مش خناقة أبدًا دى نصيحة ولا أعرف العيب فينا أم فيهم أم فى ابتلاء الزمان؟! أين احترام الناس احترام المشاعر احترام الوقت احترام الظروف احترام السن احترام الخصوصية واحترام أى شىء فى أى شىء.. أين الاحترام؟! أليس الاحترام أحد القيم الحميدة مش إباحة يعنى بالعكس يميز الإنسان ويعبر عن اتجاه كل شىء حوله أو يتعامل معه بكل تقدير وعناية والتزام فلم كرهتموه !!
الاحترام يكتسب ولا يطلب فهو شىء غير ملموس، أساسه لا علاقة له بمستوى اجتماعى ولا مادى فكم من أسر من مستويات عالية لم تربى أبناءها جيداً و كم من أسر بسيطة ربت أبناءها جيداً كيف يعيشون بنزاهة مع الآخرين ومعاملتهم بأدب واحترام، فالاحترام يبدأ بفرصة وينتهى بواقع لكنه ينمو ببطء مع مرور الوقت .
إذا أردت أن تُحترم احترم نفسك أولاً فاحترام النفس هو بداية احترام الآخرين لك، احترام ذاتك يأتى بمعرفة نفسك على حقيقتها إذا حاولت تقليد أحد أو عمل شىء ليس من حقيقتك ستسقط فى عين نفسك، وهذا يعنى أنك يجب أن تكون على حقيقتك أينما كنت وأن تكف عن التمثيل وادعاء مثالية غير موجودة لتُحسِن احترامك لنفسك.
كن صادقًا مع نفسك ومع الآخرين وباقى الأشياء ستأتى بعد ذلك فسر الاحترام هو "من أجل أن تكتسب الاحترام يجب أولاً أن تحترم نفسك وتقدم نفسك فى صورة حسنة".. حسنة وليست مثالية .
مفرداتك البذيئة تحرج المستمعين أما اللغة المحترمة والكلمات النظيفة التى لا يشوبها ألفاظ نابية أو جارحة للآخرين أفضل وخصوصاً فى غيابهم فالناس لا تحب صاحب النميمة ولو سمعوك وجاروك حديثاً، كن صادقاً محترماً فى حديثهم لا تملقاً ولا لتنال إعجاب أحد بل احتراماً لنفسك أولاً رجلاً كنت أو امرأة فالعادات النسائية من غيبة ونميمة وثرثرة وتلقيح الكلام انتقلت للرجال مؤخرًا وأصبحت قاسم مشترك بل تفوق التلميذ على أستاذه.. يخيبكوا!
القليل من الناس تظهر احترامها للناس جميعاً بنفس القدر لمن فى مستواهم أو أعلى منهم أو أقل منهم، والكثير يحترمون الناس نفاق ورياء ومصالح، احترام الكل يجعل الكل يحترمك .
نحن بشر نصيب ونخطئ والفرق بيننا فى حجم الخير والشر داخل كل منا، إذا قررت أن تجعل الخير داخلك أكثر من الشر سيحترمك الجميع أكثر أما إذا زاد الشر سيكرهك ويحتقرك الجميع .. أنت وذوقك بقى يهمك احترام الناس أكثر ولا يحتقروك عادى مفيش مشكلة !
عادةً لا يحب الناس من يشعرهم بالجهل وانخفاض المستوى الثقافى أو العلمى فى الوقت الذى يظهر فيه للجميع أنه عالم بكل شىء، العالِم الحقيقى هو أكثر الناس تواضعاً، التفاخر لا يدعو للاحترام، اترك كل فرد يظهر ما يعرفه من علم أو ثقافة ما قد تستفيد منهم بشئ فالعلم لا ينضب و لا يستطيع فرد واحد امتلاكه، التفاخر بما لديك يجعل من حولك يعتبرونك مغرور و سطحى التفكير شخص بهذه الصفات لا يحترمه أحد فالناقصون يتفاخرون و الشبعى يخجلون، كن على طبيعتك كن كما أنت لا تتظاهر بشىء ليس فيك، احترم بيئتك و محيطك الذى تعيش فيه و لا تعيش فى شخصية لا تناسبك أو أكبر منك فتجعلك غريب فى مجتمعك لا ترد الخطأ بخطأ .
قد تجد فيمن حولك شخص غير مهذب لا تبادله المعاملة بالمثل عامله بتحضر حتى يظهر الفرق بينكما للجميع و تظهر مدى بشاعته فيفقد احترامهم وتكسبها أنت، ليس معنى ذلك أن تتركه يهينك و لكن أوقفه بأدب عند حده .. علمه الأدب بأدب .
ما لا تقبله من الغير لنفسك لا تقبله للآخرين، لا تتدخل فى شئون الآخرين و لا تتعدى حدودك التى ارتضيتها لنفسك و للآخرين و ضع للجميع الحدود التى لا تقبل أن يتخطاها أحد فى تعاملاته معك لن يكرهوك كما تعتقد بل سيحترموك و يحترموا الحدود التى حددتها لنفسك و لهم حتى لا يفقدوا شخصاً واضح الرؤية .
إن لم تظهر احترامك للناس بصدق طبيعى أن تفقد احترامهم و لا تحاول كسب الاحترام من الجميع بشدة و كأنك تحاول إظهار تفوقك عليهم فى الاحترام فيظنوا أنك تتظاهر بشخصية غير حقيقية و شخص خائف يتظاهر ليخفى عيوبه عن الناس، أنت وحدك من ستحدد إذا كنت محترم أم غير محترم و دع الاحترام حينها يأخذ وقته بمرور الوقت .
شخصين يتحدثان