فالأمر هنا لا يعتمد فقط على التزامك بنصائح محدده، لأن ما يتحكم فى حالتك النفسية أكثر دقة فى عملة من أعضائك، وأكثر تأثرا بالتغيرات التى تمر بها، إنها الهرمونات تلك الجنود التى تعمل كموصلات عصبية للمخ وعلى أساس حركتها، يصدر عقلك أوامره لباقى الأعضاء انصياعا لرغبة ومزاجية هرموناتك، فتعرف على أسباب اضطرابها وتعلم كيف تروضها لصالحك.
السيروتونين هرمون السعادة فى لحظات الرضا وهرمون التوتر إذا أعلن غضبه
السعادة والتوتر والرضا والاكتئاب خليط من المشاعر الأساسية، المسئول عنها السيروتونين والمعروف بهرمون السعادة، وعن هذا الهرمون يقول استشارى الأمراض النفسية الدكتور جمال فرويز: إن "السيروتونين" يعتبر من أهم الناقلات العصبية للمخ، وهو المسئول الأول عن الشعور بالسعادة والرضا والراحة النفسية، والرغبة الجنسية، ومشاعر الحب والعاطفة عند الإنسان، وكلما انتظمت نسبته استقرت فى المقابل الحالة المزاجية للإنسان، ولكن الاضطراب فى نسبة هذا الهرمون يؤدى للإصابة بالعديد من الأمراض النفسية، كالاكتئاب والقلق والتوتر.
كما تظهر أعراض عضوية مصاحبة لنقص نسبة السيروتونين، تتمثل فى العرق الشديد والرعشة وزيادة ضربات القلب، فبجانب دورة كموصل عصبى للمخ، يعلب دورا آخر وهو قدرته على تضييق الأوعية الدموية بجسم الإنسان، وهو ما يسهم فى ظهور تلك الأعراض العضوية.
السمك والصويا والشيكولاتة أصدقاء هرمون السعادة
كيف تحافظ على نسبة هرمون السعادة من الانخفاض وتمنح حياتك قدرا من الراحة النفسية؟.
سؤال أجاب عنه فرويز بتلخيص قائمة طعام هامة تساعد على منع نسبة هرمون السيروتونين من الانخفاض، وأهمها البروتين النباتى والحيوانى، والأوميجا 3، والأسماك والكبدة، ومنتجات الصويا و الألبان، وكذلك الشيكولاتة السوداء.
كما أن ممارسة رياضة المشى فى الأماكن المفتوحة جيدة التهوية، مع التعرض لأشعة الشمس، يسهم فى الحفاظ على نسبة هذا الهرمون من الانخفاض.
الدوبامين: هرمون اللذة والمتعة والحب والمسئول كمان عن إدمانك للمخدرات
تلك المشاعر التى تنتابك عند تناول طعامك المفضل بنهم، أو تحقيق هدف سعيت إليه، أو حتى وقوعك فى الحب، ما هى إلا شعور باللذة والمتعة يمنحها لك الدوبامين.
ويفرز هذا الهرمون فى المخ بنسب ثابتة ومحددة، وبمجرد التعرض للمواقف الممتعة، ترتفع نسبته مانحا إياك مزيدا من اللذة.
ولكن احذر.. فالدكتور جمال فرويز يؤكد أن الدوبامين سلاح ذو حدين، كونه المسئول الأول عن الإدمان، فتعرض الشخص لمسببات النشوة واللذة على فترات متقاربة، وبصورة عالية، كتلك التى يحصل عليها عند تعاطى المخدرات، تجعل نسبة هذا الهرمون مرتفعة لفترات أطول من المفترض لها، وفى تلك الحالة يعتاد المخ على هذه النسبة العالية.
وفى حالة انخفاضها نتيجة التوقف عن مسببات اللذة (المخدرات)، يبدأ الدوبامين التكشير عن أنيابه، مسببا أعراضا خطيرة على جسم الإنسان كالتوتر والقلق والأرق والاكتئاب وأيضا علامات الانسحاب.
وبالطبع فالحفاظ على نسبة هذا الهرمون تتطلب معاملة خاصة، وأهمها تجنب الإدمان، وعدم الاستسلام لمشاعر اللذة الخادعة التى يمنحها لنا.
الأدرينالين والنورادرينالين هرمونات الحب والخوف
"الأدرينالين".. الأشهر على الإطلاق، هو الهرمون المسئول عن العديد من المشاعر الإنسانية العنيفة، كالخوف والحب، ويلعب بجانب الـ"نورادرينالين" دورا أساسيا أيضا فى التأثير على الحالة النفسية على أعضاء الجسم، وخاصة الجهاز الهضمى، كالإصابة بالقولون العصبى والتقلصات المعوية والإسهال، وأيضا احمرارا الوجه، وتسارع ضربات القلب، وتعرق الجسم.
كما أن ارتفاع "الأردرينالين" لدى الإنسان يؤدى إلى إفراز رائحة مميزة للحيوانات، عند الشعور بالخوف وهو ما يدفعها لمهاجمة الإنسان عند استنشاقها لتلك الرائحة.
وفى النهاية يوضح فرويز أن إفراز الهرمونات فى الجسم تتحكم بها الغدد وخاصة الغدة النخامية بالمخ، وجميع الهرمونات تفرز بنسب ثابتة ودقيقة للغاية ومتساوية.
وفى حالة نقص أو زيادة نسبة أى من نسب الهرمونات بالجسم ينتج عنه فى المقابل زيادة أو نقصان فى جميع نسب الهرمونات الباقية.
لذا فتناول العلاجات الهرمونية دون ضرورة، أو بجرعات غير دقيقة، يؤدى بدورة إلى اضطراب الهرمونات والإصابة بالإمراض النفسية المختلفة.
كما تلعب البيئة المحيطة دورا أساسيا فى اضطراب الهرمونات، كتغير الفضول ودرجات الحرارة وأشهرها اكتئاب الشتاء.