فى كتابه القيم (البديل الثالث.. حل أصعب مشاكل الحياة) نبه خبير التنمية البشرية ستيفن آر كوفى إلى أهمية تفعيل مبدأ التعاون الإبداعى بين البشر بعضهم البعض أفرادا كانوا أو مؤسسات أو دولا وهذا المبدأ فى أبسط توضيح له هو ما يحدث عندما يصبح مجموع واحد زائد واحد يساوى ثلاثة أو عشرة أو حتى مائة أو ألفا، إنه النتيجة المدهشة التى تحدث عندما يقرر اثنان أو أكثر تجاوز أفكارهم الخاصة لمواجهة تحدٍ هائل بحماس وطاقة وإبداع ينتج عنه واقع جديد أفضل بكثير من الواقع القديم ويعود بالنفع العظيم على الجميع بل ويفيض، وهذا ما فعله سيسى مصر وبشير السودان ودسالين إثيوبيا، وليسمح لى القارئ العزيز أن أقتطف من كلمة السيد الرئيس تلك العبارات التى تؤكد اقتناعه الشخصى بالمبدأ والمعبر فى نفس الوقت عن كل ما يتمناه المصريون الشرفاء، قال رئيس مصر فى كلمته قبل التوقيع على اتفاق مبادئ سد النهضة: "فلنجعل نهر النيل محورا للتعاون والأخاء، للتنمية والرخاء، فلا مجال للاستئثار من قبل طرف على حساب أحد من أشقائه، فنحن لم نعد نملك ترف التباعد والفرقة فى ظل تسارع تطورات العصر الذى نعيشه والتحديات التى نواجهها والمخاطر التى تحيط بنا فلابد من استغلال الفرص التى يمهدها لنا التعاون حتى ننجح معا فى مواجهة التحديات ولكى نتغلب سويا على المخاطر" .. انتهى .
إذن فما تفعله مصر الآن ممثلة فى قيادتها السياسية وشعبها الطموح هو عين التعاون الإبداعى الدولى المنشود وهو أفضل ألف مرة من الحلول الوسط التى تفقد كل طرف شيئا من مطالبه، وهو القوة الكامنة خلف كل تقدم فى هذا العالم وهو السر فى كل القفزات الحضارية نحو الرقى والإبداع الحقيقى، أن التفكير بمبدأ البديلين لا ينتج عنه إلا الجدال والمنافسة ومحاولات الكسب لطرف على حساب الطرف الآخر بغيا وعدوانا وأغلب البشر قادرون عليه خاصة الأنانيون منهم والنرجسيون المؤمنون بمبدأ (أنا ومن بعدى الطوفان) أولئك المرضى الغافلون عن وفرة نعم الله فى كونه لجميع خلقه المتنافسون فى الدنيا الزائلة اللاهون عن النظر لما قدمت أنفسهم للغد أهو البناء والتنمية أم الدمار والانتكاس؟ لأنفسهم أما التعاون الإبداعى (وهو على فكرة تفسير عصرى للآية القرآنية الكريمة التى تأمرنا بالتعاون على البر والتقوى وتنهانا عن التعاون على الإثم والعدوان) فلا يقدم عليه إلا المؤمنون حقا.. المحبون للحياة وللبناء، الراغبون فى الإعمار والسلام والتنمية الساعون إلى رضا الله عز وجل بحق المنكرون لذواتهم المحبون لإخوانهم فى الإنسانية ما يحبونه لأنفسهم .
جانب من توقيع اتفاق مبادئ سد النهضة - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة