بريطانيا تعتزم إنشاء محمية بحرية بالمحيط الهادى لحماية الثروات البحرية

أعلنت الحكومة البريطانية أمس الأربعاء أنها تعتزم إنشاء محمية طبيعية بحرية مترامية الأطراف حول جزر بيتكيرن النائية فى المحيط الهادى الجنوبى، وذلك فى إطار الجهود العالمية لوقف عمليات الصيد الجائر للثروة السمكية.

وستغطى المحمية مساحة 834334 كيلومترا مربعا -وهى تفوق تكساس من حيث المساحة- حول الأراضى التابعة للسيادة البريطانية فى أعالى البحار التى يقطنها 50 شخصا فضلا عن 1249 نوعا من الأسماك والطيور والثدييات البحرية.

ويقول مشروع الميزانية الذى تقدم به وزير المالية البريطانى جورج اوزبورن إلى البرلمان "تعتزم الحكومة المضى قدما فى تخصيص منطقة بحرية محمية حول بيتكيرن"، وستكون هذه واحدة من أكبر المحميات فى العالم.

ورحبت صناديق (بيو) الخيرية والجمعية القومية الجغرافية -اللتان تعاونتا من أجل إنشاء المحمية وقامتا بعمليات مسح شاملة للحياة البحرية قبالة الجزر- بالخطة التى رحب بها أيضا سكان الجزر.

وقالت جو رويل مديرة حملة التراث العالمى للمحيطات التابع لجمعية (بيو) "تمثل هذه المحميات البحرية كنزا دفينا ساحرا". وأسماك التونة من بين الثروات الاقتصادية قبالة هذه الجزر.

والمياه قبالة جزر بيتكيرن صافية للغاية فيما عثر خلال الأعمال المسحية على كائن نباتى بحرى حى يعيش فى الأعماق وهو نوع من الطحالب يزدهر على عمق 382 مترا وهى مسافة أعمق كثيرا من أن تصلها أشعة الشمس عادة.

وقالت رويل لرويترز إن جمعية (بيو) تسعى لمساعدة الحكومة البريطانية من خلال توفير المراقبة بالأقمار الصناعية لمدة خمس سنوات وتتضمن على سبيل المثال رصد أى سفينة تسير فى طرق متعرجة بدلا من السير على مسارات مستقيمة ما يطلق جهازا للتنبيه يوضح أن هذه السفينة ربما تكون تمارس الصيد.

وتشير بعض التقديرات إلى أن سمكة من بين كل 5 سمكات يجرى صيدها عالميا بطرق غير مشروعة على الرغم من تعهد الحكومات بالقضاء على هذه الأنشطة. وأشارت تقديرات دراسة جرت عام 2009 إلى أن الصيد غير المشروع يدر ما يقدر بنحو عشرة مليارات دولار إلى 23.5 مليار دولار سنويا.

وسكان جزر بيتكيرن من نسل بحارة بريطانيين -ممن قاموا بحركة تمرد على ظهر السفينة باونتى التابعة للبحرية الملكية البريطانية عام 1789- ونساء من تاهيتى عشن معهم.