وشكا عدد من طلاب مدارس التعليم الفنى من قلة احتكاكهم بالمعدات الجديدة التى ملأت جنبات الورش المُلحقة بتلك المدارس لتدريب الطلاب عليها فى مختلف تخصصات التعليم الصناعى، فلم يستفيدوا من وجودها، بل يكتفوا فقط بالنظر إليها، والاستماع إلى شرح أحد المعلمين الدروس النظرية على تلك المعدات دون أن يلمسها خوفاً عليها.
قال أحمد محمد الرفاعى، طالب بالصف الثالث الثانوى بمدرسة الحلمية الثانوية الصناعية بمحافظة القاهرة، أن الإهمال ضرب الورش الخاصة بالتدريب فى السنوات الماضية، ومع بداية العام الحالى أقحمت المدرسة معدات جديدة، وحينها ظن الطلاب أنهم سيتعلمون شيئا، إلا أن المعلمين وقفوا يشرحون أمام المعدات الجديدة دون الإقتراب منها أو لمسها.
وأكد حسام أحمد، طالب بالصف الثانى الثانوى بمدرسة الرضوانية الثانوية الصناعية بمحافظة القاهرة، أن التدريب داخل ورش المدرسة أو فى المصانع، يقتصر على الطلاب أصحاب الدرجات المرتفعة فى النظرى، مشيراً إلى أن ذلك يفتقد العدل، فهناك طلاب غير متفوقين فى المواد النظرية ولكنهم متميزون فى التدريبات العملية، مشيراً إلى أن غالبية الطلاب ليس لهم الحق فى استخدام الـ"مكن" الجديد الموجود بالورش المُلحقة بالمدارس، فتلك المعدات ممنوع لمسها أو الاقتراب منها.
من جانبهم برر عدد من المعلمين الوضع العام داخل مدارس التعليم الصناعى، حيث أكد "م.ع" مدرس بمدرسة بنبى قادن الثانوية بنين أن المعدات التى أمدت بها وزارة التربية والتعليم قطاع التعليم الفنى وتم توزيعها على المدارس تساوى الملايين، وأن هناك بعض الطلاب تستخدم تلك المعدات بشكل خاطئ وغير صحيح ومن ثم تتجنب إدارات المدارس السماح للطلاب باستخدام المعدات و"المكن" إلا فى وجود مدرس مشرف على عملية التدريب.
وقال"م.ح" مدرس بمدرسة الرضوانية الصناعية، أن طالب التعليم الفنى الصناعى له الحق فى تلقى التدريبات العملية، وذلك لأن جانب الدراسة النظرية طوال الـ 3 سنوات أو الـ 5 سنوات قليل مقارنة بالتدريب العملى، مشيراً إلى أن الجهات المختصة لديها عذرها فى عدم السماح للطلاب فى استخدام المعدات والآلات الجديدة إلا فى وجود متخصص فى تشغيلها.
من جانبه قال مصدر مسئول بوزارة التعليم الفنى والتدريب، أن الوزارة وضعت استراتيجية جديدة سيتم اتباعها طوال الفترة القادمة من أجل تطوير وتدعيم التعليم الفنى بجميع تخصصاته وأقسامه فى مصر، وتتمثل تلك الاستراتيجية فى الإعتماد بشكل فعال على التدريب العملى، والخلط بين الدراسة النظرية والعملية من أجل الوصول إلى الاستفادة القصوى من التدريس.
وأضاف المصدر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الهدف الحقيقى وراء إنشاء الوزارة الجديدة هو زيادة الاهتمام بالتعليم الفنى لما له من أهمية شديدة ستؤثر على مستقبل مصر القريب، خاصة وأنه تم توقيع عدة اتفاقيات مع جهات أجنبية لتفعيل التدريب داخل المراكز الجديدة والورش الموجودة داخل المدارس، ليحصل الطالب طوال مدة دراسته على أكبر كم من الاستفادة، بالإضافة إلى التنسيق مع كبرى المؤسسات الصناعية لتدريب الطلاب.
موضوعات متعلقة:
- مصدر بـ"التعليم الفنى": استحداث إدارات لتطوير المناهج والتدريب المهنى