علا الشافعى تكتب: "سيما أونطة.. وإعلام لامؤاخذة"

الإثنين، 02 مارس 2015 07:06 م
علا الشافعى تكتب: "سيما أونطة.. وإعلام لامؤاخذة" علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أننا نعيش عصرًا من أسوأ العصور الثقافية، حتى أصبح صراخ النجم عادل إمام فى مشهد من فيلم عمارة يعقوبيان للكاتب وحيد حامد "إحنا فى زمن المسخ"، غير قادر على توصيف ما يدور حولنا ونشارك فيه.

وحتى لو أرهقنا أنفسنا وبحثنا عن مرادفات أكثر قدرة على التعبير عما نحن فيه، مثل "زمن القبح" أو "زمن العبث" أو "اللامعقول"، سنجد أيضًا أن تلك المعانى لم تعد كافية.. كل شىء بالنسبة لى أصبح أقرب إلى تعبير "سيما أونطة"، وهو الشعار الذى كان يهتف به جمهور الدرجة الثالثة عندما لا يروق لهم الفيلم المعروض، فنحن فى زمن "الأونطة" بكل ما تحمله الكلمة من أسى وسلبية.

وبنظرة بسيطة وقراءة لمجموعة من الصور التى تحاصرنا، سنتأكد أننا نعيش أسوأ العصور، فالفارق ليس كبيرا بين فيلم سىء، ودولة تطالب فنانيها بتقديم نوعية معينة من الأفلام "التوجيهية والتعبوية" التى تعمل لصالح خدمة فرد بعينه أو فكرة بعينها، دون أن تكون هناك رؤية واضحة للنهوض بصناعة أو ثقافة.. والمفارقة مدهشة فى حظر نشر صورة المحامى قتيل التعذيب فى قسم المطرية، والسماح بتداول كافة الصور والمعلومات الخاصة بواقعة مقتل الكلب!. كما أن المسافة ليست ببعيدة بين نشر "الدواعش" صورًا وهم يذبحون باسم الرب، أو يحرقون الكتب ويحطمون التماثيل الأثرية ويهيلون التراب على الحضارات الإنسانية بدعوى أنها تماثيل تروج لعبادة الأصنام، وبين من يسخرون المساحات المخصصة لهم فى الجرائد والمجلات أو على الشاشات، لرجم الآخرين المختلفين معه فكريًا، فمحاولة نفى الآخر والتقليل من شأنه أو تخوينه، وهذا بات أضعف الإيمان"، هو نوع من أنواع التطرف، لا يختلف كثيرًا عن تطرف الدواعش.

الصورة تكمل بعضها بعضا، لا تختلف فى تفاصيلها، بل إن بداية التطرف فى السلوك يكرس لها، وينميها تطرف الفكر فى الأساس، لذلك أصبح من الطبيعى أن نعيش فى زمن وبين أناس معظمهم لا يعرفون سوى القبح، ولا يتم الترويج إلا لكل شىء قبيح يخاصم المنطق والإنسانية، وتصبح الـ"سيما الأونطة"، و"الفن المعلب"، و"الإعلام اللامؤاخذة"، هو كل ما نشاهد من خلاله وصلات من الردح المقيت، الذى إن دل على شىء فهو يدل على سوءات هذا العصر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة