرة للوصول إلى هدفها.
الدكتورة فادية تخرجت وعملت لمدة 20 عام بالطب دون سمع
وعام 1986 استطاعت الدكتورة فادية التخرج من كلية الطب جامعة عين شمس، دون الرسوب فى أى مادة، وأمضت فترة الامتياز وتم تعيينها بوزارة الصحة وحصلت على فترة النيابة بقسم الأمراض الجلدية بمستشفى منشية البكرى، وسافرت إلى العديد من الدول منذ عام 1986 حتى 2006، وعملت بشكل طبيعى داخل وخارج مصر واهتمت بإتقان مهنتها.
الدكتورة فادية عبد الجواد خلال حديثها مع اليوم السابع
وقالت "تزوجت وأنا أدرس فى البكالوريوس، وأنجبت ابنتى حينها جهاد، كانت هى الدافع لى فى أن أجرى عملية القوقعة، حينما سألت أبنائى هل هناك شىء ينقصكم؟ قالوا لى:" يا ماما نفسنا ننادى عليكى من الأوضة وتردى علينا"، وبالفعل أجريت أول عملية زرع قوقعة فى القصر العينى فى الأذن الوسطى فى 2006.
وتقول "أمضيت 33 من عمرى الصمم الكامل، من بينها 20 عاما أعمل بها كطبيبة". وفى 2014، أجريت العملية الثانية بمستشفى مصر للطيران، استطعت وقتها استعمال التليفون فى المكالمات بعدما كنت أستخدمه فى الرسائل فقط".
الدكتورة فادية عبد الجواد أول طبيبة صماء
أما عن تصنيفها كأول طبيبة صماء، فقالت: "أطبائى فى المستشفى الدكتور حسن وهبة ومنى العوضى ومؤنس هندراوس، بعد إجرائهم للعميلة أكدوا لى أن هناك طبيبا أمريكيا أجرى عملية زرع قوقعة، ثم تخرج من كلية الطب بعدها، والولايات المتحدة وفرت له كافة الإمكانيات واحتفلوا به، وأعطونى طريقة التواصل مع المجلة التى كرمت هذا الطبيب، ووقتها تواصلت مع شركة القوقعة التى زرعتها والتى تعمل فى 260 دولة حول العالم، وأجروا أبحاثهم التى أكدت أننى الطبيبة الوحيدة فى العالم التى التحقت وتخرجت من كلية الطب وهى صماء تماما ومارست المهنة لمدة 20 عاما قبل زراعة أول قوقعة".
الدكتورة فادية مارست مهنة الطب لمدة 20 عاما قبل إجرائها لعمليتين لزراعة قوقعتين واستعادتها لحاسة السمع
وطالبت الدكتورة فادية وزيرى التربية والتعليم، والتعليم العالى، بالاهتمام بملايين الأطفال من فاقدى السمع، خاصة فى ظل استمرار ازدياد أعدادهم، مستنكرة إهمال شريحة عريضة تمثل سدس الشعب المصرى، وتهميشها بلا تعليم أو علاج.
موضوعات متعلقة
- أول طبيبة صماء لوزير الصحة: الكليات النظرية رفضت قبول 7 ملايين أصم
عدد الردود 0
بواسطة:
فارس
الايمان والثقة
عدد الردود 0
بواسطة:
د/محمد سعيد
تستحق التكريم
عدد الردود 0
بواسطة:
م/ صابر حامد إبراهيم يحيى
لايئس مع الحياة ولا حياة مع اليئس
عدد الردود 0
بواسطة:
م/ صابر حامد إبراهيم يحيى
لايئس مع الحياة ولا حياة مع اليئس
عدد الردود 0
بواسطة:
أكرم عزام
قصة كفاح
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
ما شاء الله لا قوة الا بالله
الله اكبر
عدد الردود 0
بواسطة:
ahlam
نرجو الاهتمام يا ريس سيسي
عدد الردود 0
بواسطة:
Dr.Mohamed
بسم الله ماشاء الله
عدد الردود 0
بواسطة:
سلمى
الله اكبر عليكى يا امى
عدد الردود 0
بواسطة:
Arc
فاعتبروا يا أولى الالباب